ان تكون انسانا مع المرأة خير من ان تكون رجلا



ناديه كاظم شبيل
2011 / 2 / 11

من الظلم الفادح ان تكون القيادة بيد الرجل ، لا اقصد بها قيادة السيارة او العائلة او الدولة فقط، بل اقصد بها قيادته للمرأة على وجه الخصوص ، وكأنها مخلوق ناقص لا يملك قرار نفسه لوحده ولذا على الرجل( الشهم) ان يتكفلها في حلها وترحالها ، في الصغيرة والكبيره ونسي ان هذا سيزيد العبئ عليه ، فلو انه منحها الثقه في ادارة امورها ككائن مساو له في كل شئ ، لاراح واستراح .

لاتزال قوانيننا العرجاء تسند الرجل على حساب المرأه ،فبيده عقدة النكاح والطلاق ، وبيده تضرب المرأة ان خالفت ولو قيد انملة قوانينه الجائرة ،
بمرافقته فقط يسمح لها بالسفر ، وبموافقته يسمح لها بالزواج حتى بمن تجهله تماما ، تمنع المرأة من اسمى مافي الوجود (الحب الطاهر ) وترجم ان تجرأت وقبض عليها متلبسة بجريمته ، نعم فكم من بريئة واراها الثرى وهي انقى من ماء المطر ، وكم من عاهر متشدق بنزواته لا يحاسب على مااقترف من الذنوب بينما تراه مع المرأة صارم يحق له مالايحق لها ، وهذا هو الظلم بعينه .

ويل لها ان حاولت التعبير عن افكارها بالكتابة او الشعر او التمثيل ، ستنعت حينها بالمسترجله او الساقطه وما شابه ذلك من مسميات اطلقها ارباع الرجال ليحدّوا من عزيمتها ، فالعار كل العار ان تشاطره المرأة في افكاره وتحاول ان تعرب له عن رأيها في مستجدات الحياة .


الرجال والعرب منهم على وجه التحديد متشابهون في مثل هذه المواقف ، وكأنهم اخوة اشقاء ، فاساس ثقافتهم متوارثة قدم التاريخ ، المرأة هي المرأة والرجل هو الرجل ، وبيده القوامه في كل شئ ، هكذا يفهمون القوامه التي كانت من نصيبه كونه العائل للاسره ، ونسوا انها الغيت حينما شاطرته المرأة العمل ان لم تتفوق عليه في معظم الاحيان ، والامثله على ذلك عديده فزهاء حديد المهندسه العراقيه المشهوره ، ابدعت في مجال عملها ايما ابداع واغنت العالم بتصاميمها الرائعه ، لماذا؟ لأن ظروفها الاجتماعيه ساوتها بالرجل ، ومنحتها مامنحته له تماما ، والامثله عديدة لا مجال لذكرها .

الحاجة ام الاختراع كما يقول المثل ، فارامل العراق ويتاماه قد ابدعن في طلب الرزق فمنهن سائقة التكسي ، ومنهن الشاعره والفنانه التشكيليه بالفطره والكاتبه الناقده والدكتوره والفلاحه والبائعه وما الى ذلك من المهن الحره التي تؤمّن لها وليتاماها الحياة الكريمه ، معظم النساء اللواتي فقدن المعيل ،وقفن على ارجلهن من جديد بعزم وتصميم على الكفاح لمواصلة العيش في حياة كريمه امنه .

آمل من عضوات البرلمان العراقي والجمعيات النسويه ان تمد يد العون للمرأة العراقيه من خلال مساندتها ماديا ومعنويا ، ومعاقبة كل من يتصدى او يحاول عرقلة مسيرتها التنمويه بالعقوبة الرادعه كي يكون عبرة للاخرين .

ليس من الضرورة الحتمية ان يفرض غطاء الشعر على المرأة كما نراه في العراق في وقتنا الراهن ، فيترك لها حرية الخيار كي لا يتحول الحجاب الى نفاق اجتماعي ، يتباهى به الرجل بين اقرانه مرفوع الرأس كونه رب اسرة ملتزمة بالشرع بل عليه ان يكون بارا حنونا عادلا يغرس في بناته روح الثقة بالنفس من خلال الثقافة والعلم والتحصيل لا من خلال القشور التي لا تغذي الوجدان والعقل في شئ ،
ففي بداية ثورة تموز الخالده ، اسفرت العديد من النساء ، ولم يستهجن ذلك احد على الاطلاق ، وكانت العوائل ترتاد دور السينما والنوادي الليليه بكل حرية ، ولم يتعرض احد للنقد ، كان شئ شبدو طبيعيا تماما ، الى جاءت الثورة الايرانية التي اجبرت المرأة على ارتداء الحجاب ثم عززها الاخوان والمتشددون والمتشدقون بالاسلام ، واعادوا المرأة الى القرون الغابرة للاسف الشديد.

على المرأة العربيه ان تقف صامدة في وجه القوانين الجائره ، وتصرخ صرختها المدويه كفى للظلم والجبرت واهلا بنور العدالة الاجتماعيه .