خصلات شعر سالى التى كشفت عوراتنا !



رشا ممتاز
2011 / 2 / 27

سالى زهران التى عرفت باسم زهرة الميدان والتي أشيع على غير الحقيقة أنها قتلت على يد بطلجية وهى فى طريقها إلى ميدان التحرير دفاعا عن حقها فى الحرية والعدالة والحياة الكريمة.

وبغض النظر عن قصة ومكان موتها فقد كان لنظرتها الجريئة وابتسامتها الساحرة وخصلات شعرها الذهبية الثائرة فى صورتها التى تتوسط صور شهداء التحرير بالغ الأثر في حث الشباب على النزول والمشاركة فى معركة التغيير ,حزنا على تلك الزهرة اليانعة وثأرا لها ورغبة فى استكمال مسيرتها التي أوقفها الموت .

لم أكن أتصور أن يتم تناول سيرة سالي زهران الفتاة الوطنية الشجاعة ذات المشاركة الايجابية فى فريق كورال الشكاوى وغيرها من النشاطات الفعالة لخدمة مجتمعها , ذات الروح الثائرة على الموروث والعادات التقاليد البالية وأن تختزل إنسانة حرة قبل كل شئ فى مجرد غطاء على الرأس!!!

عشرات المواقع على الفيس بوك ومئات الطلبات تطالب برفع صور سالى زهران واستبدالها بصور أخرى ترتدى فيها غطاء على الشعر إكراما لها وتأكيدا على إسلامها !!!!
بينما رفضت الجماعات الإسلامية السلفية في ميدان التحرير نشر صورة سالى بين الشهداء لكونها سافرة !!

فهل من تموت بدون الغطاء على رأسها مهانة ؟؟؟ من منا يعرف مصيره ليعين نفسه وصيا ومتحكما فى مصير غيره ؟؟

هل إسلامنا و إكرامنا وأخلاقنا وإيماننا وشرفنا واستشهادنا وحبنا لبلدنا وسيرتنا وإنسانيتنا حصرتموها في قطعة قماش توضع على الشعر؟؟

انجرفت جريدة الشروق مع التيار و استبدلت صورة سالى زهران المعبرة عن شخصيتها وطباعها الثائرة والواضحه جليا فى المقابلة التى اجريت مع اسرتها , بصورة اخرى باهتة صامتة لا حياة فيها تعكس مدى السطحية والهشاشة فى التفكير الذى فضحته خصلات شعر سالى التى عرت فكر العوره المسيطر على المجتمع المصرى طيلة سنوات من القهر لم يكن يشغل فيها الرأى العام سوى توبة !!! و ارتداء الممثلة )الفلانية ( الحجاب وخلع الفنانة )العلانية( للنقاب!!
فى الوقت الذى يتضور نصف السكان فى مصر جوعا ويعيشون تحت خط الفقر ويسحقهم المرض بينما يسرق اللصوص المسيطرين على الحكم المليارات من خزائن الدولة وينتشر الفساد فى البر والبحر بعد أن الهوا الشعب وغيبوه بالمخدرات والحشيش والفتن الطائفية وقنوات العرى والفن الهابط والقنوات الدينية التى لا هم لها إلا المرأه وشعر المرأه وجسد المرأه وفتاوى الحيض والنفاس والختان وارضاع الكبير والصغير ..

لقد كشفت خصلات شعر سالى ما لم تكشفه الثورة من فساد , فسادا من نوع آخر طال النفوس ولوث الحس والضمير الانسانى الذى بات لا يرى فى المرأة سوى كائن دونى مثير للغرائز كل ما فيه عورة ! ولا يرى فى الرجل سوى ثور هائج يبحث عن فريسة !
مهينا إنسانيتهم وكرامتهم على السواء .