الوجه العاري للمرأة في عربستان



محمد حسن فلاحية
2011 / 3 / 2

في الثامن من أذار/ مارس من عام 1911 أي قبل قرن من الأن ضاعفت الحركة النسوية المطلبية من تحركها التي عُرفت فيما بعد بالحركة الفمنية من خلال الإحتجاجات التي تطالب برفع التمييز عن المرأة ومنحها حق المساواة مع الرجل و في عام(1977 القرار 32/142)، دعت الجمعية العامة الدول إلى إعلان يوم من أيام السنة يوما للأمم المتحدة لحقوق المرأة والسلام الدولي، وذلك وفقا لتقاليدها وأعرافها التاريخية والوطنية. وقد دعت الجمعية العامة الدول إلى المساهمة في تعبئة الظروف اللازمة للقضاء على التمييز ضد المرأة وكفالة مشاركتها في التنمية الاجتماعية مشاركة كاملة وعلى قدم المساواة مع الرجل. وقد اتخذ هذا الإجراء غداة السنة الدولية للمرأة (1975) وعقد الأمم المتحدة للمرأة (1976-1985)، اللذين أعلنتهما الجمعية العامة.
واليوم وتحتفي النساء بمرور 100 عام على نضالهن نرى قمعاً متواصلاً وحقوقاً منتقصة وكأن هذه السنوات لم تمر على منطقتنا إطلاقاً حيث لم ترتق حقوق المرأة الى مستوى مطلوب كانت تتمتع بها المرأة قبل عقود حيث تعمل الأنظمة الرجعية في منطقة الشرق الأوسط وعلى رأسها إيران على حرمان المرأة الإيرانية وخاصة المرأة في المناطق التي تقطنها شعوب غير فارسية مثل مناطق "كردستان وبلوشستان وعربستان وأذربيجان " على فرض قيود مضاعفة لتلك التي تطبق على مناطق مثل "طهران وشيراز وأصفهان ومشهد" فالمرأة في المناطق ذات الأغلبية الغير فارسية تُحرم من إتقان لغتها الى أطفالها في المدارس مما يواجه أطفالها ظاهرة "إزدواجية اللغة "منذ نعومة أظافرهم كما تمنع منعاً باتاً من إطلاق أسماء على المواليد الجدد وقس على ذلك حيث القائمة القمعية تطول وتطول.
أضف الى ذلك مشاطرتها للمرأة الفارسية في إيران من ناحية الإضطهاد المبرمج والممارات الهستيرية لحقوقها عبر سنّ القوانين المجحفة وفرض القيود من خلال تشريع قوانين رجعية فلم يقم هذا النظام باغتصاب حقوق الشعوب عامة فحسب وإنما يمارس سلوكاً يتجاوز عمليات الإغتصاب عبر تكميم الأفواه وقمع الحريات فلا فرق بين المرأة والرجل في هذا الحيّز ويقوم هذا النظام بشراء الذمم الخارجية عبر استخدام بُعبع تفكيك إيران والحركات التي يسميها إراهابية وإنفصالية لكي يمارس القمع البشع بحق الشعوب الغير فارسية والذي يصيب هذا القمع المرأة قبل أي فرد أخر.
معاناة المرأة في عربستان :
هنالك كمٌ هائل من المعاناة والتراكمات التي تقع على عاتق المرأة المثقفة لإظهار ما تعانيه بنات جلدتها في عربستان للعالم حيث أنّ المرأة تعاني من حرمان منقطع النظير لأبسط حقوقها مثل الحرمان الدراسي بلغتها الأم وعمليات استخدام العنف والفقر والكبت العاطفي والإنساني وفي بعض التمييز يتشاطر أبناء جلدتها الذكور معها لكنها تتحمل العبء الأكبر في ذلك .
توالى الإهمال لحقوق المرأة العربستانية وتكثف ذلك عبر تقنية المعلومات فالسينما الإيرانية الناطقة بالفارسية تتجاهل حقوق المرأة العربية في عربستان .فبعد نشأة الدولة الحديثة في إيران وتوالي الأنظمة على حكم هذا البلد وتغيّر أشكال الحكام من شاهات الى ولاة فقيه لم نشهد تغيراً ملحوظاً يطرأ على حال المرأة وإنما تفاقم حالها فحجم الكارثة يظهرخلال نظرة عابرة على مستوى التعليم والصحة والمؤشرات المرتفعة لنسبة الأمية بين النساء لو ألقينا نظرات متشابهة على معاناة المرأة هناك لعرفنا ماذا يصيب المرأة التي لم ترتكب ذنباً سوى أنها وجدت نفسها عربية . فيصف أحد الصحفيين العرب في عربستان معاناة المرأة هناك بالشكل التالي :
"لو حاولنا أن نغض الطرف عن معاناة المرأة وقمعها من قبل السلطة لوجدنا أن الشريحة التي تدعي أنها نخبة إيرانية مثقفة تضم حركات نسوية وغير ذلك لوجدنا تجاهلاً مقصوداً لحقوق المرأة في الأحواز حيث أن النخب الإيرانية ليس فقط تتجاهل ذكر ما يمت بصلة للمرأة بل المنظمات المطالبة بحقوق المرأة في إيران تشطب من قوائمها ذكر حقوق المرأة العربية والأنكى أن البعض الأخر يحاول تبرير ما تقوم به السلطات ضد المرأة فخلال نظرة سريعة على السينما الإيرانية نلاحظ أنها تشوه صورة المرأة عبر إظهارها بمظهر لا يليق بها حيث تصورها وهي ترتدي ثياباً داكنة تتحدث في لغة لا يفهمها الشارع الايراني تثير من سخرية المشاهد وتطلق استهزائه عليها محاولة إظهارها مظهر الجاهلة الغير متعلمة"
وتصف كاتبة من عربستان الصورة للمرأة هناك بالشكل التالي :
"لاشك أنّ هنالك فرق شاسع بين المرأة في الاهواز والمرأة في بقية أنحاء إيران التي تقطنها الأقلية الفارسية حيث أنّ المرأة العربية تدرك بكامل قواها معنى التمييز وفقاً للجنس لأنها تعاني الأمرين من التمييز القومي المفروض عليها من قبل السلطات الإيرانية والثقافة الفارسية نتيجة كونها لا تنتمي الى الثقافة السائدة هناك "
تشريع إنتهاك حقوق المرأة :
هنالك عقبات عدة تقف وراء عدم وصول المرأة في إيران الى حقوقها وذلك من خلال التشريع خدمة للسلطة الأبوية للرجل عبر استخدام المذهب السائد في إيران وذلك بإطلاق العنان للرجل لاستغلال رغباته الجنسية اللامتناهية من خلال بوتقة المرأة وذلك عبر استخدام الدين المؤدلج من قبل رجال الدين الشيعة الصفويين بانتهاز ألية الزواج المؤقت"المتعة " وغيره من الأليات وإن لم يرد ذكرهذه الشرائع في القانون المدني الإيراني لكنها تمارس بالفعل من قبل الرجال كونها نصوص واردة في المذهب المتبع وأخيراً عمل البرلمان الايراني على إدخال البعض من النصوص المهملة في القوانين مثل قانون الزواج المجدد "قانون دعم الأسرة " الذي يضم هذا القانون عشرنقاط يسهل على الرجل تجاوزها للوصول الى الإغتصاب الذي يسمي بالزواج .
محاولة تصدير الإرث القمعي للمرأة الإيرانية الى دول الجوار:
بعد أن فشلت السلطات الايرانية بتصدير الثورة الاسلامية الى الدول العربية تحاول الأن تصدير إرثها القمعي للمرأة الى الدول العربية حيث قرأت مقالاً في موقع إيراني "موقع تابناك " التابع للقائد السابق للحرس الثوري تحت عنوان :" الشادر الإيراني، أزال "العباية" من على رؤوس النساء العربيات " جاء فيه :
«الزي الإيراني الذي يعرف بــ "الشادر"ـ رداء طويل يشبه العبايةـ واجه إقبالاً كبيراً بين النساء العربيات في البلدان العربية حيث تخلت الكثير من العربيات عن الزي العربي التقليدي "العباية" مستبدلة إياها بالشادر .ونقل مراسل "تابناك" حول هذا الموضوع :يرى أحد البزازين بالكاظمية في بغداد أن الشادر الايراني يدخل العراق بكثرة انطلاقاً من الحدود مع هذا البلد ويلاقى انتشاراً واسعاً بسبب سعره الزهيد بالمقارنة مع العباية التي تكلف المرأة الكثير إذا ما ارادت إقتنائها إضافة الى ذلك يبدو مظهره أكثر اناقة من العباية حسب رايه ويضيف البزاز العراقي أن سعر الشادر حوالي 13دولار في حين تكلف سعر العباية المرأة نحو 24 دولار» .
ويروج البعض من رجال الدين الى مثل هذا الزي تفادياً لما يعتبرونه تبرج المرأة ويبذلون قصارى جهدهم كي لا تظهر المرأة بالمظهر الذي يصفونه بالمظهر الغربي متناسين حرية الملبس كما تناسوا الحريات العامة والخاصة للمرأة ويسعى رجال الدين في إيران فرض زي موحد على النساء من خلال إرغامهن وترهيب المرأة بمليشيات تسمى "دوريات الارشاد" ففي ظل هذا الإرث القمعي المؤدلج بالمذهب والقومية الفارسية والذي يطبق من قبل السلطات الايرانية على المرأة يمكننا معرفة حجم ما تعانيه المرأة العربية في عربستان .