مئة فكرة و فكرة عن المرأة-1



فراس سعد
2004 / 10 / 14

- تقسيم المجتمع إلى قسمين : رجال , نساء , يعطّل الوجود , يعطل الأنسان , يعطل الأبداع , يعطل الأنوثة و الرجولة و الطفولة معاً , يعطل العمل من أجل الحرية و التحرر , لذلك لا يمكن الفصل في تحررالأنسان بين امرأة و رجل , إما أن يكون تحرر الأنسان كاملاً أو لا يكون , كل تحرر للرجل بالأستقلال عن المرأة أو تحرر للمرأة بالأستقلال عن الرجل هو تحرر زائف , ينقلب بسرعة إلى ضده : العبودية للجميع ؟!
- أنا من المراهنين على المرأة , المرأة هي القوة العظيمة للأنسانية التي لم تستخدم بالشكل الطبيعي السوي و المنتج,
الأنظمة الحاكمة و الرأسمالية القديمة و الرأسمالية المتوحشة المعاصرة وضعت المرأة في حالة عبودية لم يسبق لها مثبل , لقد ادّعت أنها تحرر المرأة فمنحتها العمل , لكن أي عمل ؟ العمل بأسوأ الظروف و بأقل أجر ممكن , و النتيجة : شقاء العالم .
- طبعاً , لأن شقاء المرأة يعني شقاء أطفالها , يعني ضياع الزوج , ضياع الأسرة , من ثم خراب المجتمع .
- لا نعتقد أن هناك حقوقاً للمرأة بالأنفصال عن حقوق الرجل , أيضا عن حقوق الطفل , لا توجد حقوق للمرأة بالأنفصال عن حقوق الأنسان.
- الأنظمة الثقافية أو الأعلامية أو السياسية التي تتحدث عن حقوق المرأة تفعل ذلك لتخفي انتهاكاتها لحقوق الأنسان غالبا و من ينتهك حقوق الأنسان العربي لن يمنح أي حقوق للمرأة لأن المرأة نصف العرب نصف الأمة العربية المرأة السورية نصف الشعب السوري المرأة العراقية نصف الشعب العراقي فمن هذا المجنون الذي ينادي بأعطاء نصف المجتمع حقوقه و يمنع النصف الباقي من الحقوق بل و ينتهكها علناً طوال عقود .
- نتمنى من الناشطات و الناشطين في مجال حقوق المرأة أن لا يقعوا في الفخ الذي تنصبه السلطات و الحكومات العربية لجماهير النساء , هذا الفخ المستمر منذ قرن على الأقل و الذي تحول إلى فخ تاريخي , أي خديعة حقوق المرأة منفصلة عن حقوق الأنسان مفارقة لحقوق المجتمع .
- السلطات و الحكومات العربية لم تعط المرأة الحقوق التي يجب أن تنالها كما أنها استمرت في انتهاك حقوق الأنسان ( امرأة و رجل و طفل ) و النتيجة انتهاك شامل لحقوق المرأة و الرجل أي انتهاك كامل لحقوق المجتمع و الأنسان .

نرجوكم لا تفقدونا ثقتنا بالمرأة على الأقل بما ستكون عليه امرأة العقد القادم و ما يليه
نقول ذلك لأننا نرى بأم أعيننا و قلوبنا كيف يتم تحويل المرأة إلى سلعة لأرضاء غرائز الرجل الجنسية.
- تحويل المرأة إلى موضوع جنسي في الشارع و الجامعة و العمل و وسائل الإعلام وراءه بالتأكيد رجال , رجال الإعلام و مصممي الأزياء الذين يعانون من أمراض نفسية , في أعماقهم يكرهون كل النساء لذلك يمارسون فعلاً تعويضياً بتحويل النساء إلى دمى يمكن امتلاكها و اللعب بها , تعويضاً ربما عن فقدان الحنان والأهتمام في طفولتهم و اختصاراً لمشاعرهم في الشباب بسبب ضغط الحياة المدينية و سعيهم بالعمل القاسي لحياة رفاهية ماديا لكن على حساب المجال الأنساني و الروحي .
- هؤلاء الرجال المرضى نفسيا الذين حولوا المرأة إلى سلعة ليسوا سوى ضحايا المجتمع الصناعي الرأسمالي المتوحش الذي سرق أمهاتهم من طفولتهم من أجل أن يعملن فعاشوا بؤس الأنسان المنتزعة منه طفولتهم . الحجة التي يعلنها الرأسماليون الأوغاد و المنافقون الحجة هي تحرير المرأة , من يصدق أن رأسمالي جشع يعبد الذهب يريد تحرير الأنسان , إنه على العكس , يستغل المرأة و الرجل و الطفل ليراكم ثروته التي تجلب مزيدا من الشقاء للعالم , ربما تجلب على العالم شيئا من الرفاهية لكنها رفاهية باهظة الثمن , رفاهية لقسم من البشرية يقابله بؤس القسم المتبقي .

- في المجتمعات التي تكون فيها المرأة قوية أي مساوية للرجل لا يستطيع الرجل انتهاك حقوق المرأة لا علنا و لا سرا , المرأة هي التي تشرع القوانين التي تحميها و تحمي المجتمع من شر العقول المريضة و النوايا الخبيثة سواء صدرت عن رجال أم نساء
- في المجتمع المتوازن حيث المرأة هي نصف حقيقي يقابل النصف الآخر ( الرجل ) يطمئن الجميع على الحياة على الحاضر و المستقبل يطمئن المجتمع ينعدم القلق حيث القوانين تحمي المرأة من استغلال الرجل و تحمي الرجل من استغلال الرجل
- المرأة مشرّعة حقيقية مثل الرجل و أكثر فيما يخص قوانين تخص المجتمع تخص الطفولة و الشباب لأنها الأقرب إلى قلب الطفل و الشاب قوانين تراعي القلب أكثر من العقل قوانين تراعي الضمير أكثر مما تراعي المصلحة الخاصة و الفئوية
- المرأة صاحبة قلب لذلك هي الكائن الأنساني الذي يملك ضميرا راقيا أقرب ما يكون إلى ضمير الطبيعة حيث التوازن الخلاّق , و الطبيعة لا تسير وفق نظام عقلاني صارم فحسب إنما أيضا وفق نظام رحماني أخلاقي يضمن للجميع حرية خلاّقة ضرورية دون تجاوز على الآخرين من جنسهم و لا على سواهم من الكائنات التي تشاركهم الوجود الحي

- إلى أي مدى يمكن للمرأة أن تبقي نفسها معزولة عن القضايا الكبرى للأنسانية و القضايا التي تخص الوطن و الأمة التي تنتمي إليها , بالنسبة للمرأة العربية هل يجوز أن تبقى غير معنية بقضية تحرر الأنسان العربي و تحريره , غير معنية بنهب ثروات الوطن و تهريب أموالها إلى الخارج ؟ غير معنية بالمعتقلين السياسيين في السجون و بعضهم تجاوزت مدة اعتقاله ثلاثون عاما ؟
- هل كل مظاهر القمع و الديكتاتورية في كل البلاد العربية لا تعني المرأة ؟ أين المناضلات اللواتي يرفعن أصواتهن الآن في مواجهة الديكتاتورية و القمع و اغتصاب الحقوق الأنسانية في الكلام و التظاهر و الأعتصام و حرية الكتابة و تأسيس الجمعيات و الأحزاب السياسية ؟
- أعتقد جازماً أن المرأة العربية لن تنال حقوقها الأساسية – كحال الرجل العربي لن ينال حقوقه الأساسية – إلاً بالأنخراط الفعلي واسع النطاق في العمل السياسي و الأجتماعي و كل مناحي و مجالات العمل المدني .
- على النساء العاملات في مجال حقوق المرأة تفويت الفرصة على الأنظمة العربية التي تستغل شعار تحرير المرأة لتخفي وراءه انتهاكاتها لكل الحريات و الحقوق الأنسانية للأنسان العربي .

- استغربت كثيرا من قراءة مقال لكاتبة عربية تشجع على الزنا و كأنه عمل تحرري , على الغالب هذه الكاتبة عانس أو مطلقة , فلو كانت متزوجة فهي لن ترضى أن يقوم زوجها بفعل الزنا , كما أنها لن ترضى – في حال قامت هي بهذا الفعل – أن ينتج عن هذا الفعل أولاد , لأن كل الكوارث الأسرية الأجتماعية بما فيها البغاء و الأمراض النفسية و التشرد و جرائم العنف ناتجة عن أولاد الزنا الذين لا ذنب لهم سوى أنهم كانوا ضحية لنزوات و شهوات آبائهم .

- قد لا يكون الزنا سوى نتيجة لظروف قاهرة تحقق لدى مرتكبيه حالة انفراج مؤقتة لا تلبث أن تعود إليهم حالة التوتر لكن نتائجه عليهم كارثية في حال أدى خطأ أو قصداً إلى أولاد, فابن الزنا يبقى كذلك في نظر والديه و جرائم التحرش الجنسي لا ترتكب من الآباء إلا بحق بناتهم أو أولادهم غير الشرعيين الذين يعيشون معهم تحت سقف واحد , كل ذلك بسبب شهوة الأم في لحظة واحدة ينتج عنها كائن يبقى معذبا طوال الحياة .

- زنا الأزواج يجب تجريمه لأنه المسؤول الأول عن فساد الحياة الأسرية و انحلال المجتمع إضافة للفقر طبعا.

- من المعيب الخلط بين الزنا و التحرر الأجتماعي , لأن ذلك يدل على انعدام الوعي الأجتماعي السياسي , فالتحرر الأجتماعي يعني امتلاك الأنسان زمام نفسه و حريته الكاملة في التفكير و السلوك و اختيار عقيدته و عمله و أسلوب عيشه دون أن يؤذي أي انسان أو ينال من كرامته و حريته , و الزنا هو أولا اعتداء على كرامة شريكنا في مؤسسة الزواج و أذى نفسي هائل لمن يملك الشعور الأنساني السوي , و من ناحية ثانية في حال نتج عن الزنا كائن انساني فهذا يشبه اغتيال انسان عبر استقدامه إلى الحياة بالقوة من عالم القوة إلى عالم التحقق أو الفعل كل ذلك ناتج عن القسر الذي تمارسه علينا شهواتنا أو رغبتنا الأنتقام من الشريك لسبب ما .

- في كل الحالات يجب ألاّ يكون الضحية كائن إنساني أتى نتيجة شهوة خارج إطارها الشرعي القانوني التي يجب أن يعاقب عليها القانون الزوج أولا لأن الزوج هو السبب الأكبر في حدوث جرائم الزنا و لا بد من وجود معاونين نفسيين اجتماعيين في كل حي و شارع و قرية و مؤسسة بدلا من رجال الدين الموجودين في أحيائنا بكثرة و لا عمل لهم سوى الكلام , تكون مهمة هؤلاء المعاونين النفسيين الأستماع إلى مشاكل الأزواج لاسيما المشاكل الجنسية و العمل على حلّها بمساعدة الجميع , و هنا يفترض بالمحيطين من الأقارب و الأصدقاء تقبل و الأعتياد على الحديث في المشاكل الجنسية مثلما نتحدث عن المشاكل الطبية أو الدينية , و هذه مهمة وسائل الأعلام و عموم المثقفين .