يوم المرأة .. الشعارات لا تكفي



امين يونس
2011 / 3 / 8

في هذا اليوم الذي ، يحتفلُ فيهِ العالَم بِعيْد المرأة في كُل مَكان ... أرى من المُناسب ، التذكير بمأساةٍ حدثتْ فصولها الحزينةِ والمُخجِلة ، هنا ، بين ظهرانينا ، قبلَ حوالي الاربعة سنوات .. حيث بدا للدُنيا كُلِها مدى تَحّكُم التقاليد البالية ، فينا ... ودرجة التواطؤ الاجتماعي المشبوه .. مع أبشع جريمة تُرتَكبُ علناً ..بحقِ المرأة . .. " القتلُ بالرجم .. في الشارع .. نهاراً .. بمباركة الجميع ..رجال الدين .. الوجهاء .. السلطة " . فتاة في مُقتبَل العُمر ، في السابعة عشر فقط ، يانعة كزهرةٍ جميلة ، إبنة مدينة الزيتون ، تجرأتْ وأحبتْ شاباً من غير دينها ، حُباً بريئاً ، ولما إنكشفَ أمرها .. ثارتْ ثائرة " المجتمع " ... وياللمُفارقة ، والِدَي الفتاة ، سامحاها وأرادوا تزويجها لأحد أقاربهم في مدينةٍ اُخرى .. لكن هيهات .. فالوحوش البشرية كَشَرتْ عن أنيابها .. أعمامها وأخوالها ورجال الدين والمتنفذين .. إقتادوا الفتاة الصغيرة .. التي بلا حَولٍ ولا قُوّة .. بلا أي حمايةٍ من أحد على الإطلاق ... في الشارع وعلى مرأى من الجميع .. إنهمرتْ عليها الأحجار حتى .. الموت .. وسط صرخاتها المُستنْجِدة بالرَب بالأم بالأب .. ولا من مُجيب !!. قُتِلتْ [ دُعاء ] في وضح النهار .. كُل ذنبها إنها ( فتاة ) في مُجتمعٍ حرامٌ عليها أن تحُب .
قُبِضَ على بضعةِ أنفارٍ من الذين إشتركوا في هذه الجريمة البشعة ، وهربَ آخرون .. وإستمرتْ الحياة في بحزاني وبعشيقة .. لكن أشجار الزيتون مازالتْ تفتقد " دُعاء " الجميلة الصغيرة .
الذهنية المتخلفة ، وقشور الدين ، والتقاليد البالية ، والقوانين المُتساهلة بحَق الجُناة .. كُلها أدتْ الى الإزدياد الكبير في عدد الضحايا من " النساء " في مجتمعنا .. اللاتي يُقتَلنَ مُباشرةً ، أو ينتحِرنَ يأساً ، أو يُدفعنَ دفعاً الى إشعال النار في أنفسهنَ أو تناول السُم . ليسَ نادراً .. أن يَستَغِل مسؤولٌ أو مُتنفِذ أو صاحب عمل ... حاجة الفتاة المادية أو ضعفها ... ثم يتبرأ من فعلتهِ الدنيئة بكُل سهولةٍ ويُسر ... لتُعاقَبَ الفتاة وحدها .. وتُذبَح وكأن شيئاً لم يكن .. والكُل يعلم والجميع يعرف .. ان المسؤول الفلاني او المتنفذ العلاني .. هو المتسبب في المأساةِ أصلاً .. وهو السبب في قتل الفتاة او التستر على ذلك .. ولا أحد يتكلم ولا أحد يعترض !. هذا هو الذي يجري في الواقع .. تواطؤٌ غير مُعْلَن ، بين المجتمع والسلطة .. المجتمع بمختلف مكوناتهِ ، والسلطة بكُل أشكالها ، سلطة التقاليد والأعراف .. سلطة الدين .. سلطة العائلة والقبيلة .. سلطة الدولة . كُل هؤلاء ، متفاهمون ضِمناً على نقطة واحدة : إمتهان كرامة المرأة وإستسهال معاقبتها بكُل قسوة وعُنف !.
الشعارات وحدها في عيد المرأة .. بلا معنى .. إذا لم نُرفقها بالأفعال .. وإحتفالاً حقيقياً بالمُناسبة .. لنبدأ كُلٌ في مُحيطهِ ، ان ننظر ونتعامل بمساواة وتكافؤ ومُشاركة ، مع نصفنا الآخر .