بأي حال جئت ياعيد



احمد خضير عباس
2011 / 3 / 12

اعوام واعوام خلت والثامن من اذار يمر في ديار عراقنا غريبا لا مرحبا به, حتى ان صاحبة الشان ( المرأه ) قد ادارات بوجهها عنه ولم تكلف نفسها ,ولم تعره اي اهتمام ولم تقم باي احتفاء به فقد عمد النظام على نسيانة لانه يوما عالميا للمرأه وحتى لا تزعل العراقية استبدل هذا اليوم بيوم الماجدة وعلى الجميع الانصياع له لهذه الرغبة ومن ارادت غير ما اراد القائد الضرورة عليه ان يتحمل عواقب فعله هذا , لا شموع ولا زينة الا في يوم الماجدة وهكذا همشت اراده العراقيات والعراقيين وعيدوا باعياد وايام دون ارادتهم , لم تكن المراه وحدها من استبدل يومها بيوم اخر بل كانت هناك قائمة عريضة طويلة من ايام السنة تحتوي على اعياد وايام فرضت على العراقيين بينما حرموا من ممارسة طقوسهم والاحتفاء بايامهم رغم قدسيتها , ومصير المراه من كل ايامها البؤس والحرمان من حقوقها وتحقيق احلامها المشروعه , وما ان جاء التغيير ورحل خانقوا الحريات حتى برزت احلام المراه في العيش الكريم والامان , الا انها خاب ضنها بالعهد الجديد وتفاقمت همومها وازداد الطين بلة , فلم تجد من يرفع الغبن والحيف عنها , حيث تنكر لها الجميع وكل ما حصلت عليه كثره كبيرة من الممنوعات والمحرمات لا نهايه لها ولا حدود . فتارة تاتي الظلامة من التكفيريين وتارة اخرى من المليشيات المطرفه التي ارادت للمراه ان تقبع في جحرها , ومرة اخرى وصل الامر بأفكرهم الزاميه الاناث الابتعاد عن الذكور خشية الوقوع بالمحظور , فتنادوا بأهمية عزل الطالبات عن الطلاب في المدارس والجامعات وكاننا في قندهار .
كل ذالك عانت منها المراه حتى وصل عدد قتل النساء في محافظة البصرة الى اكثر من اربيعين امراه بحجج واهية ولا تمت بصله الى عراق الديمقراطية التي يتشدق بها الجميع وليس لها مكان على ارض الواقع المؤلم . وتجسدت هذه الافكاربما صدر منذ سنوات حيث صدر قرار بالغاء قانون الاحوال الشخصية والذي صدر في عام 1959م . والذي ما جرأ احد من الطغاه بالمساس به لان الجميع وحتى المرجعية رأت فيه رضا الجميع وارضى كل شرائح المجتمع العراقي , ولولا احتجاج منظمات المجتمع المدني النسوية لاصبح واقعا يؤشر سلبية افكار البعض وسعيهم الدائم على تهميش المراه وعدم السماح لها بأبداء رأيها ومنعها من ممارسه حقها للمشاركة الفعالة ببناء هذا البلد العضيم الذي يحتاج الى كل السواعد . ولكن ورغم كل المصاعب والضروف القاسية الا ان المراه ومنظماتها ايقنت من خلال فهمها ودراكها بان حقوقها لن ولن تضيع . وبعد ان توصح لها جليا بان شعارات الساسة والحكام وخطابتهم لن تجدي لها نفعا مما جعلها تنزل الى الشارع مطالبة بحقوقها بارادة قوية , وهكذا دوى صوتها من داخل قبة البرلمان مطالبة بسن القوانين التي تحمي المراه من التهميش ولا رجعه عن هذه الحقوق التي سلبت , وما جرى على يد منظمات المجتمع المدني من حراك ومطالبة وعلى جميع الساحات ما هو الا دليل على ان المراه لن تستكين ولن تتردد وسوف تبقى تعمل من اجل ان ترى الثامن من اذار يوما تتحقق فيها كل مطالبها وحقوقها وتعاد كرامتها التي افتقدتها على مدى عقود من الزمن فهي القادرة على المساهمة في بناء عراق حر ديمقراطي ...
وكل اذار والجميع بالف خير