قصة سجينة - الجزء التاسع والعاشر



نبيل العدوان
2011 / 3 / 12

سجينة - 9

في هذه الحلقة الخاصة من سجينة "زينه" تمت دعوتي من قبل سجينة للمشاركة بالمجموعة من نخبة الشباب والشابات التي تم انشائها على احد مواقع الانترنت ومن خلال زيارتي للموقع اتطلعت على معلومات كثيرة وجديدة وتظهر ما تتعرض له المراة السعودية والمعاناة والظلم والاضطهاد وانتقاص الحقوق. الموقع رائع ويكشف الكثير من القصص من واقع حياة المراة بالمجتمع الاسلامي السعودي. وتسلط الضوء على الظلم الذي تتعرض له المراة . هناك قصص مؤسفة ومحزنة لكنها تعكس الواقع وحقيقة ما يحصل بهذا المجتمع الذكوري الذي يتعمد على اضطهاد المراة ويسيطر عليها ويعاملها بقسوة وبدون اي اعتبار لكونها انسان لديها مشاعر واحاسيس.بالاضافة الى الاعتدائات الجسدية والجنسية والعنف الذي تتعرض له
اليكم بعض من المقتطفات مما كتب بهذا الموقع بحيث يعطي صورة اوضح وبالتفصيل عن معاناة المراة

فتاوي وقوانين تسجنها وتهدر حقوقها ومجتمع يتستر علي الاعتداءات عليها:
ما زال المجتمع العربي مقصرا في ممارسة حقوق الانسان بشكل عام والمرأة بشكل خاص. والجدير بالذكر أن المرأة العربية ما زالت تعيش تابعة أكثر من كونها قائدة أو حتي مشاركة في القيادة.
في بلد كالسعودية تعاني النساء من تطبيق قوانين أساسها التمييز الجنسي بحيث يتم تحديد فرصهن الاجتماعية والتعليمية والعملية بشكل قانوني ومنظم. المرأة السعودية اعتادت أن يُقال لها ما تريد لتذعن وليس أن يسمح لها بأن تتكلم عن نفسها. والمحزن أن الكثيرات بدأن التفكير من خلال ذلك النظام الانساني القاصر والمبرر دينيا، وكأن الثقافة الذكورية السائدة في السعودية بتشكيلها لكل النظم الحياتية للمواطن السعودي جعلت النساء السعوديات بلا هوية ولا عقلية استقلالية، بحيث يرددن كلام غيرهن من رجال الدين المتنطعين ممن يهمهم السيطرة علي آلية التفكير الشعبي حتي يتأكدون أن لا حركة مناوئة لهم تلوح في الأفق.
يهمني كسيدة سعودية أن أري بنات بلدي يتمتعن بحقوقهن الانسانية والمدنية كاملة بحيث لا يُمارس عليهن أي نوع من أنواع الظلم تحت مسمي دين أو نظام ما فلا انسان كريما يستحق ان يحظي بصورة كاذبة من الحياة.
يقوم رجال الدين (المطاوعة) في السعودية بممارسة دور قمعي علي المرأة بدعم حكومي يسلب المواطنين حقهم في الاعتراض وصد الظلم عنهم ويعطي رجال الدين من الهيئة ومتتبعي أثر الشعب صلاحيات بلا رقابة. عدم وجود الرقابة الصادقة من قبل الحكومة هذا الي جانب الاغفال المتعمد لدور المواطن في الاصلاح أعطي رجال الدين مساحة كبيرة من الحرية في التصرف وتتبع من يرونه لا يوافق فكرهم وأوامرهم فعم الفساد في معظم مؤسسات الدين والحكومة مما أدي الي حالات ظلم واسعة وخطيرة. ولا يجب أن نغفل أن الحكومة لم يكن دورها فقط رمزيا بل تعداه الي نشر تعليمات رجال الدين تحت مسمي فتاوي ونشر كتيبات تطبعها الحكومة وتفرضها علي الشعب من خلال تطبيقها في المدارس والجامعات والمعاهد وتوزعها في مراكز العمل والمرافق العامة. في بلدي السعودية صار الدين الاسلامي يفهم من خلال فتاوي رجال الدين المتزمتين والذين هم في الأساس لسان الحكومة ومظلتها لتبرير تصرفات الحكومة دينيا حتي يخضع لها الشعب، لأن الحكومة قد سيست الدين بحيث تسوغ أخطاءها وتجعل الناس لاتفكر في نقدها علي اعتبار أن معارضتها هو معارضة للدين!!
رجال الدين في السعودية ينتمون لمذهب واحد ولفكر في أساسه واحد مستبعدين كل المذاهب الأخري بل وممارسين عليهم تمييزا يمتليء بالاحتقار لكل من ينتمي لغيرهم. هناك فتاوي دينية كثيرة تكفر المذاهب الأخري وتحث الشعب والحكومة علي التضييق علي المواطنين المنتمين لمذاهب أخري وأحيانا حتي الاعتداء عليهم، وتستجيب الحكومة لضغوطهم وتُضيق علي من لاينتمي الي مذهبهم الديني. الشعب السعودي يُعاني من تقسيم منظم ولكن هذا كله يأتي مضاعفا علي المرأة التي مع مشاركتها للرجل ضحية لهذه الممارسات غير الانسانية فهي نفسها تُفرض عليها أراء هؤلاء المطاوعة ولا يحق لها الا الاتباع حرفيا لما يصدرونه ضدها!
في السعودية هناك فتاوي لمنع المرأة من الخروج من المنزل بل البعض يري بايمان قاطع أن للمرأة فرصتان للخروج من المنزل فقط: واحدة من منزل أبيها الي منزل زوجها والأخري مــن منـزل زوجها الي القبر، ويُدرس هذا القول باعتباره مسلمة يقينية، وهو صادر من أشخاص يمثلون الحكومة مثل بكر أبو زيد وصالح الفوزان وهما من منتسبي المؤسسة الدينية الرسميين. قد لا يكون حال كل النساء هكذا، ولكن هـذه بعض اعتقادات رجال الدين المؤسسين لنظام الحياة في السعودية وهذا بحد ذاته أمر خطير لا يجب اغفاله لمن يريد العيش بكرامة وانسانية تليق به كانسان كرمه الله. ولابد من الاشارة الي أن احتقار المرأة وعدم احترام انـسانيتهـا تعدي ذلك الي استغلال اباحة تعدد الزوجات فصار التعدد متداولا بلا ضابط بل وصل الأمر الي الدعوة الي فضائل تعدد الـزوجات، واعتبار ذلك جزءا من ايمان الرـجل وتقـواه، واعتبار معـارضة الزوجة الأولي لــزواج زوجها بأخري كفرا وضلالا حسب فتاوي بعض المشائخ اليوم في السعودية. لقد استغلوا الدين لكي يقهروا المرأة ويحتالوا علي عقلها من خلال تهديدها بالدين لترضخ لنزواتهم وشهواتهم. وتحت تأثير الزمن وسطوة القهر الثقافي والديني وعدم وجود من تهرب اليه المرأة تمحور عقل المرأة السعودية على هوى رجال الدين وظهرت داعيات وأخريات سلبيات تابعات يسعين الي تأييد قهر المرأة وظلمها ويقمن بالاساءة الي المرأة التي لاتؤمن بالاعتقادات السائدة، فيُمارسن ضدها أبشع التصرفات من خلال محاربتها نفسيا وتأليب الناس عليها والصاق التهم الأخلاقية التي يُراد منها تشويه سمعتها لكي لاتلقي قبولا من الشعب، وذلك ماجعل المرأة السعودية اما انهزامية بلا شخصية لتكون مطيعة ومؤمنة بما تُلقن من تعلميات تضاعف عبوديتها، هذا في أكثر الحالات بحيث تدافع عن خانقيها بايمانٍ معتقدة أنها بذلك تفوز بالجنة، واما قليلة حيلة لاتملك الا الرفض في باطنها حيث لايوجد لها نصير يدعم موقفها.
ومن صور السيطرة علي المرأة والتحكم بحياتها الزامها بطريقة معينة للحجاب تغطيها من الرأس حتي القدم بشكل يخالف مفهوم الحجاب الاسلامي المعروف في بقية البلاد الاسلامية ويسلب شخصيتها وحضورها ولايسمح لها برؤية طريقها وهي تمشي، حتي رسخت فكرة أن المرأة كائن جنسي متعي في أذهان الأكثرية وأنها فتنة وأنها قابلة لممارسة الرذيلة بأيسر السبل. هذا ساعد علي ظهور متزايد لبعض الممارسات اللاأخلاقية من تحرشات جنسية واهانة أو اعتداء في معظم الأماكن العامة ودور العمل. ان كثرة الفتاوي الدينية والخطب التي تمنع المرأة من الخروج من بيتها كوّنت لدي الناس في الشعور الجمعي فكرة راسخة تعتبر أي امرأة تمشي في الشارع مستباحة من قبل الذكور الذين لا يجدون حرجا في ملاحقتها واسماعها فاحش الكلام، والوقوف بسياراتهم أمام أي سيدة تمشي في الشارع أو في السوق، ومع هذا لا توجد لدينا في السعودية أي منظمة أو جمعية أو مرجع حكومي تستطيع أن تستعين به المرأة في الدفاع عنها من هذه الممارسات والأفعال القبيحة سوي المطاوعة الذين يستغلون ذلك لمزيد من الكبت دون أن يبحثوا في الأسباب الداعية لهذا السلوك الشاذ الناتج عن العزل التام بين الجنسين والذي جعل كل جنس يرسم صورة وهمية عن الجنس الآخر يؤدي الي تلك الممارسات الخاطئة التي تمتليء بها شوارع وأسواق السعودية. ومن نماذج العنف ضد المرأة الضرب سواء من قبل الأب أو الأخ أو الزوج، وهو عمل تتم ممارسته خلف الأبواب المغلقة ولا تستطيع المرأة حيلة الا قبول هذا المصير السيئ. بقاؤها في منزل عنيف يرجع الي عدم وجود جهة اجتماعية أو حكومية تساعدها وتمنحها مكانا آمنا هذا الي جانب امتعاض المجتمع من المرأة الهاجره لبيتها، فيضعون اللائمة كلها عليها دون أن يصغي أحد الي السبب. الحقيقة المحزنة في الثقافة السعودية هي أن المرأة مخلوق ناقص حتي تجد رجلا يُخفي نقصها ويواري عوارها علي أساس أن الثقافة تري أن أنوثتها نفسها عورة!!
ان بقاء المرأة في المنزل ساهم في كثير من السلبيات اضافة الي حرمانها من فرص التعلم والعمل ومنعها من الخروج من عقال الجدران الأربعة، فقد صدرت مؤخرا فتوي من شيخ يدعي عثمان الخميس تُحرم علي المرأة دخول الانترنت مالم تكن مع محرم! يُضاف الي ذلك تزويجها عنوة بحيث يقبض الأهل ثمنها المتمثل بالمهر ودفعها لقدرها في الحياة! والجدير بالذكر أن تلك الممارسات والاعتقادات هي مبررة دينيا بحيث صار الدين وفق تفسيرات المطاوعة السعوديين سلاحا في وجه المرأة استخدموه لقمعها دون رحمة.

سجينة -10

هل تخلت سجينة زينة عن عقيدتها؟
هل نلومها ان فعلت ذلك؟
هل سجينة في خطر؟
هل حان الوقت كي نوقف الحوار ؟وكي نبعد سجينة عن اي خطر قد يحدق ويلحق بها اذا انكشفت شخصيتها
اسئلة كثيرة بعضها ممكن الاجابة عليها والبعض الاخر قد يتطلب تحليل وبحث ورؤية بمنظار ياخذ بعين الاعتبار فرضيات واحتمالات وغيبيات واستنتاجات ساجيب على بعض الاسئله على قدر الامكان والمستطاع نظرا لان هنالك الكثير من التعقيدات التي تدور وتتمحور حول قصة سجينة زينة

السؤال الاول هل تخلت زينة عن عقيدتها ؟
باعتقادي والجواب ممكن ان يكون هنا استنتاج وتحليل شخصي وعلى الرغم من ثقتي المطلقة بهذا التحليل الى حد بعيد فان استنتاجي وقرائتي وتحليلي تدفعني كي اؤكد واجزم ان سجينة تخلت فعلا عن هذه العقيدة المبنية على الظلم والقهر وهي تعبت ولم تعد تحتمل ان تعاني اكثر وكانت قد وصلت الى مرحلة الياس
فهي مسلوبة من ابسط حقوقها وهذه الديانة والعقيدة ساهمت بشكل مباشر بذلك

الجواب على السؤال الثاني هل نلومها؟
بالطبع لا فهي تعيش هذا الواقع وهذه المعاناة ولا يحق لاحد منا ان يصدر الاحكام عليها بل على العكس من واجبنا الاخلاقي والانساني ان نتعاطف معها وان نساندها ونقدم لها العون والمساعدة كي تتحرر من هذا الظلم وهذه العبودية

هل سجينة مراقبة؟
الجواب بالتاكيد وليس فقط من والدها واخاها واختها وانما ايضا من الاجهزة الامنية والحكومية ومن المخابرات وغيرها

هل نوقف الحوار حفاظا وحرصا على سلامتها وكي نبعدها عن اي خطر او اذى قد تتعرض له فيما لو انكشفت شخصيتها؟
نظرا للخطورة البالغة لهذا الامر ارتايت انه من المناسب والافضل ان اوقف هذا الحوار وذلك حفاظا على سلامتها. فعلا امر حرج وخطير ويجب ممارسة كافة السبل لتوفير الحماية لها وللتاكد من انها لن تتعرض لاحتمال ان يلحق بها اي اذى فيما لو كشفت شخصيتها من السلطات القمعية والدينية (المطاوعة) والتي لن تتوانى بانزال اشد العقوبات بها

بالنهاية اتمنى لصديقتي السجينة زينة ان تتحرر وتحصل على كافة حقوقها وتخرج من هذا السجن والوهم والكابوس وتتخلص من القيود وتستعيد قدرتها في اتخاذ القرارت الخاصة بحياتها وتحقق احلامها وامالها وان سمحت الظروف في المستقبل قد يكون لنا تكملة لهذا الحوار على امل ان تكون نهاية سعيدة لقصة سجينة في القريب العاجل والى اللقاء