قوّة وتضامن نسائي



ميخال شفارتس
2011 / 3 / 13

مسيرة للنساء العاملات من أجل التشغيل المنصف والعدالة الاجتماعية في الثامن من آذار


قوّة وتضامن نسائي
لم يبقَ الشارع التل أبيبي لا مباليًا تجاه الطاقات العالية لمئات النساء العاملات والعاطلات عن العمل اليهوديات والعربيات، اللواتي شاركن في مسيرة في يوم المرأة العالمي في جادة روتشيلد، وصِحْنَ بأعلى صوتهنّ بشعارات بالعربية والعبرية، من أجل التشغيل المنصف وضدّ البطالة والفقر، ومن أجل التضامن مع العاملات الاجتماعيات.

تنبع قوّة المسيرة من عاملات الزراعة والعاطلات عن العمل العربيات المنظَّمات في نقابة العمّال "معًا"، اللواتي وصلن بعد عناء يوم عمل طويل، واللواتي يعتبرن الضحية الأساسية لسياسة الحكومة الاقتصادية. بالنسبة لقسم منهنّ، كانت هذه أوّل مسيرة في يوم المرأة، وقسم منهنّ شاركن في مسيرات سابقة. وقد انضمّ إليهنّ أبناء شبيبة ومندوبات منظّمات نسائية ومنظّمات اجتماعية مختلفة ونشيطات في نقابة العمّال "معًا" ومتضامنون من سكّان تل أبيب.

سارت في مقدّمة المسيرة نشيطة "معًا" أسماء اغبارية زحالقة، التي كانت أيضًا عريفة الاجتماع الاحتجاجي في الحديقة العامة مئير. تحدّثت زحالقة عن التشغيل المجحف "الذي يزحف من الضواحي ومن القرى العربية إلى الضواحي اليهودية، وها هو هنا في مركز تل أبيب، في مركز الثقافة والرفاه، بملء قوّته وبملء بشاعته". كما وتحدّثت عن الإلهام الذي تتلقّاه من الثورة الشعبية في مصر: "نتحدّى من هنا الخوف ونحطّم أسوار الفصل العالية ونكسر الأعراف، لأنّنا نريد أن نولد من جديد، أن نكون شعبًا جديدًا، شعبًا من العاملات، بدون فوارق في الدين واللون والجنس والقومية. هذا هو أملنا الوحيد في تحطيم دوائر الفقر والبطالة والاستغلال السافر والظلم الطبقي والقومي، وتحقيق حقوقنا الأساسية في المساواة والعدالة الاجتماعية."

قرأت زحالقة الرسالة القصيرة التي بعثتها تال هركاڤي، المتحدّثة باسم العاملات الاجتماعيات، التي لم تتمكّن من الحضور إلى المسيرة بسبب المظاهرة الكبيرة التي شاركت فيها في القدس، والتي كتبت عن نضال العاملات الاجتماعيات من أجل مستقبل خدمات الرفاه في البلاد، وأنهت أقوالها بنداء تضامن مع النضال من أجل التشغيل المنصف.

كانت أولى المتحدّثات كيكي هوس، ملحِّنة تدرّس الموسيقى في كلية مصرارة للفنون. وقالت إنّه بعد توقيع نقابة "معًا" على اتّفاقية جماعية مع الكلية "ستكون هذه أوّل مرّة في حياتي أحصل فيها على راتب كلّ السنة". وتابعت: "هذا الصيف، سنحت لي الفرصة وتعرّفت على نقابية معًا وفاء (طيّارة) وعلى عاملات الزراعة من باقة. جلسنا معًا في يوم صيفي وتحدّثنا، وسرعان ما اتّضح لنا أنّ نقاط الشبه تفوق كثيرًا الفوارق التي بيننا، في شروط عملنا أيضًا. على أثر هذا اللقاء ولقاءات أخرى، بدأ في كلية مصرارة مشروع جديد لفنّانات وموسيقيات وعاملات زراعة من باقة، مؤسس على التعاون. ولذلك أنا هنا، بسبب الشعور بالتواصل والشراكة التي كانت في ذلك اليوم الصيفي في باقة، وبسبب إيماني أنّ ذلك ممكن".

تحدّثت بعدها إميليسان بوروسكي، من "مركز مساعدة العمّال الأجانب"، التي قرأت رسالة مهاجرة عمل باسم ماريا إلينا أريستيسبل، من كولومبيا تعمل في اسرائيل منذ سنة 1998، وأمّ لطفلين يرافقانها. تحدّثت ماريا عن الفقر في كولومبيا الذي اضطرّ عائلتها للبحث عن عمل في إسرائيل، وكيف أجبرت سلطات الهجرة زوجها على ترك البلاد، وبذلك بقيت المعيلة الوحيدة لطفليها، مع ما يترتب على ذلك من صعوبات في إعالتهما وحدها. ونادت الحكومة لتغيير السياسة تجاه العمّال الأجانب، وعدم تشتيت عائلاتهم.

روتم إيلان، مؤسِّسة منظّمة "أولاد إسرائيليون" (الداعمة لأولاد العمال المهاجرين والمناضلة ضد طردهم من البلاد)، أسهبت في حديثها عن تعامل الحكومة ورجال الأعمال مع العاملات الأجنبيات وكأنّهنّ سلع وعن منعهنّ من الزواج أو الحمل- واعتبار ذلك "خطيئة" عقابها الطرد من البلاد؛ وعن المراءاة التي تكمن في سياسة استيراد العمّال الأجانب واستغلالهم ومن ثمّ طردهم واستيراد عمّال آخرين لزيادة أرباح شركات القوى البشرية. وأنهت إيلان أقوالها بالسؤال- كيف يستوردون عمّالاً للزراعة بادّعاء عدم توفّر عمّال، في حين أنّ نقابة العمّال "معًا" فيها أكثر من ألف امرأة مسجّلة ترغب في العمل في الزراعة، ولا يجدن عملاً بسبب استيراد العمّال الذين أجورهم متدنّية؟ حازت إيلان على تصفيق حادّ من قِبل عاملات الزراعة.

جوڤنا كلايمرمان، أمّ لطفلين، معيلة وحيدة منذ 11 سنة، دعت النساء الأحاديات من جميع الأوساط والقطاعات إلى التنظّم. نوچا پورات من "صوت المرأة" دعت النساء إلى التغلّب على الآراء المسبقة والنمطية بين العربيات واليهوديات وبين الغنيات والفقيرات، لأنّ سياسة "فرّق تسد" لا تتيح للنساء الاتّحاد والمطالبة بحقوقهنّ".

ومسك الختام كان المتحدّثة وفاء طيّارة، التي تحدّثت باللغة العربية باسم عاملات الزراعة المنظّمات في "معًا". تحدّثت عن الفقر الذي يمسّ بالنساء العربيات، وعن الجهود المضنية لإيجاد عمل، الذي يتضّح أنّه مؤقّت في أغلب الحالات، ولا يوفّر للنساء مصدر رزق ثابتًا. كلّ ذلك بسبب سياسة الحكومة التي تقضي باستيراد العمّال الأجانب للعمل في الزراعة، الذين يتقاضون أجورًا متدنّية ولا يتمتّعون بالحقوق. "الحكومة تعيدنا إلى العصور الوسطى. حضرنا إلى هنا، يهوديات وعربيات، لنطالب الحكومة بتغيير سياستها لصالح العاملات والعمّال. لا نوافق بتاتًا على استغلالنا والاستغناء عنّا حسب احتياجات أصحاب رؤوس الأموال، لا نوافق على حياة الفقر. أتينا إلى هنا للتعبير عن رغبتنا وعن إصرارنا على التغيير الذي يضمن لنا عملاً وعدالة اجتماعية".

وقد ختمت الاجتماع الاحتجاجي ميخال أوپنهايم لنداو بأغنيتها الجميلة "لا لاعتقال الأطفال".