إلى فتاة التحرير...تحية



نجاح يوسف
2011 / 3 / 14

ضعي الحنّاء على شعرك يا فتاة التحرير وانثريه عاليا ليلتحم بملحمة جواد سليم ... ودعي عطرك يلامس بحنان أرواح الشبيبة المقدامة.. ارفعي صوتك الجسورعاليا ليدق كل الأبواب الموصدة ويحرك الضمائر الميتة.. إنك لست بعيدة عن شقيقتك فتاة الجسر..فالراية المرفوعة نفسها ..والمواجع نفسها ..والمطالب المشروعة نفسها..والأساليب القمعية نفسها .. والإصرار والتحدي لنيل الحقوق يبقيان نفسهما.
لمن ستقرع الأجراس في نهاية المطاف إذن؟ هل ستقرع لصفاء الروح والنية أم للمتشككين والحرامية؟ هل ستقرع للجياع والايتام والعاطلين عن العمل أم لناهبي المال العام والايتام والأرامل؟ أم هل ستقرع لعاشقي الحرية والدولة المدنية الديمقراطية ام لقمع الحريات وحكم الحزب الواحد والرأي الواحد؟ فما دامت جذوة الشباب الواعي والجسور متقدة , فالأمل بحياة حرة وكريمة لعموم الشعب لن تكون بعيدة المنال..
ثمان سنوات يا فتاة التحرير وانت تصارعين العادات والتقاليد البالية ..ثمان سنوات عجاف مرت وأنت تصارعين الفاقة والمرض والتجهيل وغبن الحقوق وانعدام الخدمات ..ثمان سنوات عجاف واللصوص يسرقون قوت الشعب, وحيتان السلطة تستمتع بأموال اليتامى والأرامل..ثمان سنوات من الفساد الحكومي والمالي والسياسي ولا نزال نسمع من الحكومة والبرلمان الاسطوانة المشروخة نفسها ..إن الشعارات والمطالب التي ترفعيها بساحة التحرير لا يمكن أن تتحقق في ظل هكذا إدارة وحكومة ..حكومة لا تعتذر لضحاياها ..حكومة لا تؤمن بمدأ المواطنة والكفاءة والنزاهة..حكومة لم تتشكل وبعد انقضاء سنة كاملة على انتهاء الانتخابات بسبب المحاصصة الطائفية والعرقية المقيته.. حكومة لا تفي بالوعود..
أنحني إجلالا لك يا فتاة التحرير وإلى رفيقاتك ورفاقك الشجعان..إنحني لك على إضاءتك الدرب في ظل انعدام الكهرباء..انحني لك لإطلاقك صرخة الاحتجاج المجلجلة ..أنحني لك لأن عودك لم ينحن للريح الصفراء..أنحني إليك لتقديمك البرهان الساطع بأن المدافعات الحقيقيات عن هموم وحقوق العراقيات والعراقيين لسن في البرلمان العراقي المقعد بل في برلمان ساحة التحرير.. ساحة تحريرنا جميعا.