نساؤنا أملنا



نبيل عبد الأمير الربيعي
2011 / 3 / 17

يقول غوتة( إذا أردت أن تعرف كيف تسلك فأسأل امرأة نبيلة
عن ذلك ) وكلما تأملت عزل المرأة عن الرجل تحت أية مفاهيم وإنعكاس ذلك على خروجها للعمل تحت أعذار أكثرها مضحكه , منها إن المرأة مكانها البيت والالتفات إلى تربية الأطفال الصالحين.
أسأل... لماذا كل الميزات الضخمة للتعليم والشهادات العالية إذا كانت المرأة ستجلس بعد التخرج بين جدران البيت؟

لقد احتكر الرجل كل الصلاحيات بيده ,وأحضر بعض النساء ووضعهن كديكور بين الذكور في جسم جلسات البرلمان , مثلما توضع المزهرية
الجميلة في قاعة كبيرة كئيبة .
منذ القدم تبرهن الحياة العملية إن المرأة تعامل من قبل الرجل معاملة من الدرجة الثانية , فلماذا صنفت المرأة ضمن هذه المرتبة؟
لقد افتخر السوفيت سابقا بصعود المرأة إلى الفضاء, وأعطت بعض الدول حق المرأة, وسمحت لها بالوصول إلى سدة الحكم مثل بنغلادش وباكستان, ونالت أول وزيرة في جمهوية عبد الكريم قاسم وزارة الأشغال هي الفقيدة نزيهه الدليمي , ولكن لا يعني إنها نالت كل حقوقها وتساوت تحت منظور التعادلية والتكاملية مع الرجل قي كل الميادين الحياتية , علما ان السلطة ما زالت بيد الرجل وخاصة السلطات العليا.
لقد صوتت المرأة في اليمن ووصلت المرأة في البرلمان الوربي ودخلت مجال السياسة والمستشارية في العراق ودخلت البرلمان كممثلة عن الشعب , وتعتبر هذه ان المرأة بدأت رحلة الألف ميل. ولكن
هنالك ركام من التقاليد وطابور عريض من الرجال المتزمتين المحافظين الذين يؤمنون ان مكان المرأة هو البيت وقابعة بين غرفة البيت والجدران .

أصبحنا لا نرى من المرأة إلا ثقوبا في الوجه , انه شكل الوجوه البشرية المصابة , غير اننا قد نجد وراءه وجها إفرودوتي يفوق الجمال
الإسطور السومري الذب ينسجه العقل البشري, عقل مفتوح ووجه
منوّر , فهناك يعيش الدماغ وهناك ينمو وعيّتا , وهناك ترتعش ذاكرتنا
ثم تخفت.
لقد منح الرجل للمرأه ومع الأسف صفات الثعبان الماكر إكراما" لها
كما يدّعون ولم نسمع صفات الشجاعة والبطولة والوفاء كما فعلت
الإسطورة الاغريقية مع((بنلوبا)). نجد انها قادرة على تحقيق ماتريدة
من وراء الجدران.لقد تعلمت المرأة من خلال المتغيرات الطبيغية الحكمة والصبر والانتظار, فهل يوجد ألم ومعانات وانتظار أكثر من الحمل والولاده. الرجل لا يعرف كل ذلك ,فهو غائب في سفره الطويل.
في التراث الديني الإسطوري هناك حكايتان تقول الاولى :
ان حواء خرجت من ذلع آدم فنعرف ان الأنثى خرجت من جسد الذكر,
لذا منحا لأصل الأفضلية على الفرع ليفقد حقها بالمساواة مع الرجل.
أما الحكاية الثانية: فأن الرجل خرج من المرأة كما هي قصة سيدنا عيسى من جسم أمه مريم وبذلك فأن الرجل هامشيا" والمرأة جوهر
العملية .إذن لها حق الأفضلية والتسامي كونها خالقة المسيح.
هذه الحكايات التراثية تواصلت بهذه الصيغة الشعبية عبر آلاف السنين فكانت الآلهة الذكورية تناسب الرجل أسدا" وفهدا"وذئبا" وصقرا" والمرأة ثعبان بالسم المادي أو الرمزي أو عقرب أو دجاجة في
البيت.
لكن علينا أن ننظر إليهما ككائنين متكاملين للشروط الطبيعية والتمييز القائم على الجنس لا يعني انهما منفصلان كونيا" أو إجتماعيا"
فنحن لا نتصور الحياة دونهما.
تخضع المرأة الشرقية لحالة من الآلام النفسية وتزداد كثافة الجدران والنوافذ المبنية حول المرأة من قبل المجتمع.ألا يشعر الرجل
الشرقي إنها أكثر من سجينة, انها نصف عبده للتقاليد وعبده كاملة
للرجل الذي يمتهن جسدها وروحها معنا.علينا أن نشعر إن بيوتنا مضلمة دون النساء وان الصمت قابع في بيوتنا حين تغيب أصوات النساء.
الرجل يعرف كيف يبني البيت من الخارج ولكنة لايعرف الا القليل
على الإطلاق عن شعاع الحضارة الداخلي ,حضارة الشمع التي تخلقها المرأة.