مئة فكرة وفكرة عن المرأة-1



فراس سعد
2004 / 10 / 21

تقسيم المجتمع إلى قسمين: رجال, نساء, يعطّل الوجود, يعطل الإنسان, يعطل الأبداع, يعطل الأنوثة والرجولة والطفولة معاً, يعطل العمل من أجل الحرية والتحرر, لذلك لا يمكن الفصل في تحررالإنسان بين امرأة ورجل, إما أن يكون تحرر الأنسان كاملاً أو لا يكون, كل تحرر للرجل بالأستقلال عن المرأة أو تحرر للمرأة بالأستقلال عن الرجل هو تحرر زائف, ينقلب بسرعة إلى ضده: العبودية للجميع ؟!

أنا من المراهنين على المرأة, المرأة هي القوة العظيمة للأنسانية التي لم تستخدم بالشكل الطبيعي السوي والمنتج, الأنظمة الحاكمة والرأسمالية القديمة والرأسمالية المتوحشة المعاصرة وضعت المرأة في حالة عبودية لم يسبق لها مثبل, لقد ادّعت أنها تحرر المرأة فمنحتها العمل, لكن أي عمل ؟ العمل بأسوأ الظروف وبأقل أجر ممكن, والنتيجة: شقاء العالم.

طبعاً, لأن شقاء المرأة يعني شقاء أطفالها, يعني ضياع الزوج, ضياع الأسرة, من ثم خراب المجتمع، لا نعتقد أن هناك حقوقاً للمرأة بالأنفصال عن حقوق الرجل, أيضا عن حقوق الطفل, لا توجد حقوق للمرأة بالأنفصال عن حقوق الأنسان.

الأنظمة الثقافية أو الأعلامية أو السياسية التي تتحدث عن حقوق المرأة تفعل ذلك لتخفي انتهاكاتها لحقوق الأنسان غالبا ومن ينتهك حقوق الأنسان العربي لن يمنح أي حقوق للمرأة لأن المرأة نصف العرب نصف الأمة العربية المرأة السورية نصف الشعب السوري المرأة العراقية نصف الشعب العراقي فمن هذا المجنون الذي ينادي بأعطاء نصف المجتمع حقوقه ويمنع النصف الباقي من الحقوق بل و ينتهكها علناً طوال عقود.

نتمنى من الناشطات والناشطين في مجال حقوق المرأة أن لا يقعوا في الفخ الذي تنصبه السلطات والحكومات العربية لجماهير النساء, هذا الفخ المستمر منذ قرن على الأقل والذي تحول إلى فخ تاريخي, أي خديعة حقوق المرأة منفصلة عن حقوق الأنسان مفارقة لحقوق المجتمع.

السلطات والحكومات العربية لم تعط المرأة الحقوق التي يجب أن تنالها كما أنها استمرت في انتهاك حقوق الأنسان ( امرأة ورجل وطفل ) والنتيجة انتهاك شامل لحقوق المرأة والرجل أي انتهاك كامل لحقوق المجتمع والإنسان.

نرجوكم لا تفقدونا ثقتنا بالمرأة على الأقل بما ستكون عليه امرأة العقد القادم و ما يليه نقول ذلك لأننا نرى بأم أعيننا و قلوبنا كيف يتم تحويل المرأة إلى سلعة لأرضاء غرائز الرجل الجنسية.

تحويل المرأة إلى موضوع جنسي في الشارع والجامعة والعمل ووسائل الإعلام وراءه بالتأكيد رجال, رجال الإعلام ومصممي الأزياء الذين يعانون من أمراض نفسية, في أعماقهم يكرهون كل النساء لذلك يمارسون فعلاً تعويضياً بتحويل النساء إلى دمى يمكن امتلاكها واللعب بها, تعويضاً ربما عن فقدان الحنان والأهتمام في طفولتهم و اختصاراً لمشاعرهم في الشباب بسبب ضغط الحياة المدينية وسعيهم بالعمل القاسي لحياة رفاهية ماديا لكن على حساب المجال الأنساني والروحي.

هؤلاء الرجال المرضى نفسيا الذين حولوا المرأة إلى سلعة ليسوا سوى ضحايا المجتمع الصناعي الرأسمالي المتوحش الذي سرق أمهاتهم من طفولتهم من أجل أن يعملن فعاشوا بؤس الأنسان المنتزعة منه طفولتهم، الحجة التي يعلنها الرأسماليون الأوغاد و المنافقون الحجة هي تحرير المرأة, من يصدق أن رأسمالي جشع يعبد الذهب يريد تحرير الأنسان, إنه على العكس, يستغل المرأة والرجل والطفل ليراكم ثروته التي تجلب مزيدا من الشقاء للعالم, ربما تجلب على العالم شيئا من الرفاهية لكنها رفاهية باهظة الثمن, رفاهية لقسم من البشرية يقابله بؤس القسم المتبقي.

في المجتمعات التي تكون فيها المرأة قوية أي مساوية للرجل لا يستطيع الرجل انتهاك حقوق المرأة لا علنا ولا سرا, المرأة هي التي تشرع القوانين التي تحميها وتحمي المجتمع من شر العقول المريضة والنوايا الخبيثة سواء صدرت عن رجال أم نساء.

في المجتمع المتوازن حيث المرأة هي نصف حقيقي يقابل النصف الآخر ( الرجل ) يطمئن الجميع على الحياة على الحاضر والمستقبل يطمئن المجتمع ينعدم القلق حيث القوانين تحمي المرأة من استغلال الرجل و تحمي الرجل من استغلال الرجل.

المرأة مشرّعة حقيقية مثل الرجل و أكثر فيما يخص قوانين تخص المجتمع تخص الطفولة والشباب لأنها الأقرب إلى قلب الطفل و الشاب قوانين تراعي القلب أكثر من العقل قوانين تراعي الضمير أكثر مما تراعي المصلحة الخاصة والفئوية.

المرأة صاحبة قلب لذلك هي الكائن الأنساني الذي يملك ضميرا راقيا أقرب ما يكون إلى ضمير الطبيعة حيث التوازن الخلاّق, والطبيعة لا تسير وفق نظام عقلاني صارم فحسب إنما أيضا وفق نظام رحماني أخلاقي يضمن للجميع حرية خلاّقة ضرورية دون تجاوز على الآخرين من جنسهم و لا على سواهم من الكائنات التي تشاركهم الوجود الحي.

إلى أي مدى يمكن للمرأة أن تبقي نفسها معزولة عن القضايا الكبرى للأنسانية والقضايا التي تخص الوطن والأمة التي تنتمي إليها, بالنسبة للمرأة العربية هل يجوز أن تبقى غير معنية بقضية تحرر الأنسان العربي وتحريره, غير معنية بنهب ثروات الوطن وتهريب أموالها إلى الخارج ؟ غير معنية بالمعتقلين السياسيين في السجون وبعضهم تجاوزت مدة اعتقاله ثلاثون عاما ؟

هل كل مظاهر القمع والديكتاتورية في كل البلاد العربية لا تعني المرأة ؟ أين المناضلات اللواتي يرفعن أصواتهن الآن في مواجهة الديكتاتورية والقمع واغتصاب الحقوق الأنسانية في الكلام والتظاهر والأعتصام وحرية الكتابة وتأسيس الجمعيات والأحزاب السياسية ؟

أعتقد جازماً أن المرأة العربية لن تنال حقوقها الأساسية – كحال الرجل العربي لن ينال حقوقه الأساسية – إلاً بالأنخراط الفعلي واسع النطاق في العمل السياسي والأجتماعي وكل مناحي ومجالات العمل المدني.

على النساء العاملات في مجال حقوق المرأة تفويت الفرصة على الأنظمة العربية التي تستغل شعار تحرير المرأة لتخفي وراءه انتهاكاتها لكل الحريات والحقوق الأنسانية للأنسان العربي.

استغربت كثيرا من قراءة مقال لكاتبة عربية تشجع على الزنا وكأنه عمل تحرري, على الغالب هذه الكاتبة عانس أو مطلقة, فلو كانت متزوجة فهي لن ترضى أن يقوم زوجها بفعل الزنا, كما أنها لن ترضى – في حال قامت هي بهذا الفعل – أن ينتج عن هذا الفعل أولاد, لأن كل الكوارث الأسرية الأجتماعية بما فيها البغاء والأمراض النفسية والتشرد وجرائم العنف ناتجة عن أولاد الزنا الذين لا ذنب لهم سوى أنهم كانوا ضحية لنزوات وشهوات آبائهم.

قد لا يكون الزنا سوى نتيجة لظروف قاهرة تحقق لدى مرتكبيه حالة انفراج مؤقتة لا تلبث أن تعود إليهم حالة التوتر لكن نتائجه عليهم كارثية في حال أدى خطأ أو قصداً إلى أولاد, فابن الزنا يبقى كذلك في نظر والديه وجرائم التحرش الجنسي لا ترتكب من الآباء إلا بحق بناتهم أو أولادهم غير الشرعيين الذين يعيشون معهم تحت سقف واحد, كل ذلك بسبب شهوة الأم في لحظة واحدة ينتج عنها كائن يبقى معذبا طوال الحياة.

زنا الأزواج يجب تجريمه لأنه المسؤول الأول عن فساد الحياة الأسرية وانحلال المجتمع إضافة للفقر طبعا.

من المعيب الخلط بين الزنا والتحرر الأجتماعي, لأن ذلك يدل على انعدام الوعي الأجتماعي السياسي, فالتحرر الأجتماعي يعني امتلاك الأنسان زمام نفسه وحريته الكاملة في التفكير والسلوك واختيار عقيدته وعمله وأسلوب عيشه دون أن يؤذي أي انسان أو ينال من كرامته وحريته, والزنا هو أولا اعتداء على كرامة شريكنا في مؤسسة الزواج و أذى نفسي هائل لمن يملك الشعور الأنساني السوي, ومن ناحية ثانية في حال نتج عن الزنا كائن انساني فهذا يشبه اغتيال انسان عبر استقدامه إلى الحياة بالقوة من عالم القوة إلى عالم التحقق أو الفعل كل ذلك ناتج عن القسر الذي تمارسه علينا شهواتنا أو رغبتنا الأنتقام من الشريك لسبب ما.

في كل الحالات يجب ألاّ يكون الضحية كائن إنساني أتى نتيجة شهوة خارج إطارها الشرعي القانوني التي يجب أن يعاقب عليها القانون الزوج أولا لأن الزوج هو السبب الأكبر في حدوث جرائم الزنا ولا بد من وجود معاونين نفسيين اجتماعيين في كل حي وشارع وقرية و مؤسسة بدلا من رجال الدين الموجودين في أحيائنا بكثرة ولا عمل لهم سوى الكلام , تكون مهمة هؤلاء المعاونين النفسيين الأستماع إلى مشاكل الأزواج لاسيما المشاكل الجنسية والعمل على حلّها بمساعدة الجميع, وهنا يفترض بالمحيطين من الأقارب والأصدقاء تقبل والأعتياد على الحديث في المشاكل الجنسية مثلما نتحدث عن المشاكل الطبية أو الدينية, وهذه مهمة وسائل الأعلام وعموم المثقفين.