المرأة المسحوقة لا ترفع رأسها



سلطان الرفاعي
2004 / 10 / 26

دُعيت إلى حفلة استقبال في إحدى السفارات،المناسبة ذكرى تنصيب شخصية عالمية،بطاقات الدعوة ،معنونة باسم السيد والسيدة،حشد كبير اجتمع في الحديقة الخلفية للسفارة،تجمعات،نقاشات،والقاسم المشترك فيها،الحضور الطاغي للمرأة،وعمق الحوارات،التي كانت تثيرها،والتي تستند إلى خلفية ثقافية رهيبة،إذا جاز التعبير،لم يكن يخلو تجمعا ،من امرأة تناقش وتجادل وتما حك،والجميع منصت.



مجرد أسئلة:

هل تعكس هذه المرأة حال المرأة العام في وطني؟؟

هل تعتبر الثقافة حكرا على المجتمعات الراقية؟؟

والمرأة الشيوعية؟؟؟

ما القاسم المشترك بين هذه المرأة وتلك الشيوعية المثقفة؟؟؟؟؟؟؟؟





في الفكر الليبرالي:



يمكن الإسهام في إعادة بناء قضية المرأة ، أو مسألة تحررها ، وحريتها ، وفق مبدأ حرية الإنسان والمواطن ، إنطلاقا من حقيقة أن الإنسان غاية في ذاته ، بل هو غاية الغايات و أن حريته هي أهم مظاهر إنسانيته وأهم مضامينها ، فلا يجوز النظر إليه على أنه وسيلة لأي غاية أخرى ، مهما سمت تلك الغاية . إن الاعتراف بالمرأة ذاتا إنسانية حرة ، وفردية مستقلة ، مساوية للرجل في الكرامة الإنسانية ، وفي سائر الحقوق ، ومعاملتها على هذا الأساس ، هما المقدمة الأولى لتحرر المجتمع وتقدمه و أن تحرر النساء شرط لازم لتحرر الرجال .

ولاشك أن حق المرأة المساوي لحق الرجل في التعليم والعمل مكسب فائق الأهمية ، بشرط أن يكون مدخلا إلى تحسين حالتها الاجتماعية والإنسانية والحقوقية والسياسية ، وتغييرها وإلا فإنه سيعزز دونيتها ويزيد من شقائها ، ويضاعف استغلالها .

المرأة نواة الأسرة ، الأسرة نواة المجتمع . فالفرد والعائلة هما مقدمتا المجتمع المدني يجعلان نفسيهما بنفسيهما مجتمعا مدنيا . فلابد من إبلاء الأسرة عناية خاصة ، والسعي في سبيل إرساء حياتها على قيم إنسانية واجتماعية حديثة ، كأن تقوم على مبدأ الحقوق المتساوية في جميع المجالات،وعلى مبدأ الاختيار الحر والتشارك التام في جميع شؤون الحياة .



شبلي الشميل وقضية المرأة في الشرق:



كانت صفحات مجلة فتاة الشرق لصاحبتها لبيبة هاشم ميدانا لمناظرة حول الرجل الشرقي ونظرته الى المرأة الشرقية والعكس بالعكس,ابتداء من الجزء الثالث ،السنة الرابعة:ديمبر 1909 ،وبدأت المناظرة بمقالة عنوانها =اقتراح على الاوانس= للاديب نجيب ماضي.وجاء الرد الأول على المقالة بتوقيع هيفاء ،التي انحت بالأئمة على الرجل الشرقي وحملته مسؤولية تأخر المرأة الشرقية وهضم حقوقها والتمييز في معاملتها.

وفي الرد الخامس //،مارس 1910 ،من ردود المناظرة عادت الآنسة هيفاء التي انحت بالأئمة على الرجل الشرقي إلى الاستنجاد الدكتور شبلي الشميل فرد قائلا:



ألا ترى حضرة هيفاء أفندي،إنها قد ظلمتني وقد أقامتني اليوم حكما بين الرجل والمرأة--------------



فإذا كان الرجل يقدم معدات البناء في المجتمع فهي -البنّّّاء-الذي يتوقف على بنائه صرح الاجتماع قويا فقويا وضعيفا فضعيفا.فما هي قعيدة البيت عن كسل ولا بيضته عن ذل بل هي من البيت أساسه المتين ومن البيضة محها الصافي وهي أم مشاهير الرجال لا بالمعنى الطبيعي فقط بل بالمعنى الادبي ايضا-------

ولم يكن غرضي من كل ذلك إلا وضعهما في المقام الذي فرضته الطبيعة نفسها عملا بسنة تقسيم الأعمال في سلم الارتقاء وتطبيقها على المنفعة حتى لا يكون هناك مفاخرة تدعو إلى المنافرة--------



طبعا لست هنا لأعظ في دور المرأة ومكانتها،ولكنني طرحت عدة أسئلة وتركتها من دون أجوبة،وسؤالي الأخير،كيف للمرأة الفقيرة ،المسحوقة،في وطني،والتي تفضل شراء الخبز على شراء الكتب،نعم كيف يمكن لها ان ترفع رأسها؟؟؟؟؟؟؟