في أمر العشق الرئاسي و أمر رئيس التحرير...‼



كريمة مكي
2011 / 5 / 30


يقارنون هذه الأيام ما بين فضيحة دومينيك ستروس خان مع عاملة التنظيف و فضيحة بيل كلينتون مع مونيكا لوينسكي و يعتبرونها متشابهة.
لا أرى وجها للشبه من حيث علاقة الرجلين بالمرأة في هذا الموضوع...
دومينيك ستروس خان كان أشبه بحيوان مفترس في غابة بشرية ارتمى على أقرب فريسة عبرت بمحاذاته... نزوته أمامه و عقله وراءه فكان كجسد أعمى سلّم أمره للشهوة فقادته إلى الهاوية و كان السقوط المريع.
بيل كلينتون مع مونيكا كان حكاية أخرى... كان حكاية عشق جميلة شوهها قبح السياسة و جنى عليها تعلق الرئيس بكرسي الرئاسة... لو كان كلينتون رجلا عاديا و زوجا لامرأة عادية لطلّق مثلا زوجته و لنعم بحب مونيكا لكنه كان رئيسا لأقوى دولة في العالم و زوجا لامرأة قوية هي من دفعت به إلى ذلك المنصب الأعلى و هي من يحتل اليوم منصب وزير خارجية أمريكا...كان كلينتون رئيسا تترصده عدسات المخبرين و سكاكين الأعداء الحاقدين فما استطاع أبدا أن يكون... رجلا عاديا يمكنه متى أحب أن يخون...خاف الرئيس على منصب الرئاسة و خاف أكثر من زوجته الذي كان بشكل أو بآخر صنيعتها السياسية و رغم كل الدلائل و القرائن التي تشهد على تورطه في حب مونيكا حتى النخاع فقد كذب على الشعب الأمريكي و على العالم بأسره و قال أمام هيئة المحققين بارتباك الكاذبين أن لا علاقة له بالآنسة لوينسكي...ضحّى الرئيس بالمرأة التي أحب و لم يستطع أن يشكل حدثا في تاريخ العشق الرئاسي أو الملوكي حيث يضحي الرجل بالعرش في سبيل الحب.
مثل فريد يحفظه لنا التاريخ و نحفظه نحن النساء عن ظهر قلب ليحيا فينا الحلم بأن الحب يمكن أن يجعل أقوى الرجال يرضون بالنزول من على سدة الحكم إرضاء لحكم القلب في صورة ما إذا خيروا بين أحدهما... إنه مثل الملك ادوارد الثالث الذي تخلى عن عرش انقلترا من أجل امرأة من عامة الشعب أما السيد كلينتون الذي كان يعد أفضل رؤساء أمريكا على الإطلاق من حيث خصاله الإنسانية و انجازاته السياسية فقد ضحى بقلبه يوم كان فوق الكرسي لكنه اليوم و بعد خروجه على التقاعد المبكر و نظرا لانشغال زوجته هيلاري برحلاتها المكوكية حول العالم من أجل إطفاء لهيب الثورات العربية المتفجرة هذا العام ها أنه قد عاد لملاقاة حبيبته مونيكا في أحد المنتجعات البعيدة مثلما تقول آخر الأخبار و هو ما يؤكد أن حكايته معها هي حكاية حب حقيقية و ليست نزوة طائشة كنزوة المدعو ستروس خان. أما كيف غفرت له مونيكا إساءته لها فذلك هو قلب المرأة في الحب لا يملك إلا أن يغفر و يسامح... إنها المرأة تضحي بكل شيء في سبيل الحب و لو كان سدّة الحكم التي يتناحر عليها الرجال... كذلك فعلت زوجة الرئيس الفرنسي السابقة سيسيليا ساركوزي فبمجرد أن وصل زوجها إلى قصر الايليزي حتى أفهمته أن حياة الرؤساء الباذخة و البروتوكولات الباردة لا تعنيها و أنها ستقايض كل ذلك العز الممنوح لزوجة رئيس جمهورية فرنسا إحدى القوى العظمى في العالم بحب رجل تملّك قلبها و رغم توسل ساركوزي لها حتى تبقى معه بعد أن غفر لها خيانتها و عاقب بدلا عنها رئيس تحرير مجلة باري ماتش التي أظهرت صورها مع حبيبها الجديد فإنها أصرت على الطلاق منه و الزواج بمن تحب...هي المرأة تضحي بكل ما تملك من أجل أن تبلغ الحب و يضحي الرجل بالحب من أجل أن يبلغ المُلك و يا ليته كان يدوم المُلك...
مازال عندي في هذا الموضوع أمثلة و كلام كثير لكنني سألجم الآن نفسي بعد أن جاءني تهديد في الأسبوع الأخير يقول فيه مرسله بأنه لن ينشر لي بعد الآن مقالا إذا كنت ككل مرة سأطنب في الكلام وفي التحليل و التفسير أطيل...كان هذا تهديد السيد رئيس التحرير و من ضمن ما قال فيه أنني لا أفهم في فن الصحافة فهما كبير فالعمود الصحفي يُشترط فيه التقصير لا التطويل...
عذرا سيدي رئيس التحرير فأنا في فن الكتابة مجرد هاوية مبتدئة و الهواية ترافقني منذ أكثر من عقدين من السنين!! و لو ما كنت هاوية أيها الصحفي الكبير ما كنت رضيت بألا أتقاضى عما أكتب -منذ أن بدأت أكتب- فرنكا واحدا أو حتى مجرد مليم...‼
لو يدري رئيس التحرير أن التطويل أمر ليس بيدي بل بيد قلمي الصغير الذي إذا ما أثاروه يثور و إذا ما أهانوه يهين فإذا ما سلك طريق الحروف فانه لا يعرف إلا أن ينتهي فيه إما قاتلا أو قتيلْ و ما ترى حينها سوى...أنهارا من الحبر على الأوراق تسيل...
قلم صغير قلمي.. لكنه كائن حبري أصيل لم أرى مثله في الدنيا خلّ أمين... قلم يُسعد قلبي و كنت من قبله قلبا حزين... فرفقا... رفقا بنا أيا جناب رئيس التحرير...
هيا يا أيها القلم الصغير قد نزل علينا أمر رئيس التحرير!!