فتاة عذراء ... وقطعة قماش بيضاء



سناء طباني
2011 / 6 / 11



لكل فتاة حلم يميزها عن مثيلاتها من الفتيات ولكن حلم واحد يجمعهن ويكون محورا لحديثهن ألا وهو اختيار شريك الحياة لبدء أسرة جديدة ،وبما أن لكل شيء بداية فان ليلة الدخلة هي بداية تلك الأسرة و هي أيضا مقياس لشرف الفتاة في مجتمعاتنا الشرقية والمعيار لها بضع قطرات من الدم المتساقط بعد تمزق غشاء البكارة على القطعة البيضاء ، وان كان قدرها ألا تظهر تلك القطرات من الدم فتلك مسالة أخرى......ولكن ما هي تلك القطعة البيضاء ؟؟؟
إنها جواز سفر يسمح للفتاة الشرقية بالمرور إلى عالم الزوجية
بأمان وليس مهما أن يكون ذلك الجواز حقيقيا المهم وجوده وان كان مزيفا .

سمراء أم بيضاء لا يوجد لون محدد لبشرتها وان صبغتها بالألوان لتخفي ذلك القلق والخوف في عينيها عندما جاءت متثاقلة الخطى تبحث عن طبيبة نسائية تعيد لها الأمان والاستقرار وفرحة العرس بعد أن فقدتها بفقدان تلك القطرات من الدم .
ها قد مرت أيام وأيام والجميع بانتظار ذلك الشيء .....ولكن عبثا الانتظار فقد أبى ذلك الشيء بالظهور ، وما كان من أم زوجها إلا أن خيرتها بين أمرين , أن تأتي بما يثبت عذريتها أو ترحل من حيث أتت ،وان رحلت هل ستستقبل بالأحضان في بيت أهلها ؟؟؟ أم هو أيضا أمر من اثنين بضع قطرات من الدم أو غسل العار .

لحظات واقتربت تلك الفتاة وهي بصحبة امرأتان من الطبيبة النسائية تسألاها بشيء من التوسل للقيام بفحصها حيث مضى أكثر من ثلاثين يوما على ليلة دخلتها ولم يشاهد ما يثبت أنها فتاة عذراء ، لكن الطبيبة امتنعت عن إجراء ذلك الفحص الطبي حيث لا يحق لها قانونا إثبات الأمر بل يجب أن يتم بحضور لجنة من الأطباء لإصدار تقرير طبي بذلك وهذا ما زادهن ارتباكا.
اقتربتُ من تلك الفتاة لمعرفة ما تعنيه لها هذه التجربة، وإذا بالفتاة تبوح بشيء من الحزن والقلق كون الفتيات لهن ليلة دخلة ليوم واحد فقط أما هي فالأمر مختلف فمنذ ما يقارب الثلاثين يوما تعيش نفس التجربة ونفس الألم والخوف وبلا أي نتيجة أو اطمئنان لتجعلها تلك الليلة مذنبة تبحث عن دليل براءتها لجرم لم ترتكبه .
وكان للزوج موقفا متفهما مما يحدث مما منحها الثقة بالنفس والإصرار لإثبات عذريتها، بخلاف موقف أسرته حيث انتظر الجميع من الفتاة تلك القطرات من الدم ولم يتوقف الأمر عند ذلك، فأم الزوج خيرتها بين أمرين تلك القطرات أو الرحيل ليكون عارها لأسرتها وليس لأهل زوجها ، وأسرة الفتاة في موقف لا يحمد وان كانت الأم متعاطفة معها فالإخوة والأب يجدون إن غسل العار أمر لا بد منه.
كان لابد من سؤالها عن طفولتها وفيما إذا كانت قد تعرضت لاعتداء جنسي سابق أو سقوط من مكان مرتفع وربما ممارسة احد الأنواع الرياضة العنيفة لتنفي تلك الفتاة أي حادث يفسر ما يحدث معها ألان.
ولم يبقى إلا إن نتطرق إلى أمر هام وهو وجود نوع من غشاء البكارة يسمى الغشاء المطاطي الذي يصعب تمزقه في الفترة الأولى ليستمر إلى أن يحدث الإنجاب
لتتحدث الفتاة وبشيء من العصبية بأن مشكلتها اكبر من أن تسمع أو لم تسمع بذلك، بل يجب إقناع أهل الزوج به.
لم تغلق كل الأبواب بوجه هذه الفتاة إن أبدت هي الرغبة بإثبات عذريتها فما عليها إلا مراجعة احد المستشفيات لعرضها على لجنة طبية تقرر وجود أو عدم وجود غشاء البكارة وتحدد نوعه وتصدر تقرير طبي بذلك، وكان لا بد من موافقتها على هذا الاقتراح وبالفعل أبدت رغبتها بذلك.
في هذه الأثناء اقتربت أم الزوج لتعرض المشكلة من وجهة نظرها حيث إن الأسرتين تربطهما علاقات اجتماعية متينة، ولكن من مدة ليست بالقصيرة تزوج ابنها ولم تظهر عروسه ما يثبت عذريتها مشيرة إلى إن العيش في مجتمع شرقي يطالب بإثبات ذلك.

......و الأم الم يسبق لها أن سمعت بغشاء سهل التمدد ولا يفض بسهولة وفي الوقت نفسه لا يمنع العلاقة بين الزوجين أو الحمل ولكن لعدم نزول قطرات الدم يعتقد البعض إن الفتاة غير عذراء، معتبرة إن عدم تمزق الغشاء في اليوم الأول أو الثاني أو الثالث معناه إن الفتاة غير عذراء، وتحكم تلك الأم عليها بالحياة أو الموت لبضع قطرات من الدم ولا تكلف نفسها مراجعة الجهة الطبية.
وعن رأيها فيما لو حدث نفس الأمر مع ابنتها هي، أتوافق على غسل العار لها، أم تتجه إلى جهة طبية لا إثبات عذريتها، وهنا وافقت أم الزوج على المقترح بعد علمها بعدم ممانعة الفتاة من عرضها على اللجنة الطبية ليخرج الجميع بثقة إن الفتاة غير مذنبة وان نوع من غشاء البكارة هو السبب بما يحدث ولم تبخل أم الفتاة بالشكر والعرفان لهذه النتيجة المرضية لها، أما الفتاة نفسها فقد طلبت منها العودة ثانية لإخباري بتفاصيل ما يحدث معها بعد مراجعة الجهة الطبية .