بيان الجهلاء



ليلي عادل
2004 / 11 / 8

يوم أمس خاطبت مجموعة ممن يسمون أنفسهم علماء وممن يسبق اسم كل منهم ..الشيخ …الدكتور , وأغلبهم أساتذة في الجامعات السعودية , أي انهم يشغلون مراكز يمكنهم من خلالها السيطرة على عقول شريحة واسعة من الشباب …وتسيير أفكارهم وخلق عقول مثقلة بالتطرف و الرجعية و العنف … , أقول خاطبت هذه المجموعة الشعب العراقي بخطاب مفتوح , ومن يطّلع على مفردات هذا البيان يكتشف بسهولة لماذا تأخر الفرد السعودي بل المجتمع السعودي دهرا" عن ركب الحضارة , لماذا ترزح المرأة السعودية تحت القهر و الإرهاب الذي يقود حملاته من مثل هؤلاء …فضلا عن ذلك فهو يكشف كم العنف و الدموية التي يأملونهما و يتعطشون لحدوثهما في العراق ..البلد الذي شبع ظلما" وموتا" يوميا" …
وهم يزعمون الحرص على كرامة الشعب العراقي و أخوّته و سلامته و نفطه …وأركز هنا على قضية النفط , ألا يدرك هؤلاء أين يذهب نفط السعودية !!
و هل يمكنهم ان ينكروا ان عمليات حربية كاملة ضد العراق قد انطلقت من داخل أراضيهم عام 1991 و حرب تحرير العراق عام 2003 …بقيادة أمريكية طبعا" , لم هذا التركيز من قبل العرب على قضية العراق , ولم هذا الحقد الكبير الذي يكنه هؤلاء للشعب العراقي , لم لا ينشغل كل بمشاكله و ليبحث كل عن مصالحه و هذا ما قامت به الدول العربية لكنهم جميعا"يحللون لأنفسهم ما يحرّموه على العراق و العراقيين .
لم لا ينشغل هؤلاء الجهلاء السعوديون في الدفاع عن مواقفهم تجاه وضع المرأة السعودية أمام إدانة المنظمات الإنسانية و كل المحافل الدولية التي تنتقد دنو المكانة التي وصلت إليها هذه المرأة , التي حرمت من ابسط حقوق الإنسان و ربما تستغربوا أو بالأحرى تستهجنوا إذا علمتم ان المرأة السعودية و بفضل مجموعة الجهلاء و زملائهم , ممنوعة من ان تأخذ أي نوع من أنواع العلاج او القيام بأي زيارة لمستشفى إلا بعد ان يوافق لها المحرم !!!! ناهيك عن باقي الحقوق المشروعة مثل الحصول على رخصة القيادة أو الخروج بمفردها أو غيرها من ابسط متطلبات الحياة , حتى المطالب التي هي في نظرهم كبرى مثل حق الانتخاب أو حتى الترشيح للمشاركة في الحكم , فإلى أي منزلة أوصل هؤلاء المرأة و هل هناك قهر و تبخيس اشد من هذا يمارس ضد المرأة , في أي شعب من شعوب المعمورة .
ليعلم هؤلاء و غيرهم ان العراقيين لن يصغوا لخطابهم اللعين و لن يتوقف طموح العراقي و العراقية في إعادة بناء بلدهم وهم قادرون , لأننا أبناء حضارة تمتد الى أكثر من ستة آلاف سنة …
فليعلم هؤلاء ان المجتمع الذي تهان فيه المرأة و تبخس قيمتها لهذه الدرجة , طالما هي الأم و الأخت و الابنة لن ينتج رجالا" قادرين على إنتاج حضارة تترك أثرا" في تاريخ الإنسانية ……فليقونا هؤلاء شرّهم و يحتفظوا بجهلهم و دمويتهم لأنفسهم و لشعبهم .