العِقال والمُخالفة المرورية لقواعد الإسلام القبلي



دانا جلال
2011 / 6 / 17

في قصة "ألف جُمعة و جُمعة" لم تكن البداية ليلةً ، بل كان الفجر ، وصفعة الأنثى ، وجسد بوعزيزي، تحول "حلاجي"، "سهروردي" في بُركة النار، وفُوهة لبُركان، مازال يقذِفُ بِحمَّمْ الجُمَّعِ والجموع ، لتعلن فيها "شهرزاد الثورة " عن فجر جديد بــ " جُمعة أنثوية" و"مُخالفة مرورية " لقواعد مرور القبيلة بحادثة مُحتملة ودَّهس "شهريار آل سعود" من قبل فتاة سعودية تشارك في حملة "سأقود سيارتي يوم 17 يونيو" . لمواجهة حق المرأة بقيادة سيارتها ظهر "العِقال السعودي " المُستورد ، لقِرَّدة " السَّلف المُتَّكرش " لسَّفلة التاريخ ، فأعلنوا حملة مُضادة تحت عنوان "أبشروا بالعقال يوم 17 يونيو".
أما بقايا "أهل الكهف" من "أهل الكتاب والسنة " في مصر الكنانة ، فقد أطلقوا " حملة المليون لحية " وزاد احدهم بجعلها " حملة من اجل 80 مليون لحية" دون أن يوَّضِح عن السُبل والشروط الإسلامية للمُلتَّحية من سافل السلَّفيات ورهط الأخوات المُسلمات.
سيمفونية التغيير وملحمة إسقاط الأنظمة في منطقتنا ، هي الأقرب في "إيقاعها" و"سُلَّمِها " للسيمفونية الفاغنرية و خروجها عن القاعدة من الالتزام الفيثاغورسي ، "بِنسَّبِه" و"توازنه " في السيمفونية البتهوفنية. فالمشهد السعودي وحملة ( سأقود سيارتي بنفسي) خروج عن آليات قاعدة التغيير في ظل الأنظمة الدينية القمعية المتحالفة مع سلطة القبيلة ، المفترض تاريخيا أن يكون التغيير ضمن المؤسسة والمنظومة الدينية أو القبلية. الانتفاضة الشبابية والمرأة السعودية التي ستقود سيارتها في 17 يونيو وبعدها ، ستقود حركة التغيير رغم الكلفة الباهظة للحصول على إجازة سياقه الحاضر صوب الغد ، حملة النساء السعوديات تؤكد بان آفاق جديدة للتغير في ظل الدولة الدينية القبلية قد ظهر ، وان خيار المملكة هو إجازة التغيير أو الخروج عن قواعد مرورية لرجال الدين والقبيلة ومن ثم احتمال تسجيل حادثة مرورية تنهي النظام وفكره .
الخروج الآخر عن قواعد سيمفونية التغيير كان بحرينياً ، فالحركة الشعبية البحرينية والمُتهمة مذهبيا بأنها مذهبية وغربياً بأنها عدائية، تمكنت و نتيجة للقمع والتهميش الذي يتعرض له شيعة البحرين إلى أحداث تغيرات يمكن أن تصب في خانة التغيير الايجابي بل والديمقراطي ، أي بمعنى إن التيار الديمقراطي يمكنه أن يستفاد من الانطلاقة الجماهيرية التي عبرت عن نفسها بإشكال دينية مهمشة ، على خلاف نجاح الإخوان المسلمين في مصر و"سوريا مُرشحاً " بجني ثمار الانتفاضة بعد الخطاب المعتدل الذي طرحوه أثناء الحركة الجماهيرية والذي ظهر حقيقته مع كل خطوة اخوانية صوب السلطة ،وهذا يفسر المطالبات الاخوانية بمليونية اللحى كمقدمة لمليونية الحجاب والنقاب.
في إيقاع غير متناسق لسيمفونية الشباب المتناسقة مع حركة التاريخ ، تبقى السيمفونية العراقية مُتَّعثرة في تنازع "بقايا البعث" و"التيار الديمقراطي" على اليوم الذي سيغير وجه العراق، تنازع من اجل أن تكون الجمعة العراقية بديلا حقيقا عن الوضع المأساوي أو امتدادا للكارثة.
الحدث العراقي ولأكثر من سبب سيكون مختلفا، ولأنه عراقي بامتياز، فلا نستغرب الإعلان الرسمي عن جُمعَّتين أو أكثر في الأسبوع، المحاصصة العراقية لها القدرة بإعلان يوم الاثنين جمعة لهذا الطرف أو ذاك مستفيدين من قياس الفكاهة، حيث علق احد الحلاقين الظرفاء في بغداد لافتة على باب محله وكتب ( الاثنين جمعتنا) لان يوم الاثنين هي عطلة الحلاقين في العراق.