حكومة المالكي تشن الحرب على المرأة! هجوم قوى الامن على المتظاهرين والمتظاهرات في بغداد، وموقع منظمة حرية المراة



مؤيد احمد
2011 / 6 / 22

حكومة المالكي تشن الحرب على المرأة!
هجوم قوى الامن على المتظاهرين والمتظاهرات في بغداد،
وموقع منظمة حرية المراة


لم تبق وسيلة قمعية لم تلجاء اليها السلطات البرجوازية الاسلامية والقومية في العراق، ولم تبق جريمة لم تقدم عليها تلك القوى ونظامها، للادامة بالوضع القائم، بدأ بالاعدامات والقتل العشواني الى الرمي على المتظاهرين والمتظاهرات بالرصاص وقتلهم وزجهم في السجون والمعتقلات التابعة لعصابات قوى الامن وغيرها.
الهجمات البلطجية والمافيوية الاخيرة لعصابات قوى الامن وزبانية النظام من العشائر، وبامر من حكومة المالكي، على المتظاهرين في ساحة التحرير في بغداد واقتحام مقر منظمة حرية المراة وكذلك بيت احدى ناشطاتها، تشكل امتدادا لذلك المسلسل القمعي وجزء منها.
بدات سلسلة الجرائم تلك بهجوم قوى الامن بالزي المدني وعصابات من العشائر موالية للمالكي يوم الجمعة 10 حزيران على المتظاهرين والمتظاهرات في ساحة التحرير في بغداد والتي ارتكبت فيها ضمن ما ارتكبت من الجرائم الضرب والتحرش الجنسي واهانة النساء المتظاهرات من عضوات منظمة حرية المراة وغيرها من المنظمات والاحزاب.
لم تتوقف هذه الحملة المشينة لحكومة المالكي عند هذا الحد اذ اقتحمت قوى الامن بيت احدى الناشطات من منظمة حرية المراة ليلة 12 حزيران وقامت بمصادرة كومبيوترها الشخصي. ومن ثم اقتحمت القوى الامنية ونفس تلك العصابات التي هاجمت تظاهرة ساحة التحرير، مقر منظمة حرية المراة يوم 13حزيران لمنع انعقاد مؤتمر صحفي لناشطات المنظمة يبحث تطاولات وتحرشات قوى الامن والمرتزقة العشائريين في ساحة التحرير. هذا وان الهجوم على مقر منظمة حرية المراة جرى على مراى ومسمع قوى الشرطة والعسكريين المتواجدة في شارع الزعيم في بغداد التي يقع فيه مقر المنظمة.
بالرغم من ان جرائم كهذه متوقعة من السلطات الحالية في العراق اذ انها سلطات مغرقة في الرجعية ولا تتحمل مشهد ولوج المراة الساحة السياسية رافعة صوتها بوجه الطغيان والظلم السياسي واستعباد النساء، غير انها تشكل سابقة خطيرة وممارسة شوفينية رجولية مشينة ضد النساء يجب احباطها وفرض التراجع على السلطات ومعاقبة مرتكبيها.
التحرش الجنسي ضد النساء اثناء التظاهرات من قبل تلك العصابات التابعة للنظام ليست مجرد تصعيد للعنف بل جريمة ذات طابع فاشي ترتكبها السلطات بحق المراة في المجتمع. انها اعلان الحرب على المراة، على نصف المجتمع من قبل هذا النظام الرجولي البرجوازي للاسلاميزم والقوموية. ارتكاب تلك الجريمة ليست الا محصول ايديولوجيا وقيم وافق وسياسات وستراتيجية تيارات الاسلام السياسي والقومية الرجولية الحاكمة في العراق والمعادية للمراة ونضالها التحرري. فيجب احالة مرتكبيها الى المحاكم.
اثبتت المتظاهرات في ساحة التحرير وناشطات منظمة حرية المراة بانهن قوة مرعبة تزرع الخوف في قلوب السلطات. فجرائم قواها الامنية ليست الا دليل افلاس السلطات والذعر من مبادرات الجماهير وانبثاق حركة نسوية ثورية في خضم الاوضاع الثورية التي تمر بها العراق والمنطقة.

تطاولات السلطات،
وموقع منظمة حرية المراة
استمرار السلطات في القيام بالتطاولات المتكررة على منظمة حرية المراة وملاحقة ومراقبة ناشطات ونشطاء المنظمة تجري حسب خطة مدروسة وموجهة من قبلها. ان حزم واصرار ناشطات وناشطي منظمة حرية المراة في الاستمرار بنضالها التحرري والثوري بثبات وضمن حركة التظاهرات الجارية في بغداد وغيرها من مدن العراق، ومنذ البداية، اي منذ 25 شباط ، اكسب هذه المنظمة مكانة وموقع سياسي حساس، ضمن موجة نضالات الجماهير الثورية الحالية وخاصة في بغداد. ان هذا المكسب النضالي محل اعتزاز وفرح ودعم كل محبي الحرية والمساواة في العراق ولكنها محل غضب واستياء السلطات الشديد .
مبادرات منظمة حرية المراة في القيام بالتظاهر في خضم المد الثوري الجماهيري الحالي في العراق باتت تحولها الى قوة متميزة ضمن الحركة الاحتجاجية الحالية. انها بهذا النشاط الثوري دمجت بشكل فعلي نضالها من اجل تحرر المرأة وتحقيق مساواتها مع النضال السياسي الجماهيري الثوري الجاري ضد السلطات الحالية وقواها الرجعية المؤسسة لها وقوانين ودستور الدولة المناهضة للمراة وحقوقها وحرياتها. ان هذا تطور سياسي مهم لموقع هذه المنظمة ونقلة نوعية فعلية في مديات نشاطاتها ونضالاتها والتي ادت الى ان تشدد السلطات من معاداتها لهذه المنظمة وتقوم بالتطاولات عليها من اجل سد الطريق امام تقدمها.
تقوم الاجهزة الامنية للسلطات وعصاباتها بمراقبة نشاطات هذه المنظمة بشتى الطرق وتحاول وبكل الاساليب القمعية نشر الخوف والسعي لخلق التردد في صفوف الناشطات ومنعهن من الاستمرار في التظاهر او حتى تحاول ان تحث الناشطات على العزوف عن العمل مع المنظمة. انها تنشر الدعايات ضد المنظمة وتحاول المس بموقعها النضالي والثوري. من لا يرى من دعاة الحرية هذا الواقع ولا يضع صوته مع صوت هذه المنظمة في هذا الصراع السياسي ولا يدعمها في نضالها ضد تطاولات السلطات عليها اما انه لا يفهم ابعاد المسالة ومخاطرها او يقع بدون القصد في فخ الدفاع عن السلطات وقواها الرجعية المعادية للمراة في احدى المعارك الحساسة بين الجماهير المعترضة وهذه المنظمة من جهة والسلطات من جهة اخرى.
منظمة حرية المراة في الوقت الذي تستمر في نضالها من اجل تحقيق الاصلاحات في ميدان تحرر المراة ومساواتها، انها وبسبب دور نضالي راديكالي لعبته خلال سنوات عديدة تحولت الى رمز راديكالي في الحركة النسوية في العراق للوقوف بوجه كل ما يعيق تحرر ومساواة المراة. كما ان لهذه المنظمة خصوصية متميزة تفصلها سياسيا عن المنظمات الاخرى المدافعة عن حقوق النساء بكونها تحمل افقا نضاليا راديكاليا ويساريا ومعروفة على صعيد المجتمع بانها تناضل كقوة متاثرة بالافاق التحررية للتيار الاشتراكي والشيوعي العمالي.
انها منظمة وقفت بشكل حازم بوجه الاحتلال والاسلاميزم والقوموية والقيم والتقاليد الاجتماعية الرجولية والرجعية وتناضل من اجل الخلاص من براثن القوى البرجوازية الرجعية الحاكمة من قوى الاسلاميزم والقوميين العرب والكرد وغيرها في العراق والتي تشكل العائق الرئيسي امام تحقيق حريات وحقوق ومساواة المراة الكامل.
انها تناضل من اجل رفع مكانة وشان المراة عموما والمراة العاملة والكادحة والمراة من عوائل المحرومين. انها انقذت حياة عشرات وعشرات الشابات والنساء من القتل والتهديد واخرجتهن من ايدي شبكات الاتجار بالنساء. انها المنظمة التي فضحت ممارسات الاتجار بالشابات، ضحايا الفقر والدمار الذي الحق بالمجتمع اثر الاحتلال وسيطرة السلطات الحالية، وكشفت اسرار هذه الجريمة وواجهت بها السلطات...ألخ
تاريخ 8 سنوات من النضال المستمر والشجاع، تاريخ 8 سنوات من رفع راية نضال راديكالي ضد الظلم على المراة واضطهادها والنضال من اجل كسب الحرية والمساواة لها في خضم اشد الاوضاع السياسية ماساوية، اوضاع المجازر الارهابية والحرب الطائفية والاحتلال، وفي خضم سيطرة الرجعية السياسية المطلقة من كل شاكلة ولون على الحياة السياسية والاجتماعية في العراق، لا بد وان يضع منظمة حرية المراة في المكان الذي يليق بها كاحد رموز الحركة التحررية النسوية الحالية في العراق. وفي هذا السياق لا يمكن ان تكون هذه الصورة كاملة بدون الاشارة الى الدور البارز للرفيقة ينار محمد في كسب هذا الموقع النضالي لمنظمة حرية المراة داخل العراق وتحويلها الى منظمة معروفة عالميا ايضا.
لست هنا بصدد تقييم دورهذه المنظمة التفصيلي وكيفية التغلب على نواقصها في ميدان العمل وضرورات تطوير اساليب نضالية تساعدها على لعب دور مؤثر في ظهور حركة نسوية جماهيرية ثورية اذ ان ذلك موضع بحث ونقاش مفصل.
استطيع ان اشير وبشكل مختصر الى ان تطوير دور منظمة حرية المراة تبدء من حيث ما تخوضه الان، ومنذ 25 شباط 2011، في معركتها ضد السلطات ونضالها من اجل تحرر و مساواة المراة بالارتباط مع الاعتراض الثوري الجماهيري الحالي.
فبالرغم من ان الحرية السياسية شرط ضروري الى اقصى الحدود لتحرر المراة غير انها وبحد ذاتها ليست جوابا على امر تحرر المراة وتحقيق مساواتها وخاصة في العالم العربي ومنطقة الشرق الاوسط المبتلية بهيمنة نفوذ الاسلاميزم وتيارات القومية الرجولية.
البرجوازية في العراق والعالم العربي بكل تياراتها من الاسلاميين الى القوميين والبروغربيين، من الجناح اليميني البرجوازي المحافظ الى جناحه اليساري، جميعها مشتركة وباشكال وبدرجات متباينة في ادامة الظلم على المراة واستعبادها وهي قوى رئيسية عائقة امام تحرر المراة وتحقيق حقوقها ومساواتها الكاملة مع الرجل.
النضال ضد الظلم على المراة و اضطهادها، وقلع هذا الميراث المشين، للعهود البشرية الغابرة، من الجذور، باتت عمليا مرتبطة بشكل رئيسي بمدى تحول الشيوعية العمالية وتيار الاشتراكية العمالية في المجتمع الى قوة سياسية مؤثرة ومقتدرة.
ان مجرد ولوج منظمة حرية المراة، وبتلك الخصائص الراديكالية التي اشرت اليها، الى ساحة التحرير ببغداد هو خطوة مهمة اذ ان ذلك ليس مجرد مشاركة مجموعة من الناشطات في التظاهرات انما هو الاتيان بقضية اجتماعية وبنمط حل سياسي راديكالي الى الساحة، الى ساحة الاعتراض السياسي والاجتماعي في مدن العراق، هو التواجد جنبا الى جنب مع الشباب المتطلع الى الحرية، العاطلين عن العمل، والعمال والثوريين. من ينظر الى الساحة عن كثب يرى بان هناك قضية اجتماعية تعلن عن نفسها مداها ابعد من مدى الاعتراض السياسي العام ضد الاستبداد. السلطات اقدمت على جرائمها بوجه النساء المتظاهرات وهي على علم بذلك.
تحرر ومساواة المراة الكامل لا يمكن ان تتحقق في اطار الاعتراض السياسي العام في العراق والمنطقة، انها بحاجة الى تطور قوى الثورة، المضي بشكل ثوري وبثبات نحو الابعد نحو دعم قوى الثورة الاجتماعية للعمال. دور القوى الاشتراكية والشيوعية العمالية كامنة في انها رافعة راية التحرر الاجتماعي الثوري بكامل ابعادها فمن من يحمل قضية ابعد من قضية اطار الاصلاح البرجوازي يرى حليفه ومسنده في قوى الثورة الاجتماعية للعمال وهذا ما علينا نحن الشيوعيون العماليون ان نعلن عنه باستمرار ونقوى ونوسع قاعدة حركتنا باكبر درجات الحزم.
الهجوم على الناشطات النسويات ومنظمة حرية المراة هجوم على الحرية وعلى امر التحرر السياسي والاجتماعي في العراق. نحن الشيوعيون العماليون مستمرون في نضالنا الشيوعي والثوري ضد الحرب على المراة في المجتمع وضد افق وسياسات الاجنحة البرجوازية المختلفة بما فيها جناحها اليساري التي لا يربطها شئ بالماركسية والشيوعية والثورة الاجتماعية للعمال.