يصفونها بالعهر لأنها إمرأة!!



آيا الجوهري
2011 / 6 / 24

منتذ ايام ذهبت مع والدتي إلى إحدى السجلات المدنية في الأسكندرية
وقد آثار إنتباهي موقف أزعجني كثيراً
ليس الزحام أو روتين العمل في المكان هو من أزعجني
ولكن هو موقف قد يمر على الناس دون أن يزعجهم مثلما أزعجني

كان هناك رجُل وزوجته وأبنائهم الثلاث، كان الرجُل يستخرج بطاقة رقم قومي أو يقوم بتجديدها لا أعلم
لكن الذي فهمته هو أنه ينهي أوراق بطاقة رقم قومي، ولكن قالوا له أن هناك موظفة غائبة وهذا سوف يجعله يذهب
ليأتي في الغد ليستكمل أوراقه..
غضب الرجُل جدا من هذا ووقف يصرخ في الموظفين، ثم أخذ زوجته وأبنائه ليذهب وهو يسب ويهلل بصوت مزعج
وقال لزوجته "هيا بنا لأن العاهرة غائبة عن العمل اليوم" هو قال هذا بلهجة عامية والفاظ نابية اظن الجميع يعرفها

لفت إنتباهي ما قاله هذا الرجُل
لماذا نعت الموظفة التي هو لايعرفها حتى بهذه اللفظة؟؟؟!!
وقلت لو كان الغائب هذا موظف كيف كان سيسبه؟!
لماذا هذه السبة التي ينعتون بها المرأة؟؟!!

كلما أراد أحدهم أن يسب المرأة يسبها بهذه اللفظة، لمجرد أنها إمرأة
هل العهر يختصر بالأنثى فقط..
في اللغة العاهر هو من لا أخلاق له، إذا هو عاهر وهي عاهرة
ولكن لماذا لايصفون الرجُل بالعهر ويصفون المرأة فقط؟!

فالحقيقة أن الأمر مرتبط بالفكر الجنسي الذكوري الخاص بالمجتمع، لإاصبح كل هذا بديهيات كلما أراد أن يسب إمرأة
ينعتها بالعهر وكلما أراد أن يسب رجُل يقول له بأنه ليس رجُلا أو أنه إمرأة
شئ مضحك ومؤسف في نفس الوقت أن تكون المرأة كلفظة وسيلة ذم والرجُل كلفظة وسيلة مدح

وأن يكون تعدد العلاقات بالنسبة للرجُل شئ مثير للفخر، وتعدد العلاقات بالنسبة للمرأة شئ مثير للإحتقار!!
إذا العقدة ليست في الجنس ذاته ولكن في المرأة!! ليس إحتقار للجنس ولكن إحتقار للمرأة..!
فالأنثى لديهم عورة وآداة للجنس ومعيار شرفها ليس عقلها وفكرها وأخلاقها وصدقها ولكن معيار الشرف والأنحلال هو جهاز تناسلها
ودعموا فكرهم العنصري هذا بالدين ليضفوا عليه صبغة تقديس

التقدم والحضارة يدعمهم العقل..
والعقل لايقبل مثل هذا الفكر..
إذا لانقدم ولا حضارة بجوار هذا الفكر العنصري..

ولكن في النهاية
لاحياة لمن تنادي
:)