المجتمع الأمومي !!



شامل عبد العزيز
2011 / 6 / 26

في حوار بيني وبين صديقة تونسية ( أنيسة العرفاوي ) على صفحات – الفيس بوك – سألتني عن – المجتمع الأمومي – وهل كَتبتُ عنه سابقاً ؟ الجواب لا ,, سيدتي ..
المرأة شبيهة بالحياة يتمتع بها الرجال وشبيهة بالموت تقهر كل الرجال وشبيهة بالأبدية تحتضن كل الرجال / جبران خليل جبران / .
المرأة منذ الخليقة الأولى هي :
رمزاً للشهرة والشر لدى بعض الأمم , روح الخطيئة التي لا تتوانى في أن تفتك بجموع غفيرة من الأبرياء .
من جراء ذلك نجد الأقوال التالية بحق المرأة :
المرأة التي تهز المهد بيمينها تزلزل العالم بيسارها .
الشيطان ( يا مسكين ) ؟ يقول للمرأة : أنتِ نصف جندي وأنتِ سهمي الذي أرمي به فلا اخطىء , فنصف جندي " الشهوة " ونصف جندي الأخر " الغضب "
هناك من أراد بمكانة المرأة كمخلوق له كيانه وكرامته وتقديره " أنزله إلى منزلة الدواب "
رجعتُ لعدة مصادر فوجدتُ ان اغلب من كتب عن – المجتمع الأمومي – قد أقتبس عن الأستاذ فراس السواح في كتابه الموسوم - لغزعشتار , الألوهة المؤنثّة وأصل الدين والأسطورة – ومنهم الأستاذ حسب الله يحيى والدكتورة ريم منصور الأطرش وبعض أصحاب المدونات .. الخ .
الأستاذ فراس السواح يأخذ برأي ج . ج باخوفن في كتابه – الأسطورة والدين وحق الأم حسب قول الأستاذ حسب الله يحيى ..
المجتمع الأول كان قائماً على المبدأ الأمومي والذي هو :
مشاعة – عدالة – مساواة ( كانه شعار اشتراكي ديمقراطي ) ؟
مقابل المبدأ الأمومي هناك المبدأ الأبوي والذي هو :
تملّك – تسلّط – تمييز . ( كأنه شعار ديني دكتاتوري ) ؟
الأمومة توحد مع الطبيعة وخضوع لقوانينها بينما الأبوية خروج عن مسارها وخضوع لقوانين مصنوعة .
هل استطاعت الأديان بمسمياتها السماوية – الفضائية – الأرضية أن ترتقي بالمرأة كما هي المرأة في العصر الأمومي ؟
تقول الدكتورة ريم الأطرش :
لقد ورثنا المجتمع الذكوري من الديانة اليهودية التي اعتبرت المرأة وبالاً على الرجل وحقّرت من شأنها الإنساني ,, ومن المسيحية التي تطالب بخضوع المرأة للرجل لأنه رأس المرأة ,, اما في الإسلام فلقد اعابوا على الجاهلية بؤاد البنات إلاّ أن وأد المرأة مازال مستمراً في قهرها الاجتماعي والاقتصادي والفكري والروحي : إنه وأد من نوع آخر .
هذا الوأد حاضراً في العصر الحديث وخصوصاً في مصر بعد 25 يناير فقد صرح أحد قادة الإخوان بما معناه :
لا يجوز أن تكون المرأة في أعلى المناصب – رئيس جمهورية – لماذا ؟
لأن المرأة تحيض وبذلك تكون غير قادرة على اتخاذ قرارات مهمة لأنها في الحيض تكون ضعيفة ..
يقول الدكتور خالد منتصر في رّده على هذه الرأي :
حرب 1967 جميع الدول العربية التي شاركت في الحرب ضدّ إسرائيل , كان قادة تلك الدول ( رجال ) ولكن هزمتهم امرأة ( غولدا مائير ) ؟
حرب فوكلاند بين انكلترا والأرجنتين قادتها امرأة ( مارغريت تاتشر ) .
وانا أقول :
ألمانيا الحالية ( ميركل ) .
وسوف نتغاضى عن التاريخ .
هناك حديث يقول : لن يفلح قوم ولوا أمرهم امراة .
إذن ليس الحيض هو السبب بل الحديث النبوي الذي قاله نبي الإسلام ولكن الإخوان لا يخجلون .
نعود ل عشتار :
هي الإلهة عشتار – الأم الأكّدية – وريثة إنانا السومرية – إلهة الخصب والنماء .
يقول عنها الأستاذ حسن النجفي :
الإلهة التي عُرِفت عند الأقوام السامية باسم عشتار وعشتروت .
عند الأغريق هي أفروديت , عند الرومان فينوس .
عبادتها كانت سائدة في جميع حواضر العراق القديم ( بينما في العراق الجديد عبادة أشياء أخرى ) ؟
اختصت بالحب والحرب , عشتار هي ابنة إلهة القمر " سن " وحبيبة تموز .
أمّا عند لطفي الخوري :
عشتار ابنة أنو استناداً إلى بعض النصوص وابنة سن استناداً إلى نصوص أخرى .
كانت تُسمي نفسها : إلهة الصباح والمساء , اكثر الشخصيات شهرة في المجتمع الإلهي الآشوري / البابلي , هي التشخيص الإلهة لكوكب الزهرة .
تقول عن نفسها – كتاب جينس م . روبنسون :
أنا الأول وأنا الآخر ( بماذا يُذكركم هذا القول " هو الأول والآخر " ) ثم تقول :
انا البغي وأنا القديسة , أنا الزوجة وأنا العذراء , انا الأم وأنا الأبنة , أنا العاقر وكُثُرّ هم أبنائي , أنا في عرس كبير ولم اتخذ بعلاً , انا القابلّة ولم أنجب أحدّاً , انا سلوى اتعاب حّملي , انا العروس وأنا العريس , زوجي من أنجبني / انا أم أبي وأخت زوجي وهو نسلي ,,, لا اعتقد بأن جميع الأديان بكافة مُسمياتها قد خرجت عن هذه المفاهيم .
يسأل الأستاذ حسب الله يحيى ؟
السؤال المحيّر هنا هو : لماذا كانت هناك اديان عديدة أصلا إذا كان هدفها جميعاً هو – التوحيد – هل هناك اكثر من إله أم أنّه إله واحد ولكن ( اهل الأديان ) جعلوه أكثر من واحد ,,
الاسم البابلي لأول إلهة هو – عشتار – ( عيش الأرض ) ,, هي ربّة الحيياة وخصب الطبيعة – الهلاك والدمار – ربّة الحرب – في الليل عاشقة – في النهار مقاتلة – ربّة الجنس وسرير اللذة ,, هي من يسلب الرجال ذكورتهم ,, القمر المنير – ( ولدينا في الحوار قمر ) – كوكب الزهرة – هي النور – هي العذراء الأبدية – هي الأم المنجبة – هي البتول ( هناك اكثر من بتول ) ؟ - هي البغي المقدّسة – هي سيدة الأسرار –
تقول عن نفسها : انا ما كان وما هو كائن وما سيكون ( هناك معنى مشابه في النصوص الدينية " الإسلام " لهذا القول ..
عن النفري صاحب – المواقف والمخاطبات – والذي ينقل عته الأستاذ يحيى :
امر كان وأمر يكون وأمر لا يكون أبداً ,, فأمر كان – محبتي لك – وامر يكون – تراني – وأمر لا يكون – لا تعرفني معرفة أبداً ...
هناك اكثر من رأي حول المجتمع الأمومي :
إن التجمع الإنساني الأول لم يؤسس بقيادة الرجل المحارب الصياد بل تبلور تلقائيا حول – الأم – التي شدّت عواطفها وحدبها ورعايتها الأبناء حولها في اول وحدة إنسانية وتكاتفه هي – العائلة الأمومية – ( فراس السواح ) .
يبدو فعلاً أن الأصل هي الأنثى ..
هناك رأي مخالف ولكنّه ليس ذا قيمة :
هناك من يقول بأن الحقبة الأمومية هي أسطورة ,, لماذا ؟ لأن مجتمع الصيد لا يمكن للمراة ان تسيطر على زمامه .
لا ندري ؟
زواج هابيل من اخت قابيل والعكس ( هذه الأسطورة ) مُستمدة من العصر الأمومي حيث كان الزواج في ذلك العصر بهذه الطريقة .. ثم تطوّرت مفاهيم الزواج بعد ذلك حسب تطوّر العصر .
ختاماً مع هذه النكتة :
اربعة رجال مسيحيين و امرأة مسيحية جالسين يتناولون القهوة فقال الأول لاصدقائه


(أبني قس و لما يدخل اي مكان الجميع ينادوه (يا أبونا)
فقال الثاني و أنا أبني مطران و لما يدخل اي مكان الجميع يقولون له
( يا صاحب النيافة )
فقال الثالث أنا أبني كاردينال و عندما يدخل اي مكان الجميع يقولون له
( يا صاحب السماحة)

فقال الرابع أما أنا فأبني هو البابا و عندما يدخل اي مكان فالجميع يقولون له
(يا صاحب القداسة )
و خلال ذلك كانت المرأة الوحيدة بينهم تحتسي قهوتها بصمت و لكن الرجال
الأربعة قالوا لها بخبث حسنا و انتِ ؟

فأجابتهم بفخر
أنا عندي بنتي رشيقة و طويلة
و قياس صدرها
إنج وقياس خصرها 24 إنج ووركها قياس 34 أنج 38 D

و من تدخل إلى اي مكان فالجميع يقولون لها
"Oh My God."
/ ألقاكم على خير / .