.....وعي المرأة إلى أين



فرات إسبر
2004 / 11 / 17

الحقيقة لم أفكر يوما بكتابة أي موضوع يتعلق بحجاب المرأة كوني بيقين بأن الكتابة أو عدمها لن يغير أي شئ في الموضوع ، ومن خلال صداقتي ومعرفتي العميقة بصديقات محجبات ومرغمات على ذلك بالضغط من خلال الأب والزوج والأخ وذلك باعترافاتهن لي ،ولكن كن يعوضن هذا بكميات كبيرة من المساحيق والشارع العربي يشهد هذه الظاهرة .
مما دعاني لكتابة هذه المادة ما طالعته أهم الصحف النيوزلندية The New Zealand Herald
حول استدعاء سيدة أفغانية للشهادة في دعوى احتيال أمام القضاء النيوزلندي وكان الموضوع أيضاً مثار جدل ونقاش في البرلمان النيوزلندي .
الشهادة حق وواجب إنساني و إلهي ودليل إثبات للإدانة أو البراءة تتعلق بها حياة إنسان ما ومصيره وسمعته وكل ما يتعلق به ، ولكن المشكلة في المدعو للشهادة بحكم القانون .
إنني لا أتصور قاضيا يحترم مبادئه وقوانينه أن يقبل شهادة من شخص لا يظهر من وجهه سوى العيون ،كون السيدة ترتدي البرقع" Burqua.
وفي سياق ذلك أثير جدل ونقاش وطلب القاضي من السيدة "فوزية…. " الكشف عن وجهها للشهادة أمام هيئة المحكمة ولكن السيدة التي دعيت لشهادة الحق أمام الله و القضاء أبت واستنكرت واعتبرت أن ذلك مشيناّ لها وللإسلام وقالت "إذا أنا كشفت عن وجهي سأكون في مشكلة مع الله ،إنني أفضل أن أقتل نفسي ولا أكشف عن وجهي ".
ولكن هل الله تعالى يقبل هذا منا نحن المسلمات ؟
لقد خلق الله المرأة وجعل فيها السمع والبصر والفؤاد والجمال والأمومة وكل مفاتن الطبيعة ولكن مع الأسف كل هذه الهبات العظيمة معتقلة ومحاصرة ومقيدة بقوانين وأعراف وتفسيرات لا تمت بصلة إلى ما منحنا إياه الله الخالق العظيم و مازلنا من السلف إلى الخلف لا نفهم ولا نحترم هذه الهبات العظيمة ولا نعمل في تنوريها وفتح الأضواء أمامها بمدى الرؤية التي منحنا إياها الخالق .
للدول شرائع وعادات وأحكام وقوانين علينا احترامها وخاصة في مواقع حساسة كالقضاء، وهذا الموضوع ما أثار أعضاء هيئة الدفاع الذين أبدوا استياءهم من هذه الحالة مبررين ذلك بأنه على الأجنبي الغريب الذي يدخل بلادهم احترام قوانينهم وأن ينسجموا مع روح العصر والظروف التي يعيشها الإنسان اليوم .
هذه ظاهرة من الظواهر التي تعاني منها الدول المستقبلة للمهاجرين .
إلى أين نمضي بإسلامنا وماذا نفعل به ؟!!
أليس الإسلام حضارة وعلم وثقافة ؟
أليس الإسلام تطور وتفقه وإيمان بالعلم والأفكار وبما يلائم روح العصر .
ولكن أي عصر هذا ؟
هل كانت المرأة المسلمة التي عاشت في عصر الرسول تمتنع عن الشهادة وقول الحق إذا ما دعيت لها كما صرحت السيدة فوزية .!!!؟
وماذا يضير هذه المرأة إن كشفت عن وجهها؟
ومن الظواهر الغريبة المحزنة فتيات صغيرات لا تتجاوز أعمارهن السادسة يرتدين الحجاب قبل الدخول إلى المدارس وعلى حد وعي الأهالي بأنهم يحصنّون بناتهم من الانحراف والمشي في الصراط المستقيم في مجتمعات لا تفكر بنا أصلا ،ونحن نشكل عبئاً عليها وكل تصوراتها عنا بدون استثناء بأننا هاربون من حياتنا لأننا كنا ولا نزال نعيش تاريخا من القهر والكبت والظلم وما خروجنا من دولنا إلا تأكيد لتصوراتهم عنا .
قضايا كثيرة وعقول صغيره عسى الله أن يخفف وطئ الكارثة .
رحم الله قاسم أمين الذي دعا إلى تعليم المرأة ، إنني اذكره دائما بابتسامة تعيدها لي صديقتي التي كانت تلعنه كل ساعة لانه فتح وعيها على أشياء كثيرة .
كانت تقول لي : لو بقينا في بيوتنا أليس خيرا لنا ممن نراه ونسمعه ونعيشه .