أباء أمرأة ,,,وخسة رجل



علي الشمري
2011 / 8 / 7

((أباء أمرأة ,,,وخسة رجل))
في ثمانينات القرن الماضي ,وتحديدا مع بداية الحرب العراقية الايرانية,حدثت الهجرة للعراقيين كما يعرفها الجميع,من الذين سفرهم صدام بحجة عدم أمتلاكهم الجنسية العراقية ,وقسم اخر هرب بجلده تخلصا من المشاركة في مستنقع قادسيته.والنوع الاخر ما تبقى من بقايا الاحزاب التي عمل صدام على تصفيتها باساليبه القمعية المعروفة,واستمرت الى نهاية التسعينات,حيث فرض الحصار على العراقيين , وشحة وأرتفاع أسعار المواد الاساسية والضرورية
فكان هناك الكثير من الكوادر العلمية واساتذة الجامعات والاطباء والمهندسين ,ممن فكروا بمغادرة العراق والرحيل الى دول الشتات وبحثا عن الامن والاستقرار,والحفاظ على كرامتهم التي أصبحت غير مصونة في العراق بفضل نشاط زبانية حزب البعث بتسخير كل امكانيات العراق المادية والبشرية من اجل قادسية صدام المجنونه(كل شئ من أجل المعركة).
أحد اساتذة جامعة بغداد قرر الرحيل والاستقرار في أنكلترامع زوجته العراقية وهي تحمل الشهادة الجامعيةالاولية,وبقية اطفالهما بصفة طلب اللجوء الانساني,طالب اللجوء كان يحصل على مساعدات مالية تستقطع من اموال عائدات النفط العراقية المخصصة لبرنامج (النفط مقابل الغذاء)الذي فرضته الامم المتحدة عقب حرب الخليج الثانية,وتقطع المعونة بعد ان يتم توفير عمل لطالب اللجوء,وكان في وقتها يخصص في أنكلترا لكل فرد 57 باون في الاسبوع ,
هذه المرأة العراقية ولما تمتلكه من اباء للنفس وقيم عراقيةأصيلة رفضت العيش على ما مخصص من مساعدات مشوبة بالذلة رغم كونها اموال عراقية ,وقررت التفكير جديا في عمل مجزي لها ,رغم عدم توفير الامكانات لها,فقررت ان تذهب الى مدير البنك في المدينة التي تسكن فيها وقد حملت معها 5أرغفة من الخبز العراقي بعد أن عملته في بيتها ,وعرضت على مدير البنك أقامة مشروع لصناعة الخبر العربي وطالبت بتموينه من الاموال اللازمة لشراء فرن وجلب عمال ,ومن خلال قوة شخصيتها وأصرارها على العمل لانجاح المشروع وتفائلها بان الجالية العربية كلها سوف تقدم على شراء الخبز ,أقتنع مدير البنك بأفكارها وقدم لها مبلغ ما يعادل 150_180 ألف دولار لاقامة مشروعها,وفعلا انجزت مشروعها وبعد مرور عام سددت القرض بكامله الى البنك
مواصفات مدير البنك وقدراته التي أهلته لان يكون بأستحقاق وجدارة مديرا للبنك وتتمثل في أنه
1_استطاع ان يدرس وبسرعة فائقة الجدوى الاقتصادية من المشروع وما سيوفره من خدمات للمواطنين و تشغيل عدد من العمال .
2_ما يتمتع به من حس مالي وحسن التصرف في حركة الاموال.دون الرجوع الى مرجعيته الوظيفية ,بل أستند على ما يمتلكه من صلاحيات قانونية تجعله يحسم الامور دون أخذ ورد.أو تعقيدات روتينية .,
3_فراسته في دراسة نية صاحب المشروع ,دون طلب ضمانات مقابل تقديمه مبلغ القرض,.وتحمل خطورة تقديم المبلغ,لانه كان على قناعة تامة بنجاح المشروع.كون الشخص المطالب بالقرض هو جاد في العمل ومصمم على انجاحه
هذا على مستوى مدير بنك ,فلو أجرينا مقارنة بسيطة مع قادة العراق الجديد ,نجد أنهم لا يستحقوا وظيفة منظف ,أو حدقجي.فنجد الكثير من وزرائنا قد هربوا مع المبالغ المخصصة لوزاراتهم,ونجد الكثير من مدراء البنوك قد عجلوا في حركة السيولة النقدية المتوفرة لديهم لنقلها الى بنوك خارجية ,و كثيرا من الوزراء يوقعون ويدفعون مبالغ لشركات وهمية,
والكثير من شركات الاستثمار قد غادرت العراق بسبب الاجراءات الروتينية التي تطلب منهم ,بالاضافة الى مطالبتهم بالعمولة مقدما ,
اما بالنسبة الى الشق الثاني من عنوان المقال ,فهناك الكثير ممن كانوا يعيشون لكل السنوات التي قضوها في دول الشتات على الاعانات المالية من تلك الدول كونهم عاطلين عن العمل وفضلوا ان يعتاشوا على الصدقات والاعانات,نجد منهم الكثير من أصبح من قادة العراق الجديد وأخرون أعضاء في البرلمان العراقي ,ويستلمون اضخم الرواتب والمخصصات في العالم ولكنهم لا زالوا يحتالون على الدول التي كانوا فيها ولحد اليوم يستلمون اعانات اللجوء الانساني. .,فما بين أباء أباء المرأة وخستهم بون شاسع ,ورغم هذا فقد عملوا على تهميشها وعدم انصافها ومساواتها ,في حين كلا الجنسين عانوا نفس المعاناة من الغربة والتهجير ,
انهم على ما يبدوا لن يفقهوا ولن يتعلموا في سني غربتهم ,بان رقي الشعوب يقاس بأحترام المراة ومساواتها ...........