كابوس المرأة في ظل العراق -الجديد-



عبدالوهاب حميد رشيد
2011 / 8 / 13


ترجمة: عبدالوهاب حميد رشيد

في تقرير للأمم المتحدة صدر يوم الاثنين من قبل المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان OHCHR وبعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (UNAMI،
أن حالة حقوق الإنسان في العراق لا زالت هشّة fragile، في ظروف التحديات الضخمة التي تلوح في الأفق باتجاه التحول والخروج من مأزق الصراعات الطويلة لفترة عقد من الزمن تقريباً. وهنا يؤكد التقرير على استمرار ظاهرة التعذيب وسوء الممارسات القضائية.
ويدعي التقرير مقتل 2953 مدنياً العام 2010 من قبل المتمردين والجماعات الإرهابية. وفي مثل هذه الظروف غير المستقرة، فقد أكد التقرير على أن الفئة الضعيفة من النساء والأطفال يعانون بدرجة أكبر من هذه الانتهاكات.
وفي حين هناك شيء من التحسن في بعض مجالات حقوق الإنسان، تبقى هناك تحديات كثيرة، بل وفي بعض المناطق صارت وضعية هذه الحقوق أكثر سوءً العام 2010 مقارنة بسنوات الحرب التمزيقية السابقة.
وبصفة خاصة، فقد تراجعت مستويات ومعايير حقوق المرأة.. والمرأة تُعاني من العنف على نطاق واسع، لا سيما العنف المنزلي،" وفقاً لـ Rupert Colville- المتحدث باسم مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان لوكالة IPS.
هناك قدر ضئيل من التشريعات المانعة لحدوث هذه الجرائم (ضد المرأة). بل أن القانون الجنائي في العراق يكاد يُشجع هذه الجرائم. وهناك حاجة لتشريع قوانين في المنطقة ضد العنف المنزلي،" وفقاً لـ Colville.
كذلك خضع التعامل مع الأقليات لتغطية واسعة في التقرير. قال سامر المسقطي Samer Muscati- باحث في منظمة مراقبة حقوق الإنسان- لوكالة IPS: "عانت الأقليات بدرجة عالية منذ الغزو/ الاحتلال 2003، وأصدرنا تقريرين مماثلين، كما فعلت منظمات حقوقية أخرى."
وأضاف بأن: "الأكراد والمسيحيون والفرس هم بين الجماعات الأكثر استهدافاً، في ظروف انعدام الأمن وتصاعد التطرف الديني (التطرف الطائفي والعرقي). كما أن هذه الجماعات، كذلك، محل استهداف عصابات إجرامية لقناعة هذه العصابات بأن الناس في هذه الأقليات يملكون ثروة ضخمة."
جريمة قتل برهم لؤي عبدالملك بعد خطفه، رغم أن عائلته دفعت فدية قدرها خمسة عشر ألف دولار، هي مجرد مثال واحد يقدمه التقرير لهذا النوع من النشاط الإجرامي في البلاد.
ووفقاً للتقرير، فإن المشاكل الرئيسة تتجسد في تلوث تنفيذ القانون وإقامة العدل في العراق، لاسيما احترام الإجراءات القانونية والحق في ضمان محاكمة تتسم بالعدل.
في حين كان هناك بعض التحسن في الظروف الوحشية داخل العديد من مراكز الاحتجاز والسجون في العراق، لا تزال أخبار حوادث التعذيب والقسوة منتشرة في الصحافة العالمية وعلى نطاق واسع. "إن الاعتماد المفرط على الاعتراف لإصدار الحكم بالإدانة، يخلق المناخ المشجع لممارسة تعذيب المعتقلين،" حسبما ذكر التقرير.
أشار التقرير أيضاً إلى أن "انتشار الفقر، الركود الاقتصادي، قلّة الفرص، التدهور البيئي، وغياب الخدمات الأساسية.. تقود بمجموعها إلى غياب حقوق الإنسان وتشكل انتهاكات واسعة لحقوق قطاعات كبيرة من السكان." وغالباً ما يتم التغطية على هذه الانتهاكات، وعلى نحو دعائي ضخم، بذريعة الإرهاب والتمرد.
وفي التقرير كذلك، إشارة لانتخابات مارس 2010 المشكوك فيها والتي تلتها فترة تسعة أشهر من الجمود السياسي، كحالة واحدة من المشاكل الخاصة بالحقوق العراقية.
"ويُعتقد أن انعدام الاستقرار هذا محل تغذية مستمرة، وساهمت في خلق درجة من الخمول فيما يخص تنفيذ الإصلاحات وغيرها من التدابير الرامية لضمان توفير وحماية حقوق الإنسان للشعب العراقي،" وفقاً للتقرير.
كما قال Colville لوكالة IPS، "إن التقرير يحتوي على نتائج مختلطة لكنه يتضمن حصيلة أفضل قليلاً من تلك التي وردت في تقرير 2007-2008، رغم أن ما هو وارد في التقرير الحالي يعبر عن محصلات مروعة."
وأضاف: "نأمل أن تعمل الحكومة على معالجة قضايا أخرى، مثل استخدامها الصارم لعقوبة الإعدام التي تعبر عن ضعف نظامها القانوني.. وهذا يعني أن هناك خطراً يتمثل في أن يتم قتل الكثير من المدنيين الأبرياء كل عام."
من جهة أخرى، قال المسقطي- مراقبة حقوق الإنسان- "إن العراق بحاجة إلى مساعدة المجتمع الدولي لتحسين ظروف حقوق الإنسان.. الناس بحاجة أيضاً للتعبير عن أنفسهم بحرية، وأن يكونوا قادرين على مساءلة الأشخاص المذنبين، وكذلك صحافة حرة تماماً للمساعدة في هذا الشأن.. وهذا من شأنه أن يجعل حصول الظلم أكثر صعوبة.."
وفي سؤال للوكالة فيما إذا كان هناك أي أمل واقعي لتحسن الوضع، أجاب المسقطي: "آمل ذلك، ولكن من الصعب القول عن أي نوع من الأمل نتحدث ومدى واقعيته، بخاصة وأن الوضع يزداد سوءً حالياً وبطرق متعددة.. السؤال غير قابل للجواب- بخاصة في ضوء تأثيرات انسحاب القوات الأمريكية من العراق- على المرء أن يأمل. لكن مستقبل العراق يمكن تخمينها من قبل أي شخص."
مممممممممممممممممممممممـ
"New" Iraq a Nightmare for Women, Minority Groups,By Denis Foynes,uruknet.info, UNITED NATIONS, Aug 9, 2011 (IPS).