الدكتاتوريات الثلاثة في حياة المرأة الكردية



جمشيد ابراهيم
2011 / 8 / 14

نعم كانت و لا تزال تتباهى بعض الكتابات الكردية بحرية المرأة الكردية بالمقارنة مع نظيرتها العربية و التركية و الفارسية و لربما لهذه الكتابات التي كتبت بالمناسبة بقلم الرجال بعض الصحة اذا رجعنا الى الوراء اكثر من نصف قرن و لكن حريتها كانت تقتصر فقط على اشياء ثانوية نسبيا مثل الخروج بدون حجاب او حتى الجلوس في المقاهي. في الحقيقة لم يكن وضع المرأة الكردية افضل من نظيراتها ابدا بل بالعكس كانت حياتها و لا تزال اصعب و اسوء من نظيراتها في بلدان كثيرة.

تقاوم المرأة الكردية منذ ولادتها دكتاتوريات مختلفة وعلى جبهات مختلفة. فهي اولا و بحكم هويتها الكردية تعاني من حالة نفسية قاسية لانها معرضة للتفرقة العنصرية في البلدان التي تعيش فيها و لا تستطيع تمثيل بلد معين و التكلم بلغتها حتى اذا سنحت لها الفرصة لتمثيل (بلدها) لانها ليس لها بلد تمثلها. فهي تستطيع فقط ان تلعب دورا ثانويا و تظهر بجنسية اخرى مما يؤدي الى ترك جروح عميقة في نفسيتها و شخصيتها. و لكن لم تعاني الكردية الويلات من سياسات الدول العنصرية ضد الحركات الكردية التحررية فحسب بل قاست ايضا من الحركات الكردية نفسها. فهي تعرضت للطرد و الاغتصاب الجنسي و قتل اولادها و زوجها من الجانبين لتقضي بقية حياتها كارملة في محيط شرقي اسلامي قاسي.

فالدكتاتور الاول في حياتها هو ابن بلدها الذي لايزال يتحلى بعقلية عشائرية متحجرة لا يؤمن بحرية المرأة حتى اذا نطق بها اما الدكتاتور الثاني في حياتها فهو الدين الاسلامي الذي سلب منها انوثتها و حريتها واخضعها للرجل منذ فترة طويلة لتسلمها الى الدكتاتورية الثالثة التي هي القومية العنصرية التي اغتصبت اراضيها و هويتها معا.