صدقّ أو لاتصّدق مراكز تنمية وتاهيل المرأة العراقية بملياري دينار!



عزيز الحافظ
2011 / 9 / 26

في العراق اليوم تجد من مثاليات العمل السياسي الترقيم وفلسفة ذاك هو ذكر مايبهّر النفس العراقية المتشوقة لتقدمٍ مامول في حياته اللارقمية والمبنية على التصبر والتحسّر والإنتظار.. تقرأ رقم الميزانية القادم المهول فتظن سنشتري كوكب المشتري وزحل وجزء من القمر! بينما تكافح المرأة العراقية الباسلة الرابطة الجأش لكي ترّقع حياتها اليومية القاسية بحصة تموينية بائسة وراتب زوجها الذي يذوب كالملح في الماء فكيف لو كانت أرملة وذات أيتام ولامعين ولاراتب شبكة إجتماعية بائس؟ سقتُ المقدمة مرغما لإني قرأت؟ أن مجلس محافظة بغداد اطلق قنبلة رقمية عن مبلغ اكتبه قبل تسطير المشروع المتعلّق بالمرأة العراقية وهو مليارا دينار عراقي! {{ كلفة مشروع مراكز تنمية وتأهيل المرأة العراقية}} وبمهنية الخبر والغموض الذي يلازم تغطيته وجدت مع كلمة مراكز وهي جمع تكسير كما اظن أن هناك مركزين! الاول في الكرخ والاخر في الرصافة.. فربما سيفتتح له فروع في المحافظات ويكون جمع التكسير قائما للتحقيق ربما.. وبين الخبر السار مع إن توقيته التنفيذي سيتعكز على ميزانية عام 2010 القادم، ان مراكز التأهيل المنوي تشكيلها او إفتتاحها أو إستحداثها ،ستجذب النساء من خلال الاشتراك بشتى البرامج وورش العمل لتنمية مهاراتهن المهنية وتطويرها , وأن هناك تعاونا كبيرا بين مجلس محافظة بغداد ووزارة المرأة لتنفيذ النشاطات والمشاريع التي تصب في خدمة ومصلحة شريحة النساء في بغداد".وعند تحديد المدن لماذا بغداد فقط؟ الجواب عند مجلس المحافظة الذي دعا جميع المؤسسات والجهات للاشتراك في دعم وتنمية مشروع مراكز تأهيل المرأة؟! مع إن مبلغ المليارين كبداية مبلغ جيد فلماذا طلبوا دعما إضافيا؟ وماشكل الدعم ونوعيته وبرامجيته وهل هناك خطط معينة وبرامج حقيقية وموجودات كأساس للتشكيل ام هو مشروع ورقي دعائي إعلامي مادامت الميزانية القادمة الآن في تنّور التمحيص الحكومي ولم تُقّر ولم تُرسل للبرلمان أصلا؟ هذه الفكرة حتما ستنال دعما بالإستعانة ب منظمة الأمم المتحدة والتنسيق معها لخبرتها وتجاربها الدولية هو افضل من التنسيقات المحلية التي ترّكز ليس على الجوانب الإنسانية لان الشيطان موجود في التفاصيل بل على المنفعية التي تُفرغ المشروع من محتواه مع إنه سيشكل نقلة نوعية في حياة النساء العراقيات الصبورات ويحفظ كرامتهن بالعمل الدؤوب فهل يرى المشروع النور؟ بعيدا عن التشاؤم القاتم الذي ترسمه مسارات الأحداث في الوطن الجريح نتمنى ذلك.