الى الخالدات/



عبد الرضا حمد جاسم
2011 / 10 / 7

نجــــــــــــــــــــــــــــــــلاء
كانت رائعةٌ...فارعةٌ زهراء*
جميلةٌ رشيقةٌ فيصاء*
خريفيه...يعلوها بعض عناء
من جبينها يشع ضيــــــاء
دعجاء*...يشع من عيونها ذكاء
صادقه...بلهاء*
لصدقها أصداء في الأرجاء
ألحق في صلبها والأحشــــــاء
والذوق في خشبها واللحــــــاء
ترعرعت في روضةٍ غناء
بقبور النجباء
في مدرسةٍ...في أرضٍ بطحاء...فيحاء
كل صباح تؤم أبرياء
قبل الابتداء تخلع ما يرمز إلى رداء
تَتَيّمْمْ...لا تسرف بالماء
قٍبلتُها الفقراء
وصًلاتُها عًمًل صالح
لاسجود وركوع ودعاء
تسبيحها أخلاق
بمسبحةِ حّباتُها مآثر لفلاسفةِ و شعراء
سَمْتْها الحقيقة نجلاء ذات الرداء
تبدأ يومُها بخير الأسماء
للأموات...فكل أمواتها شهداء
ثم تعّرجْ على الأحياء
تقدم فيهم إطراء
تعدد مناقب الشرفاء
فِداء....نِداء.....وفاء....ضياء
تصف بدقه مواقف الأصلاء
علاء...هناء...صفاء...انباء و سماء
دًرْسُنا اليوم يا أوفياء
قالت نجلاء
معنى
أصدقاء...دخلاء...فقراء...أغنياء...أغبياء واثداء
بصدقٍ و حبٍ و رجاء
قالت الشيماء ذات الرداء
ما معنى تلك الكلمات
قالوا... هي أسماء كالأسماء
قالت....فيها صفات للأسماء
كان بريء اسمه براء
ياسيدة ألإباء
يا أخت الأجلاء الشرفاء
سلطي بعض الأضواء
على عكس صفات الأسماء
منذ القدماء
الأعداء عكس الأصدقاء
الدخلاء عكس الأصلاء
ألفقراء عكس الأغنياء
الأغبياء عكس الأذكياء
ولانعرف عكس الأثداء
ارتبكت نجلاء ذات الرداء
فاجأها براء
عَرِفَتْ للتو..أنَ للكلمات إن صمتت جفاء
لاينفع فيه توسلٌ أو رجاء
صاحت كما أرخميدس وجدتها
يا للغباء
وبجرأة و وضوحٍ و صدقٍ و إصرارٍ و جلاء
الجوع قالت نجلاء
الجوع...ثم الجوع...ثم الجوع....يا براء
ألجوع يجفف الأثداء
ويمنع عن الطفل الغذاء و النماء
قالت آلاء: الجوع يعني جياع
وهولأء فقراء عكسهم الأغنياء
هل هم من يجفف الأثداء؟
صاحت سيدة الأدباء
لا...لا...لا يا أصدقاء
فالغِنى...رخاءٌ و هناء
وجهدٌ و عطاء
وبذلٌ بسخاء
أساء له بعض الأغبياء ألسفهاء
قال الأوفياء: لطفاً فسري يا أخت ألموسومين بالشقاء
قالت حسناً
من يكتب على ألسوداء
هب بهاء
صاح الأوفياء
نقاء...سناء...لِقاء و دُعاء
أُكتبْ
فقراء...أغنياء... أغبياء ثم أثداء.....يا بهاء
تزاحمت في مخيلته الأشكال
والأفعال
والأقوال والأفكار و الآراء
هيا قالوا أُكْتُبْ
فالسوداء مشتاقة عذراء
حسناً قال بهاء
اغمضوا وتظاهروا بالإغفاء
رسم بهاء ثدياً بحياء
وفمٌ و كفوف وجيب ينتهي بوعاء
وتحت الكفوف كتب أغبياء
داخل الثدي رسمَ ثلاثةَ أنصاف حلقات
خضراء...حمراء...و مجعدةً صفراء
وخارج الوعاء ثلاث وعاءات بيضاء....صفراء و سوداء
وللأكف ثلاثة حركات أخرها حمراء
و بين الحلمة والجيب والوعاء حيةٌ رقطاء
صاح بهاء
أنظروا بصمتِ ثم أغمضوا يا احباء
عاد بهاء للسوداء
من الثدي ترك المجعدة الصفراء
ومن الوعاء السوداء
و مِنْ الكفوف الدامية الحمراء
انظروا...بألمٍ صاح بهاء
صُدِمَ الأبرياء ...والنجلاء خرساء
منهم من بكى...جفت الأثداء فلا غذاء
ومنهم من دبت في وعائه من الامتلاء هوجاء
منهم من التصفيق تقاطرت من كفوفه ألدماء
قالوا:
انتشى الأشقياء الأدعياء تجار السوق السوداء
عصابات ألنهب والسلب والثراء والرياء
دبت في الصفوف ضوضاء
هدوء...هدوء..قالت نجلاء
هذا تصورٌ اطلقه بهاء
فكروا وكونوا حكماء
قال الأبرياء:
يا أخت المُتْخًمينْ بالجوع والوباء
جففوا الأثداء ......بغباء
وبطون الفقراء....خواء
سرقوا الماء. .والكهرباء والدواء
تداركت الموقف نجلاء


يا أوفياء....بهدوءِ ونقاءِ وصفاء

فكروا...حللوا كي تكونوا سعداء
ليعم الأرض هناء
فأنتم أبنائهم
أبناء ألفقراء والأغنياء
الأغبياء و الأذكياء والأدعياء
وهذا شر بلاء
اعلموا...أنْ ...
لا رخاء بدون إخاء وجد وعطاء
لا دواء...بدون بحثٍ وإنتاج وإنشاء
لا سعادة...بدون حبٍ وصدقِ ووفاء
لا حياة...بدون ماءٍ و هواء
لا بقاء
بدون تسامح وتقدير واجتهاد وعطاء بسخاء









بلباقةٍ ورجاء طلبت النجلاء
أن تعاد السوداء عذراء
ليُسَطِرَ عليها الآتين كما سطر الماشين
عن بطةٍ عرجاء
تركت إ مضاء
على بعض الأعضاء
عن ألمٍ حل في الأمعاء
وفي الأرجاء
تكاثر فيه الصياح والعواء
وتَنَقَلَ فيه الطيب الإنسان من عزاءِ إلى عزاء
في ليلةٍ هم... مَنْ سواها ليلاء
لقمرها ونجومها ألبعض أساء
كما وصلت أنباء إلى الأبناء من الإباء
ستصل حتماً إلى أبناء الأبناء
يأصدقاء
اكتبوا في دفتر الإملاء والإنشاء:
كانت حوراء
حسناء سمراء شقراء رسموها كاحلةً عوراء
كانت أفياء لنخيلٍ وحناء
وكانوا ادٍلاءْ أذٍلاءْ
سّطروا في ختامها إهداء
باستهزاء....وازدراء
صابها إعياء
فقالوا هذا وقت مساء
وسكرٌ واسترخاء
وبكاء واستجداء
فتكالبوا وصابهم من بعضهم بلاء وشقاء
حتى تشرق ألشهباء
وتهرب ألخفافيش
وتظهر واضحة الأحشاء
فكان صوت ....شاءَ
فتسرب المدّعين بالحق ألشخصي بالباطل للأشلاء
صاح من بين الأبرياء
لِقاء
يا سيدة الطهر والنقاء
حيرَني إيحاء
هل نحن لقطاء...؟
دخلاء... بُخلاء... في ليلةٍ عتماء
ظلماء علينا ثقيل غِطاء
هل نحن أسوياء؟
نقف لبعضنا بالسراء والضراء
هل الحق في عزاء؟
من تأثير الاغراء والإغواء
هل مَنْ على قشرة الأرض صمٌ نزلاء؟
هل نحن حتى نكون
لا بدَ من إخلاء...وتشريد وتهجير ومديحٌ وهجاء
ألا يجب أن نحتكم لعدلٍ وقضاء؟
قالت نجلاء...
فكروا جيداً بما قاله لِقاء
سادت لحظةُ صمتِ كسرتها علياء
يا أخت الحلاج واخوان الصفاء
إنْا في خرابِ للناس و التراب
يقبض البعض دون عناءٍ أو غطاءٍ أو عَطاء
ينفرون خفافاً وثقالاً إلى بطحاء
في الصيف والشتاء
في ارضٍ قاحلةٍ يسوقهم أدعياء
هلا تركتي لربكِ ألآلاء
وشرحتي .....ماذا في كربلاء؟
حتى يًؤمُها هؤلاء
وهل من شيء عن عاشوراء؟
أجابت...بحذرٍ ودقهَ كالعادة ذات الرداء
كربلاء......مدينهٌ أسيء فَهمُها
ككل مدن ألعراق
عطشى.... حدودها نهرٌ وصحراء
كربلاء...منارةٌ فكرٍ وفاء
كما الحدباء والعجيبة سامراء
مدنٌ لم يكن مَنْ مروا بها فيما بينهم رُحًماء
مات فيها ثائرٌ.....أريد له و لأهله الفناء
لم يمت كي تُقْطَعْ الصحراء لعزاء
أرادها ثورةٌ عرماء
ورايةٌ ناصعةٌ بيضاء
في قبورهم يفرح الشهداء
لو أنتشر في الربوع النماء... وتعالت أسطح البناء
لا أن تُخْدَشْ الأسماع بأصواتِ جُهلاء
وتكون تلك البقعة الخِصْبْ خرقاء
تحوم حولها عصابة حمقاء
كربلاء
أرض ثائرين رفضوا الذل بإباء... نُصْرًتاَ للضعفاء
وكشف زور إدعاء
هذه كربلاء
رمضاء..غبراء تعمدت بالدماء
في عاشوراء
مدينةٌ...كغيرها
لا تريد سجون الحزن واللطم والبلاء
تريد رياضِ حبٍ غناء.... تريد بناء
تعرف من عمقها
موجات الحزن أن هبت
كما موجات الجراد
جرداء تصبح الخضراء
*زهراء: يميل بياضها الى لون القمر
فيصاء : طويلة العنق
دعجاء :عينيها شديدة السواد و مقلتها واسعه
بلهاء :كريمة