جائزة نوبل ل ( السيّدة بدور)



فرياد إبراهيم
2011 / 10 / 16

جائزة نوبل ل ( السيّدة بدور)

بقلم: فرياد إبراهيم

أنها ظاهرة حقيقية عجيبة.
كل كاتب سياسي و مفكر أو أديب هاجم الاسلام وعدّه عدوا للإنسانية علانية وعلى الملأ وأعلن شفهيا او تحريريا أنه مصدر الشر والعدوان والإرهاب نال الشهرة والتمع اسمه بسرعة البرق والبراق.
وان استطاع وان عثر في مخزون التاريخ أو التراث على حدث أو واقعة تؤكد تورط الاسلام في قتل عام أي جينوسايد لملأ بهذا الكشف العالم ضجيجا واعجابا وبخاصة العالم الغربي.
ولو بلغ به الأمر الى سب الإسلام والإنتقاص من القرآن ومؤلفه جهرا إلى حد انبرى فيه بعض المتشددين متشدقا بالتهديد والوعيد الى حد خشي صاحبنا " اللميع" هذاعلى روحه ولم يأمن على روحه ولم يخرج من داره الا محاطا بالحماية المشددة او هرب طالبا اللجوء والحماية في امريكا او الغرب فقد الحق نفسه بالقائمة المرشحة لجائزة نوبل للسلام فورا.
فلا داع اذن للسهر لنيلها بعد الان. أن بلوغها لأسهل مما يظن المرء العادي مثلي.
وأول من نال الحظوة على طريقة ( فضِّح الاسلام ثم احط نفسك بالحماية تنل السلام والشهرة والجائزة) هو الكاتب التركي المغمور: أورهان باموك. اعلن في صباح يوم ربيعي جميل انه اكتشف ان العثمانين ملطخة أياديهم بدماء الآلاف من الأرمن. وهل يخفى القمر؟ّ!!!! وهل هذا بخاف الا على الجحوش والحمير؟!
والآخر هو الكاتب الروائي المصري : نجيب محفوط التي لا تعالج رواياته في مجملها سوى مواضيع تافهة هامشية تجري احداثها في أروقة القصور المعتمة والبارات وبيوت العاهرات والكباريات فيما لو استثنينا له رواية واحدة سخر فيها من الاديان الثلاثة الرئيسة وهي رواية: أولاد حارتنا. ولولا التهديدات التي تلقاها من متطرفين متشددين اسلاميين لما اشتهرت هذه كذلك ولما سلطت عليها الأضواء من قبل الأكاديمية السويدية.
أعود وأقول: فلا داع إذن للتعب والنصب فلا جدوى فيهما. كل ما في الأمر – إن أردت الشهرة- هو أن تبرهن بالواقع انك مهدد من قبل اسلامي متطرف.
ولدينا هنا في هولندا مثالان:
الأول: في شخص خيرت ويلدرز السياسي اليميني المتطرف المعقد . فقد تصرف على الطريقة الباموكية. فتسلق سلم الشهرة بزمن قياسي منقطع النظير. وذلك بعد أن غدا يظهر للجمهور محاطا بشلة من المسلحين مفتولي العضلات خوفا من بطش المسلمين المتطرفين.
والثاني: شخص أيان هرسي علي قبله. فقد ظلت طوال الوقت تبكي بظرها المقطوع وهي طفل في صوماليا. هذا النحيب على الرُؤيس- صيغة تصغير رأس- المقطوع رقاها بسرعة البرق من عضو في حزب ثانوي الى حزب رئيسي. وبعدها بعام حجزت لها مقعدا في البرلمان الهولندي. وظلت تبكي وتندد بالأسلام وتذرف دموع الحيايا. باتت تبكي الى ان طارت ووصلت الى امريكا . وها هي تضحك لدى ابناء العم سام بمِلأ شدقيها بعد ان توفر لها الجاه والثروة. وهي التي جاءت أصلا الى هنا خوفا من الموت جوعا وعطشا وعلى أقدام متهرئة عارية بحثا عما يسد الرمق.
ومن امثال المغمورين الذين لمعت اسماؤهم كان سلمان رشدي صاحب رواية: الآيات الشيطانية. لم تكن لهذه الرواية اية قيمة أو اهمية ادبية أو ثقافية أو علمية ولكنها جاءت في وقت كانت بريطانيا وامريكا بحاجة الى فضح وانتقاد الاسلام كدين متخلف لا يساير العصر – وهو كذلك- وذلك بعد ظهور وانتشار الظاهرة الخمينية في إيران في نهاية السبعينات.
فلو كانت رسالة هؤلاء فضح وكشف الحقائق عن اي شئ كان: دين ، سياسة، شخص، مجردا عن غاية أو مصلحة شخصية وبالأحرى لو كانت دعواتهم ورسالاتهم انسانية محضة فهنيئا لهم الشهرة والثروة ومريئا لهم شرب نخب الجوائز العالمية ومنها جائزة نوبل ممن حازها وممن ينتظر دوره بثبات وأمل.
لكن هؤلاء لا يبغون من وراء سعيهم المستميت هذا سوى نفع و مصلحة شخصية ذاتية، أي: الكسب المادي والشهرة السريعة كما أسلفت.
إني لا أرى فرقا شاسعا بين هؤلاء وبين الدجالين والمشعوذين والمتشدقين باسم الدين . فأولئك كهؤلاء :في العير وفي الدبير.
ووجه الشبه أن كلا الطرفين يتخذ من الاسلام سبيلا ووقودا لبلوغ أمانيه وطموحاته الشخصية. والفرق هو أن هذا الطرف يقف منه موقفا ايجابيا وذاك موقفا سلبيا والهدف واحد، وهو كما أسلفت. وتعددت الاسباب والهدف واحد.
يقينا لو عاش مؤسس الجائزة الفريد نوبل الى اليوم هذا لألغى الجائزة ولربما فجر مبنى المؤسسة بالداينميت الذي هو مخترعه.
ولو كان هؤلاء صادقين لبقوا في بلدانهم وواصلوا عمليا وميدانيا رسالتهم الهادفة الى تحقيق ما يصبون اليه سواء أكان ما يسعون اليه ويناضلون من اجله تغييرا سياسيا او إصلاحا اجتماعيا او دينيا. مثلهم كمثل طائر كبير. حالما ألقى هذا بفضلاته على الرؤوس ولوثها حلق طائرا بعيدا والى جهة مجهولة.
لا ادري لم لا يستبدل الاسم من جائزة نوبل للسلام الى جائزة نوبل للإسلام؟!
لا اقول قولي هذا دفاعا عن الاسلام ولا تجريحا ولا تبجيلا بل الحق يقال. وأخيرا أرجو للدكتورة نوال السعداوي طول العمر.
إني أرى وأشم أنها المرشحة المنتظرة لجائزة مخترع ال (تي أن تي) . انها تنطبق عليها جميع الشروط للترشيح. مبروك وكل عام وانتم بخير.
وانتِ كذلك يا دكتورة نوال السعداوي . فلسوف لن يذهب نحيبك وبكائك هدرا على نفسك وعلى الطفلة المصرية المقتولة في عيادة الختان: بدور.
يا سيدة " بدور"!

فرياد إيراهيم