!منطق التسبيح والدعاء للمرأة فقط



فاتن نور
2004 / 12 / 17

الحصار بألوانه المتعددة واقعٌ ملموس ومحسوس على كاهل المرأة بشكلٍ عام ،وهنا أودّ ُ التركيز على ما يقع من حصار على كاهل المرأة العانس،فالعانس في واقعنا العربي والاسلامي تعاني من ضغوطات نفسية وأجتماعية شتى،فالنظرة السائدة هي نظرة اشفاق وعبء ، وكأن العانس هي ذلك الفيل الأعرج الرابض عل صدر العائلة والمعكّر لصفوها ،ولابد له أن يرفع ولو بأبخس الأثمان،وللأسف تلك النظرة الضيقة قائمة وإن كانت العانس متمتعة بأستقلال أقتصادي ومعيلة بالتمام والكمال لنفسها،
وقد تصاب العانس بعقدٍ نفسية وحالات من الإنطواء والإنعزال وما الى ذلك بسبب تعتيم المجتمع لوضعها من جهة والكبت الغريزي الفطري الذي لا بد من طحنه ونثره في حقل الجفاف لينبت المزيد من العقد،المجتمع يفرض على المرأة العانس الاحساس بأنها بضاعة لم تُسوّق فيرخص ثمنها في سوق البضائع ليقبل المشتري من متزوجٍ ٍ،اشول، اعرج، طاعن بالسن ،..الخ وقد ترضخ العانس تحت ضغط النظرة الكسيحة للمجتمع وضغط الاختناق الغريزي الذي تعانيه اضافة الى تضخم ثقلها في داخل نطاق الأسرة.
تقدمت عانس من رجل دين لتستفهم بعد أن ضاقت ذرعاً بالحلقة الجرباء الموضوعة فيها بجهالة التقليد البليد وبعمومية الحصار المتين الموضوع على النساء بشكل ٍعام:
+ لم يطرق بابي رجل... أنا انسانة ولدي غرائزي..أنفس عنها بعد أن طفح الكيل بممارسة العادة السرية..
بماذا تنصحني ؟
- ياأبنتي اشير عليك بترك العادة الخبيثة ، عليكِ بالأكثار من التسبيح والدعاء، الأكثار من الصيام المتقطع، اشغلي وقت فراغكِ بقراءة كتاب الله والتوغل في معانيه ، وانشاء الله سترتقي نفسك فوق الغرائز والملذات.
+ أوتعني يا مولاي أنه بالإكثار من التسبيح والدعاء..الخ ، ثمرة السمو فوق الغرائز الجسدية لدىالانسان؟
- احسنتِ يا أبنتي، أن الانسان يرتقي بذكر الله والتعمق في العبادة.
+هل أنت جادٌ يامولاي بأن الانسان هو ما تقصد وليس المرأة على وجه الخصوص؟
- بلى ، التسبيح والدعاء لعباد الله أجمعين، العبادة ياابنتي تُحصن النفوس وتُثنيها عن الأنغماس في الشهوات.
أكتفت العانس بتلك الأجابات إلا أنها لم تقتنع بالمنطق المشروخ، لكن الحياء! منعها من الأستفاضة بالأسئلة،
أنا سأستفيض قي التساؤل بدلا عنها:
جميل أن يأتي رجل الدين بتلك الأجابات السلسة في محورالسمع والصعبة في محور التنفيذ .. ولكن كي تكون الصورة مقبولة للدخول في حلبة التنفيذ،لماذا لا يُشار على الرجل المتزوج الذي يترك دار الزوجية ويسافر لأنجاز المهام الصعبة ، لماذا لا يشار عليه بالإكثار من التسبيح والدعاء والتعبد ليرتقي فوق نزواته وحاجاته الغريزية وأن يشغل وقت فراغه هذا إن كان لديه وقت فراغ ! يشغله بقراءة كتاب الله والصلوات لرجس الشيطان، وبالتاكيد هي رحلة مهما طالت فهي مؤقته وسيعود ادراجه الى مرفأ الزوجية الدافء ؟ لماذا تفتح له الأبواب فمن كلِّ بلد يحطُّ فيها ومثلما يأكل من طيباتها ويلبس ربما من لباسها يترك له الباب مفتوحاً لنكاح نساؤها ؟تلك العانس عليها أن تُقبر بعذريتها بغطاء رحمة التسبيح والدعاء، لماذا تتلاشى تلك الرحمة امام هامات الرجال؟أولا يجيد الرجال فن التسبيح والدعاء لدحر الحاجات الغريزية لفترة مؤقتة؟الرجل المشهود له بالقوة والصلابة والمقدرة على التحمل والصبر والتكييف، كيف له أن يقع فريسة الشهوة ولا يفيده تسبيحاُ ولا دعاءاُ ولا أمانةً زوجية تركها خلفه في الإنتظار للعائد الصنديد بأثقاله وأشواقة للزوجة الأم المنتظرة والكابتة غرائزها بقوة الأيمان وفلسفة التسبيح؟
راية التناقض في أعلى منبر واضحة ومرفرفة ومعلنة عن ذاتها بأنها فلسفة موضوعة لتطويق النساء وترويضهن من جهة ،ولفرد التسبيح بالغريزة والدعاء لمتعة الجسد بزواج متعة او زواج ٍ أخر طويل اللأمد للرجل،وزواج المتعة المجاز هنا واللآمجاز هناك موضوع طبعاً للرجل حصراً فمن يرضى لنفسه التمتع بنساء الغير لا يرضى غالباً للغير التمتع بأخواته أو بناته.لنعود بأقتضاب الى موضوع العادة السرية.. هل هي ضارة كما تدرج في لوائح المطبلين بمضارها الجسام لأغراض ٍ لا تخفى على عاقل؟ بالتاكيد الأفراط في كل شئ له مضار،دع الأفراط جانباً للمفرطين في التعليل والتضليل، العلم لم يغلق باب التنفيس المتوازن ويرى ان العادة السرية أداء ذاتي طبيعي لخلق التوازن الغريزي للانسان في حالة تعذر المضاجعة لآي سببٍ كان،وهناك من ذهب أبعد من ذلك وفي مجال العلم ايضا فعدد ايجابياتها لدى المرأة والرجل وهناك دراسات وبحوث علمية وفيرة في هذا المجال لمن يريد أن يتسلح بالعلم لا بقوة التسبيح المتناقضة والملتوية في التفسير بكرم الملذات للذكر و كرم الدعاء والكبت للأنثى،الى متى يبقى بعيرنا على تل ضحالة التقييمات ؟الى متى نُرخص المرأة الغير متزوجة وكأنها وباء وننتهك انسانيتها
بمحاولة مصادرتها ولو لظل رجلٍ هرم؟الزواج ضرورة أجتماعية ولكن عدم الزواج لا تعني الأجرام اطلاقاُ،ولا داعي للنفاق كثيرأ في موضوع العادة السرية ومخاوفها فليس هناك ما يخيف إلا المجتمع الجاهل.