المراة لم تخلق للولادة والخدمة وحياة محددة



سامي كاب
2011 / 11 / 9



انا عندي ايمان وقناعة تامة بان المراة خلقت للحياة والحب والفن والجمال والابداع ولم تخلق للحمل والميلاد والخدمة البيتية
ويتوجب على الانسان المعاصر ان يبحث عن طريقة للتناسل وانجاب الاولاد بدون تدمير جسم المراة وبدون التسبب لها بالالم وتنغيص حياتها وحصرها وتحديدها بالبيت والاسرة
ليكن التناسل صناعي مثلا عن طريق المختبر وعن طريق هندسة الجينات الوراثية او عن طرق نساء موظفات خصيصا للنسل مقابل اجور مغرية تعوضهن عن خسارتهن في حياتهن الطبيعية او عن طريق الاستنساخ او اي طريقة اخرى

من المنطقي والسليم ان مسالة الذرية والتناسل عند الانسان يجب ان تتحول من مسؤولية مزدوجة اسرية الى مسؤولية وطنية عمومية مسؤولة عنها الدولة وضمن قانون يحدد نوعية المواليد ونسبتهم لعدد السكان وطريقة تعليمهم وتربيتهم وتنميتهم الى ان يصبحون افرادا عاملين منتجين بالمجتمع بمعنى ان كل مولود هو ابن الدولة او ابن المجتمع ككل فكل رجل بالمجتمع هو بمثابة اب وكل امراة بمثاب ام
وبهذا يترك المراة والرجل دون ارتباط اسري بعقد زواج ليعش كل حياته بشكل حر ومستقل وان تكون العلاقة بين الرجل والمراة علاقة حميمية عاطفية انسانية اجتماعية بهدف الحياة والاستمتاع بها وتحقيق السعادة والرخاء و تكون الحياة مشاعية تلتغي فيها انظمة الاسرة والزواج والتوريث والنسب والابوة وغيرها من الانظمة التقليدية
وبهذا تختفي كل مظاهر الاضطهاد للمراة ومظاهر التسلط والاعتداء ومنع الحريات والاستغلال والكبت والتهميش والتحييد والاحتقار والسادية كما وتختفي كل المشاكل الاسرية من طلاق وتعسف وضرب واهانة وقتل بحجة الشرف والاغتصاب وغيره كما وتختفي مشاكل الميراث اللتي تفتت العلاقات الاجتماعية وتسبب الجرائم ومنغصات الحياة وتصبح الاملاك كلها مؤممة للدولة لتوزعها بالعدل على كافة افراد المجتمع ضمن قانون يوفر تكافؤ الفرص بالحياة للجميع دون استثناء ويحقق العدالة الاجتماعية في توزيع الثروة وهنا تختفي الفوارق الطبقية والنزاعات والفئوية والجريمة الاجتماعية ومظاهر الفقر والتخلف والمشاكل الاقتصادية كضعف الانتاج القومي والتضخم الاقتصادي والعجز المالي وغيره وتختفي الاتكالية والسرقة والاختلاس والتعدي على الملكيات الفردية حيث لم يعد هناك اسباب لكل هذا
المهم في الموضوع بان كافة المواليد يخضعون لنفس المستوى من الاهتمام والرعاية والتنمية والتربية والتوعية والاعداد وضمن برنامج علمي محدد الاهداف والاسلوب والقدرات وتبعا للحيثيات والمتطلبات وحاجة المجتمع لنوع المهن والعلوم والتخصصات في المجالات الحياتية المختلفة والتقنية الانتاجية
وهنا يتم ضبط كل شيء ضمن قانون تحدده الدولة ليناسب حالة المجتمع وواقعه المعيشي والظرف البيئة والمرحلة الحضارية
بهذه الطريقة سيتم بناء مجتمع مثالي عملي منتج متحضر يعيش حياته بسعادة وهناء مقبل عليها بحب وامل ونشاط ومتفاعل معها بانسجام تام دون اي فرق بين رجل وامراة او صغير وكبير ودون اي فارق طبقي او اعتباري سيادي او سلطوي او عنصري
ان هذه الحالة الاجتماعية هي حالة حتمية ستحصل بفعل التطور المتسارع للانسان وحياته وهي حالة ستفرضها حاجات التطور الحضاري بكل مجالات الحياة
ولكن علينا التنبه لها والتحضير لها منذ الان كي لا نتفاجأ بها كواقع يفرض نفسه فجأة دون مقدمات ويصبح لدينا مشكلة في سرعة التاقلم مع الحالة الجديدة