النائب الدكتورة أزهار الشيخلي ..نصيرة الحق والمظلوم



زاهد الشرقى
2011 / 11 / 15

لعل المتتبع للوضع السياسي في العراق , سوف يشاهد ويتمعن بتلك التناقضات التي كانت ولا زالت عنوان بارز في الكثير من تصرفات اغلب ساسته وبمختلف مناصبهم ( التشريعية والتنفيذية) , والتي بدورها أثرت سلبياً على الكثير من طموحات وأمال المواطن البسيط . بل أصبح الكثير من ساسة البلاد يعزفون على أوتار كثيرة وجُل غايتهم المنفعة الشخصية والحزبية فقط . فشاهدناهم وهم يدافعون عن كل ما يمس مصالحهم وغاياتهم بل تعدى الأمر للدفاع عن دول بحد ذاتها وفق الأجندات والخبايا التي اشتهرت بها ساحة العراق السياسية .
وفي خضم هذا الصراع السياسي المضطرب وعدم الاهتمام بشؤون الشعب والمواطن. والضجة الإعلامية التي ترافق الأحداث الصراعات في العراق . كان هناك من يعمل بصمت ويقدم للناس وللوطن كل ما يستطيع من اجل تحقيق أبسط الآمال والطموحات المشروعة . نعم كان هناك من يعطي للناس ويزرع فيهم ألأمل .ويوفر لهم باباً يستنجدون بها من ظلم الزمن وما جرى ببلد الرافدين من مآسي كبيرة لا يمكن للعقل البشري أحياناً حتى تصديق حصولها. وهنا كان للنائب الدكتورة ( أزهار الشيخلي ) , دوراً لا يوصف من حيث الشعور والتعامل مع أبناء شعبها في الكثير من القضايا والاحتياجات وفق ما تستطيع هي شخصياً أن تقدمه لهم . بل وصل الأمر بأن توسع نشاط مساعداتها للمواطنين بأن شملت أغلب محافظات العراق . ولم يقتصر الأمر على بغداد كونها مرشحة عن تلك المحافظة . حتى وصل دعمها ومتابعتها لهموم وشؤون الناس من شمال العراق إلى أقصى جنوبه . أنها حقيقة واقعية ملموسة تابعناها ودققنا فيها وليست من نسج الخيال .حتى من معها في مكتبها الخاص كانوا جنوداً مجهولين يعملون كخلية نحل بلا توقف منذ بداية نهار يومهم إلى أخر ساعات الليل فيه . ولعل أهم ما قامت به النائب الدكتور ( أزهار الشيخلي ) هو ذلك الاهتمام بأهم شريحة وأكثرها تعرضاً للاضطهاد وهي المرأة العراقية . فكان لمتابعاتها لمشاكل الارامل ومقابلتها لهم وتقديم الدعم المادي والمعنوي لتلك الشريحة التي لم تجد أي اهتمام من أي مسئول مهما كان موقعة في الدولة بمؤسساتها المختلفة .وكذلك كانت للزيارات الدورية المتكررة لها إلى مراكز إيواء ألأيتام وتقديم لهم كل الاحتياجات المطلوبة عنواناً ثابتاً لها لأنها مؤمنة بأن هؤلاء بحاجة إلى الكثير منا , لأنهم عانوا كثيراً ومازالوا يعانون من خلال تعطشهم لتلك ألأيادي التي تمد لهم العون والمساعدة والمشورة. كذلك كان لجولاتها التفقدية للكثير من المشاريع داعماً للقائمين على العمل لأنهم أحسوا بوجود ذلك المسئول الذي يتابع عملهم ويشد على أيديهم لتقديم الخير والازدهار لبلدهم العراق .ناهيك عن الكثير من الطلبات التي ترد مكتبها يومياً والتي تقدر بالمئات , فكانت الإجابات والاستجابة لها واضحة من خلال مكتبها والعملين فيه . بل تعدى الأمر منهم إلى أن يرسلوا لكل صاحب طلب نسخ من كل أجراء يقومون به . وكذلك نسخ من إجابات الدوائر على استفساراتهم حتى يكون المواطن مواكباً للمراحل التي تصل إليها طلباته وبهذا يشعر بأن حقه يسير في الطريق الصحيح .
كما لم تخلوا الاهتمامات الثقافية والمشاريع التي تعدم الإبداع الثقافي من مساهمتها فكان تواجدها بارزاً في الكثير من المؤتمرات التي تقيمها الجمعيات أو المنظمات الثقافية . بل حتى بعضها تم تحت رعايتها شخصياً وفي محافظات أخرى ولم يقتصر الأمر على محافظة بغداد فقط .
أما في مجال حقوق الإنسان كونها عضواً في لجنة حقوق الإنسان البرلمانية . تابعنا ذلك التفاعل مع كل أجراء يتخذ ضد المواطنين لا يتم وفق الآليات القانونية وكان صوتها يعلوا بأن للشعب الحق في التظاهر والتعبير عن الرأي . كذلك كانت لجولاتها في وزارة العدل والدوائر المشرفة على السجون فعالاً جداً .
كل تلك الأعمال وغيرها قد يقول البعض أنها واجب السياسي والبرلماني اتجاه شعبه . وهنا نؤيد تلك الأفكار التي تقول هكذا كلام . لكن أين هم دعاة الوطنية وحب الشعب ومن يدعون أنهم يمثلون مختلف التيارات في البرلمان من تلك الأعمال !! وأين هم الذين يضعون الدين فوق رؤوسهم من أعمال الخير ومساعدة الآخرين من أبناء الشعب !! فأنا شخصياً لم أسمع عن الكثير من نواب البرلمان سوى كثرة السفريات وشراء البيوت الفاخرة والأرصدة في البنوك . وأما المواطن فهو لديهم شبه منسي لأنهم يحتاجونه وقت الانتخابات. وأين رجالات السياسة . نعم أين الرجل الذي لازال الكثير يتشدق بقدرته على التفوق في مجالات الحياة . مرددين ( أن المرأة ناقصة عقل) . أنها خرافة الزمن الماضي والتي حان الوقت لإسقاطها . وإلغائها من قاموس التعامل الإنساني . لأن هناك نساء أصبحن قدوة ومثال حقيقي وحي يحتذي بهن في العمل وجراءة الطرح والمثابرة . ولا نخشى القول أن النائب الدكتورة ( أزهار الشيخلي) على رأس تلك القمم النسائية في بلد حاول التطرف الديني والإرهاب محاربة المرأة بشتى الطرق لكنها وقفت وقالت كلا , لكون الحياة لم تخلق للرجل فقط بل للرجل والمرأة . والعمل هو المقياس والمعيار الحقيقي للتميز والإبداع.
نعم كانت ولازالت وسوف تبقى السيدة( أزهار الشيخلي) نصيرة الفقراء والمظلومين . تلك الإنسانة التي لم تبخل بكل ما تملك من اجل إسعاد ورسم البسمة على وجوه المنهكين والمتعبين من أبناء شعبها الجريح .ولم تكن يوماً باباً مغلق بوجههم . ولم تحمل يوماً عنواناً أخر كما الآخرين وأغلبها عناوين سلبية . بل ستبقى منارة وقمة جميلة وكبيرة نفتخر بها, كيف لا وهي تمثل المرأة العراقية الصبورة والمتحاملة على جراحها وهمومها بوجه كل التحديات التي واجهتها .
ختاماً لنكتب ونسطر الأحرف لكل عمل جيد من أجل أن يفهم الآخرين أن هناك من يعمل بصمت , وحتى يعلم طغاة الحريات ومحاربي المرأة بأنهم مهما فعلوا فهم فاشلون . لأن فينا وفي مجتمعنا إنسانة رمز للمرأة وهي (( النائب الدكتورة أزهار الشيخلي)) .. كتبنا أحرفنا ليس لأجل غايات ومصالح شخصية بل لأننا كنا ومازلنا مع حق المرأة في الحياة والعدل والمساومة والأنصاف من ظلم المجتمع الذي لم يرحمها منذ قرون. وهنا أكرر ما قلته قبل سنوات .. (( أعطوا المرأة الفرصة الحقيقية .. قبل أن تحكموا عليها بالفشل)).نعم لنعطي الفرصة عندها سنشاهد قمم أخرى وشبيه بالنائب الدكتورة أزهار الشيخلي.


ســــــــــــــــلام
زاهد الشرقي