علني جدا (2).. تبريرات السيد شاهر الشرقاوي



منى حسين
2011 / 11 / 22

منذ آلاف السنين ونحن نعاني التمييز والتفرقة
منذ آلاف السنين ونحن نعاني كوليرا الفكر الذكوري وطاعون التسلط الرجولي وسرطان الوجود الديني، وحتى يومنا هذا ووباء الديانات يمزق لنا البنية التحتية للتقدم والرقي.
سيدي العزيز شاهر الشرقاوي ورد في أحد الروايات أن النساء في زمن نبي الرحمة أجتمعن وذهبن أليه، وقد كان أعتراضهن أن جميع ماينزل من آيات القرأن هي تخاطب الرجال فقط ولا تخاطبهن فما بال الأله لا يلتفت لهن، فأستجاب الأله لأعتراضهن هذا وأنزل لهن سورة النساء. اي ان النساء منذ عصر محمد كن يستطعن الأعتراض وقد كان أعتراضهن واضح حول أن ماينزل من أيات من القرآن تخاطب العقلية الذكورية. لكن ولو كن يعرفن ان القرآن سيخصهن بسورة تحجم وتهين وجودهن الى الأبد لما قدمن على هذه الخطوة، نعم سيدي العزيز سورة النساء أعتقلت النساء أجيال وأجيال وكبلتهن عصورا وعصور.
ألا ترى أن دينك يخاطب الرجل ويخصه فقط بأمور التعبد والأولوية ولاشأن له بالنساء؟؟. أترى ذلك أترى أن المرأة في ذلك الوقت طالبت وبكل حرية بحقوقها، لماذا اليوم لاتوافقون على مطالبة المرأة لحقوقها.
منذ ذلك الزمن البدائي الصحراوي والمرأة شعرت أن هذا الدين خاص بالرجال وطالبت بحقوقها، لذا من حقنا نحن النساء الأن أن نطالب بحقوقنا ومن حقنا فضح هذه الأنانية السادية لدينك، حتى لو أن هذا الموضوع يحتاج الى عصور بقدر العصور التي مرت علينا نحن النساء، لنستعيد حقوقنا من دين الأسلام، آن لنا أن نفتح ملفات العدالة ونقاضي عصور الأجرام التي مرت علينا تحت سماء الأسلام الملبدة بالظلم والأضطهاد لنا ولحقوقنا.
من مقالي السابق والمنشورعلى الحوار المتمدن وصلتنا عدد من الردود والمشاركات منها كان رد لأحد الزملاء حول تكريم المرأة في الأسلام!!! أي كان يقصد قضية النص القرآني الذي يجوز ضرب المرأة. وقد قام الزميل مشكورا بوضع لنك لأحد مشايخ الدين يتحدث فيه من خلال فضائية النقمة أواللعنة (الرحمة)، واحدة من عشرات فضائيات التخلف والتي تصب سمومها فوق رؤسنا ليلا ونهار، شاهدت وأستمعت الى هذا السادي المخبول وكعادة ذكور هذا الدين لايتحدثون سوى عن جاجة ذكوريتهم الجسدية فقط ولاتعنيهم حاجة المرأة أو مشاعرها أو أنسانيتها، المهم في الموضوع أرضاء الرجل المسلم!! حتى ولو بالعنف والأغتصاب وأهانة مشاعر المراة وأجبارها.
السيد شرقاوي ماذا تفعل المرأة لرجل لاتريد معاشرته أذا كان مقززا ويعرضها للأذلال والأيذاء الجسدي، كيف ستحمي نفسها من رجل يمنحه الشرع حق ضربها من أجل سلب انسانيتها وذاتها.
مارايك في هذه المساواة ياسيدي، تكريم المراة في الأسلام!!!!
وأنا من هذا الموقع أناشد الجهات المعنية لتوقف هذا الترويج لثقافة العنف السادي ضد المرأة وضد المجتمع، أناشد كل الجهات الحكومية والمنظمات الأنسانية أن تنتبه الى فضائيات الأرهاب والعنف ضد المرأة والمجتمع، كان هذا المخبول يتحدث عن كيفية ضرب المرأة اي لاتضرب على وجهها ولايستعمل الرجل كلتا يديه بل يكون ضربها بعصا!!؟؟.. والعصا يجب أن تكون ذات موصفات خاصة (أقترح على المؤسسات الدينية أن يتصلوا بالشركات الصناعية العالمية العملاقة ويزودوهم بمواصفات لتصنيع العصا الشرعية الخاصة بضرب المرأة) أليس هذا افضل كي يستخدمها كل رجل خوفا من تجاوزه لوصيا الرب الغفور الرحيم نعم بدلا من أنية الزهور أو آونة العطور وسماع الموسيقى قرب سريره. بل ليستبدل (بعصا الشرع) مواقف الغزل مع زوجته المسلمة أرضاءا لغرائزه المريضة وتنفيذا لسادية دينه.
سيدي العزيز شرقاوي بعض الردود جائت بأحاديث نبي الرحمة ومنها حديث مبطلات الصلاة الذكورية حين ربط المرأة بالكلب والحمار، وقد أوضحت لنا النقطة أن نبيك وكعادته دائما يدلل الرجل ويمسح على راسه. أنت ذكرت بأنه لم يقصد تشبيه المرأة أو مساواتها بالكلب والحمار لكنه يقصد مبطلات الصلاة ثلاث المرأة والكلب والحمار لأن المرأة تشير كديدن دينك دائما الى المشروع الجسدي فقط في حياة المسلم المرأة والكلب لأنه يخافه والحمار لأنه يزعجه.
يالروعة هذا الدين وعدالته ورقيه؟؟.
اسالك سيدي العزيز شرقاوي عن مبطلات الصلاة للمرأة. لماذا لم يقل نبيك (يفسد صلاة المرأة ثلاث الرجل والكلب والحمار) اي عندما تصلي المرأة ويمر من امامها رجل آلا يثيرها عطره أو وسامته أو جاذبيته آلا يبطل ذلك صلاتها، والكلب آلا تخافه المرأة والحمار آلا يزعجها. أم هي ليست بأنسان فقط الرجل هو الأنسان. آلا ترى ان الأسلام لم يساوي بين المرأة والرجل في مبطلات الصلاة.
ستجيب أن مبطلات الصلاة للمرأة أمور أخرى، أنا سأجيب عنك: يبطل صلاة المرأة طبيعة جسدها أي يتحتم عليها التوقف عن اداء الفرائض الدينية في الأسلام بضعة ايام، لكننا نرى نبي الرحمة يحتقرها ويقلل من شأنها ويتهمها بأنها ناقصة الدين اضافة لكونها ناقصة العقل ويعاملها على أنها المنبوذ النجس في ايام طبيعتها الجسدية، مع أن مرور المرأة بهذه الطبيعة الجسدية هي اساس وجود البشرية.
اما عن ناقصات العقل هنا أود أن أوضح جهل الدين في هذه الفقرة ممكن أن تفسر لي كيف يمكن أن تكون عالمة ورائدة فضاء أو قائدة في الجيش او وزيرة او رئيسة للجمهورية، كيف يمكن ان تصل ناقصة العقل الى تلك المراتب والدرجات، ممكن أن توضح لي كيف يمكن لكل هؤلاء النسوة أن يحتجن الى من يذكرهن؟؟!!.. كيف تم لصق صفة النسيان بالمرأة أم أن ألهك عجز عن تبرير أنتقاصه للمرأة حتى جعل شهادتها نصف شهادة في المحكمة وليجعل منها ناقصة العقل وناقصة دين في وصاياه. أما قضية مساواة المرأة بالغائط تبريرك لم يكن منطقي ولا يقبله عقل مدرك لما لم يأتي النص بهذا الشكل (أذا جاء أحدكم أو أحداكن من الغائط أو لامستم النساء أو لامستن الرجال)، هكذا ستكون الآيات والأحاديث فيها مساواة وعدالة بين الجنسين.
سيدي العزيز أرى أن دينك دين ذكوري ولم يكتف بذكوريته بل مجمل بنيته هو أذلال وأهانة النساء.
كما فعلن النسوة في الزمن السالف وقدمن أحتجاجهن (لنبي الرحمة) وطالبن بالعدل والمساواة في نصوص القرآن، نحن اليوم نطالب بالتحرر والمساواة سواء كان عن طريق (نبية رحمة) تحقق لنا ذلك أو عن طريق قرآن عدل ومساواة وتمدن، أو سنبقى نناضل ونقاوم ظلم الأديان مهما طال عمر الذكورية لنستعيد حقوقنا وحقنا في حياة حرة وكريمة تليق بأنسانيتنا.
هزيمة عصور الذكورية واضحة فكلما طالبنا بالمساواة يفسره أمثالك ومن مريدي دينك على أننا نطالب بالعهر والأستهتار، اي بمعنى أن أباحية واستهتار الرجل وعهره شرعية في مواكبته للحداثة والتمدن، فهو مسموح له بممارسة الفن وبممارسة الرياضة ويسمح له بأرتداء الملابس الحديثة ويسمح له بممارسة كل ماهو حديث ومتطور، مثل استخدام الكومبيوتر والأنترنيت، هذه كله لايجعله مستهترا بل يجعله متطورا ويواكب المدنية، لكن عندما تخوض المرأة في هذه الحقول تتهموها بالعهر والأستهتار.
هل تستطيع أن تفسر لي ما يعني هذه أو تلك من القرارات التي تنتهجها حكومات الجهل حكومات الفرض القسري للدين وهي كثيرة وكثيرة، أذكر لك منها منع المرأة من قيادة السيارة في المملكة السعودية، عدم مشاركتها في الأنتخابات سواء التصويت أوالترشيح، وغيرها من قرارات الجهل والتخلف المستمدة من جوهر دينك.
سيدي العزيز هذا التمييز طال كل شيء في حياتنا أو حتى بعد الموت، خذ مثلا عندما يموت الرجل يذبح له خروف والمرأة يذبح لها شاة فسر لي ذلك من وجه نضر دينك.
ياسيدي العزيز لماذا هذا التمييز في الحياة والذي نعيشه يوميا ولم يتركنا التمييز حتى في الممات، لم يبقى لكم شيء غير ان تصدروا فتواكم حول أنشاء مقابر خاصة للرجال واخرى خاصة للنساء خوفا من حدوث الأختلاط.
هل غشاواتك الدينية تمنعك من رؤية كم نعاني من الظلم والتمييز نحن النساء. أم أن مصالحك الذكورية تمنعك من رؤية حقوقنا المستلبة.
من هنا ننطلق وتلك هي اساسياتنا في مطالبتنا بالتحرر والمساواة، وسنظل نطالب ونقاوم ظلم الأديان حتى نرى العالم فكرا وعقيدة، ونرى التحرر منهاجا وحقيقة.
ولا تحسبن اللذين يطالبون بالتحرر فساقا بل اشعاعا فكري وحضاري عندهم التخلف يغور، وأكرر.. لملايين المرات عهدا وقسما. أننا من التحرر وأنا أليه راجعون.
*************
الأمضاء
بقلم التحرر والمساواة
لكل نساء العالم

منى حسين
[email protected]
22 / 11 / 2011