حجاب عيون المرأة السعودية



وليد يوسف عطو
2011 / 11 / 26

كتبت جريدة المنار البصرية بعددها المرقم 830 في 19 – 20 تشرين الثاني ( نوفمبر ) 2011 م جاء فيها : ( أكدت هيئة الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر ( الشرطة الدينية ) في السعودية , على أنها ستجبر النساء على تغطية عيونهن , خصوصا المثيرة للفتنة ) . لا اعرف من اعتبر النساء عورة و إنهن ناقصات عقل و دين . ماذا يقول مشايخ الإسلام و السعودية عن سيدة نساء قريش خديجة بنت خويلد و التي كانت تملك نصف تجارة قريش و كانت تخالط الرجال و تسافر للتجارة , هل هي ناقصة عقل و دين ؟ و إذا كان الإسلام قد تأسس على ضلعين أو ثلاثة أو أربعة أضلاع فخديجة تعتبر الضلع الثاني في الإسلام فهي التي ساندت محمد في دعوته و مهدت له الطريق للتفرغ للنبوة بزواجها منه و وهبته ما لها له دون عوض و إسكنته في بيتها و هو في صغره كان يتيم بني هاشم . و عندما كان يأتيه الوحي في غار حراء كان يضطرب و يهرع إلى زوجته خديجة التي كانت تطمئنه و تذهب به إلى ابن عمها القس ورقة بن نوفل ليهدئ من روعه فإذا كانت خديجة عورة فكيف ينزل جبريل على محمد ؟ و هل كانت خديجة لا تستطيع الحكم و الإمارة لو أرادت ؟ و هل عائشة زوجة محمد الصغرى عورة و هي التي خاضت معركة الجمل ضد ابن عم محمد علي بن أبي طالب . و لم يتفوه علي بكلمة سوء نحوها و لم ينعتها بناقصة عقل أو دين و هي الحميراء التي قال عنها محمد ( خذوا شطر دينكم عن هذه الحميراء ) . و القران يتحدث عن مريم بنت عمران سيدة نساء العالمين الطاهرة و عن غيرهن من النساء . فمن أين جاء مشايخ السعودية بهذه الأحكام الفجة ؟ و القران يقول ( و لا تبرجن تبرج الجاهلية ) أي إنهن كن يتبرجن زمن محمد و لم يطلب منهن محمد تغطية عيونهن و وجوههن . الأولى بمشايخ السعودية فصل الطماطة عن الخيار باعتبار احدهما مؤنث و الثاني مذكر و تغطية عورة الحيوانات . و لم اقرأ في كتب السيرة ان محمدا قد نقض وضوءه لدخول خديجة عليه أو عائشة أو إحدى نسائه الأخريات . و هل يمكن مساواة خديجة و عائشة بالكلب الأسود الذي ينقض الوضوء ؟ من الواضح ان هنالك الكثير من الأحاديث قد لفقت في فترة زمنية متأخرة بعد اكتمال المجتمع الذكوري في الإسلام و وضعت أحاديث تتعارض مع القران أصلا و تم مساواة المرأة بالكلب و بالدابة العجماء استنادا إلى الشريعة التلمودية التي تساوي بين المرأة اليهودية و الحيوان . ان الأوان للمرأة المسلمة في السعودية ان تنهض بقوة للمطالبة بحقوقها الإنسانية و ضمان صوتها وحقها في حياة آمنة حرة كريمة تكون كاملة الأهلية مع الرجل لا تخضع لشرط المحرم .و تضمن لها الدولة استقلالها الفردي و المعنوي و الاقتصادي و السياسي . و ها هي المرأة اليمنية رغم نقابها ألا إنها شاركت في الاحتجاجات بقوة و هي بداية الطريق لتحررهن . يبقى للمرأة دورا تأسيسيا في بناء الأسرة فالمرأة التي لا تعطيها الدولة الأهلية الكاملة لا تستطيع خلق جيل متطور يملك الحرية والثقافة و الإرادة للتغيير و البناء و التقدم .