متعة المراة



كامي بزيع
2011 / 12 / 12

اثير الكثير حول موضوع متعة المراة، اذا كانت ضرورية ام لا، هنا مقطف من كتاب "اتنولوجيا المخدع" للاتنولوجي الفرنسي باسكال ديبي يتناول فيه المسالة على ضوء الافكار التي كانت سائدة في القرن السادس عشر، اريد ان اتشارك معكم قرائته:

متعة المرأة

في العلاقات اليومية الملموسة، كيف كانت تجري الامور؟ منذ عصور القرون الوسطى عرفنا ان المعاشرة عمدا بقصد الشعور باللذة اعتبر خطيئة مميتة. في القرن السابع عشر، ان البحث عن اللذة المرتبطة بهدف الانجاب ليس امرا مدانا، الازواج لا يجب ان ينتابهم الخوف من انجاب العديد من الاولاد، لكن نعم يدان، كل من يبحث "فقط عن المتعة".
ان "جريمة اونان"، يفهم منها افراغ المني خارج الرحم coïtus interruptus، كوسيلة كبرى للحد من الانجاب حيث الاشارات حول الموضوع نادرة حتى بداية القرن الرابع عشر، تضاعفت ابتداء من القرن السابع عشر. بيد ان هذا يطرح امام المعترفين (دائما من الرجال) مشكلة جديدة: شراكة الزوجة. هل كان ذلك طريقة فعالة للتحرر من الدين الزوجي؟ هل كان لها حق عليه؟ منذ القرن الرابع عشر، اخذت الكنيسة بعين الاعتبار صعوبات الازواج الواقعين تحت عبئ كثرة الاطفال و قبولها النسبي لـ"العناق المتحفظ"، لكن الامر الذي لديهم صعوبات في الوصول الى اتفاق حوله كان فيما يتعلق باللذة؛ متعة، عند الرجل كما عند المراة، ويبدو انهما يشعران بطريقة الية (باللذة) لحظة الانتشاء. ان السؤال اذن يتحول الى المراة: يجب عليها، نعم او لا، ان تصدر منيها لحظة المضاجعة؟ سؤال مسبق: المني النسوي هل هو ضروري للاجيال ام انه غير مفيد؟ بعد النقاشات، توصلوا بان المني النسوي المنبعث اثناء الهزة الجنسية ليس ضروريا للحمل بطفل، لكنه يساهم كثيرا فيه ويجعل الطفل اكثر جمالا. في الواقع، لماذا سيخلق الله اللذة النسائية اذا لم يكن لها فائدة لاعادة انتاج النوع؟.
يتبع ذلك سلسلة من المشاكل: هل المراة مجبرة على الشعور بالنشوة اثناء العلاقة؟ Jean-Louis Flandrin يؤكد بانه من خمسة عشر لاهوتي في العصر الذي طرحت فيه هذه المسالة (ضمن خمسة وعشرين حالة تمت دراستهم)، ثمانية منهم اعتبر المراة بسبب رفضها بطريقة ارادية نشوة الزوج ارتكبت خطيئة كبرى؛ اربعة، فقط اعتبروا المراة ارتكبت خطيئة طفيفة، وثلاثة، وجدوا انهن لم يرتكبن اية خطيئة. سؤال اخر: هل الزوج كان مجبر على اطالة الجماع حتى تحصل شريكته الانتشاء؟ اربعة كانوا موافقين، لكن المفكرين الاخرين اعتبروا بانه ليس مجبرا. هل على الازواج الشعور باللذة بنفس الوقت؟ ستة مؤلفين كانوا مع المحاولة: هذا يعزز احتمالات الحمل. هل للزوجة الحق بالمداعبة للوصول الى النشوة، بعدما يكون الزوج قد انتهى؟ ثلاثة لاهوتيين كانوا ضد، اربعة عشرة سمحوا بالامر!
فيما يخص الوضعيات في اللقاء الزوجي، ينصح الازواج باتخاذ الاوضاع المسماة "طبيعية": المراة، ممددة على ظهرها، والرجل فوقها. اما الاوضاع retro ، more canino، mulier super virumكانت (اوضاعا) مناقضة للجنسين، وبالخصوص الاخيرة، لا تسمح بشكل جيد بمعرفة من "يمارس" ومن "يتعذب". لانه لا ننسى بان المراة، المراة الحقيقية، عليها، بحسب رجال الكنيسة، ان تكون سلبية؛ محتفظين في ذاكرتهم بان "النساء سيطر عليهن الجنون، وهكذا اساءن الى الرجال" الله اغرق الانسانية في الطوفان!