بعض الاهتمام



كامي بزيع
2011 / 12 / 21

سواء اكانت المرأة أم ام اخت ام ابنة ام زوجة ام جدة ام حماة , ومهما كان الدور الذي تمثله او تلعبه او تشغله في الحياة , فان هناك اشياء صغيرة , اشياء حميمة , قلما ينتبه لها الآخرون لكنها بالنسبة لها , تعني الكثير !
فماذا يعني ان تحتفظ المرأة بتلك التذكارات الصغيرة من عهد الطفولة وتحملها معها في جهاز عرسها ؟ , وماذا يهم ان قال الوالد لابنته انها موهوبة , عندما اسشارته في موضوع للانشاء؟ , وماذا اذا أكد الزوج لزوجته مرارا انه يحبها ووشوش في اذنيها تلك الهمسات الدافئة ؟ انها اشياء صغيرة , لكنها تغمر قلب المراة بالحب والسعادة والفرح , ان يأتي اليها ابنها ويقول لها :"امي ما أجملك! " , لن يكون لتلك اللحظة اخت او مثيل , والام ستنظر الى نفسها انطلاقا من هذه الشهادة التي منحها لها ولدها بكل هذا الحب .
ان يكون للمرأة كرسي هزاز تلجأ اليه في اوقات مسروقة من التعب اليومي , ليس الا تفصيل صغير , وحدها المرأة تعرف قيمته .
ان يقدم لها الزوج بعض الماء , في اوقات لم تكن بالحسبان ليست الا بعض الاهتمام , الذي قد يثير دمعة في عيني المرأة .
ان تعود الى البيت وتجد ان اولادها , قد اعدوا لها طبقا تحبه , وبدون مناسبة , هذا ايضا يدفها لتحمل الحياة أكثر . اشياء كثيرة كثيرة , يمكن فعلها ببساطة الزنابق في الحقول التي تنشر اريجها بدون مقابل او اجر .
الاعباء كثيرة , تلك التي تقع على عاتق المرأة , لكنها قلما تشعر ان هناك من يتفهم هذا العبء , لعله الارث الذي تحمله المرأة منذ القديم , جعلها تصدق ان التضحيات هي كل وظيفتها في الحياة .
يمكن للمرأة ان تقوم بالكثير الكثير , ولكنها تحتاج فقط الى القليل ,( ولا ضير ان زاد كثير) , من الدعم , من التقدير , من الشكر , من الاعتراف بالجميل , من الاهتمام , انها بحاجة الى تلك الاشياء البسيطة التي تستطيع عبرها , ان تحرك شفتيها للابتسام , وتجعل قلبها يخفق بحرارة ... هي مواقف صغيرة , يستطيع اي واحد القيام بها بدون جهد ,تجعل نبع الحياة أكثر دفئا , وأكثر رحمة ومودة .
تختزن الحياة كثيرا من تعبيرات الانوثة , تلك التي يمكن من خلالها محاورة المرأة كل امراة على اختلاف مراحل عمرها , او مراكزها , او اطباعها .
ان الاشياء التي تجعل المرأة أكثر توثبا , هي حاجتها الى الخصوصية , والى الاسرار , المرأة تحتاج الى الاسرار كي تلف بحياتها بعض الغموض , ذاك الذي يجد به البعض , امر لا فائدة منه ولا جدوى , لكن هذا الغموض , يشكل خزانا لها ...ان تقصد المرأة احدى المقاهي او حديقة عامة , او ان تقوم بزيارة بدون نشر اعلان عن الامر , انما يحقق لها بعض الاستقلالية , او ان تتلقى اتصالا هاتفيا , لا تبرر أمر تلقيه , هو شيء صغير له بعض السعادة في قلبها , ولما لا ؟.
في غمرة التفاصيل اليومية , اذا قال الاخ لاخته ماذا لديك في نهاية هذا الاسبوع , هناك معرض للرسوم اود اصطحابك اليه , صدقوني ان الفرحة ستكبر وتكبر , لتصبح الحياة ووجوه الناس والطرقات , كلها معارض للرسوم .