النساء وقود السلفيين والإخوان في المعركة الانتخابية



مجدي جورج
2011 / 12 / 30

من الواضح انه بعد نهاية مرحلتين من مراحل الانتخابات البرلمانية  الثلاثية المراحل فان تمثيل المرأة في برلمان الثورة يكاد يكون شبه منعدم ، فحتي الان لم تنجح الا سبعة سيدات في الوصول للبرلمان من حوالي 324 عضو  واذا استمر الاداء بهذا الشكل في المرحلة الثالثة وهذا متوقع فإننا سنشهد لبرلمان من اقل البرلمانات تمثيلا للمرأة .
والاكثر ايلاما مما سبق ان غالبية اعضاء هذا البرلمان هم الاكثر تشددا وأنكارا لحقوق المرأة ، فجزء كبير من هذا التيار الاسلامي تقول ادبياته ان المرأة لا يحق لها الخروج الا لثلاث خرجات الاولي من رحم أمها والثانية من بيت اهلها الي بيت زوجها والثالثة من بيت زوجها الي القبر . 
والاكثر ايلاما واسفا مما سبق كله هو تحمس سيدات وبنات هذه التيارات للتصويت لهذه التيارات الناكرة لكل حقوق المرأة بل وتعريض انفسهن للمخاطر العديدة وترك اسرهن وأبنائهن من اجل العمل في الحملات الانتخابية لممثلي التيار الاسلامي سواء قبل الانتخابات بالمرور علي البيوت المصرية في حملة اطلقوا عليها حملة طرق الأبواب من اجل الدعاية لمرشحي هذا التيار ، او سواء بتعريض انفسهم للمسائلة القانونية لممارستهن الدعاية الانتخابية في ايام الصمت الانتخابي او حتي لقيام بعض المنتقبات بانتحال شخصيات سيدات أخريات من اجل التصويت لممثلي هذا التيار . 
والعجيب في هذا الامر ان اكثرمتشددي هذا التيار فيمن يرون ان المرأة عورة وان خروجها من بيتها من الكبائر لم يروا في ما تفعله المرأة في هذه الانتخابات اي عيب او نقيصة بل بالعكس هم كانوا اول من شجع النساء علي هذا طالما انه يحقق أغراضهم في الحصول علي الأغلبية البرلمانية . 
نعلم ان هؤلاء النسوة مخدوعات في هذا التيار وأنهن اول من سيعانون في حال تمكن هذا التيار من الاستيلاء علي مقاليد الامور في مصر لان هذا التيار سيقضي علي مسحة الحرية المتبقية في مصر وهذا سيؤثر بالتأكيد علي سيدات مصر اللاتي سيجدن انفسهن محاصرات في بيوتهن لا عمل لهن الا خدمة سي السيد وارضاءه وتلبية رغباته .
هناك احصائيات تقول ان 34٪ من الاسر المصرية تعولها سيدات وإحصائيات اخري تقول ان اكثر من 50٪ من سكان مصر من النساء ، فكيف تستقيم امور البلاد في ظل حرمان هؤلاء من مجلس نيابي يشرع امور البلاد والعباد ؟
وكيف يمكن استبعاد اكثر من نصف عدد سكان مصر وحبسهن في بيوتهن ؟ 
المرأة المصرية التي وصلت الي منصب حاكم البلاد منذ قديم الأزل منذ ايام حتشبسوت وكليوباترا ونفرتيتي وشجرة الدر . هي نفسها التي جاهدت حتي تحقق التساوي مع الرجل علي ايدي رائدات العصر الحديث كهدي شعراوي ونبويه موسي وغيرهن ،  وهي نفسها ايضا التي حصلت علي حقوقها شبه  كاملة  وخصوصا حقها في الترشح والانتخاب في العام 1956 حتي قبل نساء دول أوربية عديدة ، ولكنها اصبحت  الان مهددة بضياع كل حقوقها مع وصول هذه التيارات للحكم  وللاسف يتم كل هذا بسواعد النساء المخدوعات في هذا التيار .
فيانساء مصر ويا نساء الاخوان والسلفيين افقن وأنهضن فهذه التيارات التي تبذلن من اجلهم الغالي والنفيس الان ستكون اول من يغتصب ويغتال حقوقن في الغد .
في النهاية فإنني اعتقد ان التمثيل المتدني جدا للاقباط وللمرأة ولشباب الثورة واليسار في مجلس الشعب القادم  سيعجل بقيام ثورة تصحيح لثورة يناير العظيمة التي شارك الجميع في صناعتها وبذلوا دمائهم من اجلها ولكن للاسف جني ثمارها واختطفها هذا التيار الذي سيحاول قيادة مصر الي المجهول ، فمن المتوقع الا تستمر الأوضاع كما هي بل لابد ان يأتي اليوم الذي تقوم فيه هذه الثورة التي ستصحح كل الأوضاع وتضع كل الامور في نصابها وهذا اليوم سياتي عن قريب وان غداً لناظره قريب .
مجدي جورج