خريفنا وربيع لارا لوهان



احمد جبار غرب
2012 / 1 / 9

لا شك إننا كشعوب عربية نمتلك مقومات الأمم الراقية ذات التاريخ العريق والماضي المجيد وبوجود منظومة القيم النبيلة ذات الغايات الإنسانية العظيمة التي شكلت على مر التاريخ شخصيتنا المتميزة التي نتفاخر بها إمام الشعوب والمحيط العالمي الذي نحن جزء حيوي منه نؤثر فيه ونتفاعل معه بقدر حجم العلاقات والمنافع المتبادلة والتلاقح الحضاري لكن ماحدث للمذيعة الأمريكية الشهيرة لارا لوهان يفقد العقل والصواب عندما قامت بتغطية انطلاق الثورة المصرية من ميدان التحرير امرأ غاية في البشاعة والخسة والنذالة ولا تعكس سلوكا إنسانيا أو إسلاميا متحضرا أو ذوقا رفيعا أو فيم من دين سمح نرفض إن يكون بهذه المساخة وما جرى للمذيعة وسط حشود الجماهير الغاضبة والمتهسترة من اجل التغير ومن اجل إن تبلغ أهدافها في الحرية والديمقراطية ومن اجل الإطاحة بالاستبداد حيث اغتصبت هذه المذيعة ومزقت ملابسها وهي تصرخ وتستنجد أهل المرؤة والتسامح من إنقاذها من الوحوش الكاسرة التي تحاول اغتصابها بالأيدي والأرجل وتمزيق كل ملابسها حتى ظهر جسدها ومن كل الاتجاهات تحدثت وهي تذرف الدموع إمام المعلق التلفزيوني الذي اجري معها الحوار ولو كانت المرأة عربية لربما قادنا تفكيرنا إلى هاجس نظرية المؤامرة الذي يتغلغل في عقليتنا لكن المرأة أجنبية والمجتمع الغربي بني على ثوابت اجتماعية يعتبر تجاوزها خطوط حمراء ولا يسمح أخلاقيا ولا قانونا بالتعاطي مع سمات لاتعكس تحظرهم وهم لم يتعودوا الكذب الكثير والنفاق الاجتماعي وتزييف الحقائق وهنا أتكلم على البنية الاجتماعية للإفراد وهم نتاج عقلية متطورة ركب الحرية للوصول إلى الحقيقة الإنسانية ولو حتى كانوا يفعلونها هم أو سيئين هذا لايبرر فعلتنا السوداء اتجاههم !هل من الدين والأخلاق العربية التي ننام ونصحي على ضجيجها هيجان مجاميع من البشر !!على امرأة هي دخيلة لأنها وحيدة بينهم جاءت لأجل هدف أنساني نبيل وكونها تمتهن الصحافة سعت لتغطية إحداث الثورة وتصويرها لعرضها على الرأي العام العالمي بحيث نبتهج بربيعنا العربي الذي أضحى خريفا مزعجا ينبأ بموتنا البطيء على يد حكامنا الجدد الذين تشدقوا حتى الثمالة بالديمقراطية والحرية وبعد إن تم سرقت خيارات الشعوب من قبل الإسلام السياسي الذي استغل انتشار الجهل والتخلف الذي تعاني منه مجتمعاتنا ليطيح بكل القيم الحداثوية المتحضرة !ياترى من يقف وراء هذه الفعلة؟هل هم جماعة السلطة لتشويه الثورة أم السلفيين أصحاب النظريات المتطرفة الذي يرفضون كل تطور أم القوميون المتعصبين التي لازالت خطاباتهم كما هي لم تتغير منذ الخمسينات والى ألان وهل هم نتاج مجتمعات سطحية تلغي كل رأي يعارض قيمها وتقاليدها ورؤاها ؟.أم هي مجاميع هوجاء متعطشة لفعل العنف والجنس في إن معا لتفريغ جوعها وافتراسها الحيواني اللئيم وأنا هنا لا أحاكم فكرا أو مجتمعا بقدر استجواب ذاتي لسلبية المنظومة القيمة التي تنحت في نفوس البعض والتقاليد التي غسلت أدمغة الإنسان العربي عبر ركام السنين العجاف !هل هم من الثوار الذين يطمحون للتغيير وكيف تلتقي الثورة مع السلوك المنحرف الذي جسد بشكل يشع ودنيء ضد المذيعة التلفزيونية التي اتهموها بالجاسوسية والصهيونية لتبرر عملها الشنيع الذي اقدمو عليه والذي لا ينتمي إلى المجموعة الإنسانية بأي شكل من الإشكال وهم قطعا ليمثلون شعب مصر المتنور صاحب التاريخ العريق والحضارة والرقي ومن يقبل بهذا الفعل الدين أم العرق أم الكبت أم النزق المريض