الإحصاءات من منظور جندري



دنيا الأمل إسماعيل
2012 / 1 / 19

تعد إحصاءات النوع الاجتماعي وسيلة أساسية في قياس أوضاع المرأة وتقويم دورها في المجتمع والاقتصاد والدولة، وتحديد المدى الذي تنتفع به من ثمار التنمية، ومقدار التحيز ضدها في المجتمع .
وقد كشفت الدراسات السابقة أهمية الرصد الإحصائي لأوضاع المرأة ، خاصة وأنّ تقويم إحصاءات النوع الاجتماعي يكتسب أهميته أيضا لما يوفره من إمكانية التعرف على وفرة الإحصاءات المعنية بالمرأة وجودتها ومطابقتها للمعايير الدولية، وحجم الفجوة التي ينبغي ردمها بإحصاءات وبيانات ومسوحات جديدة.
كما تعتبر الإحصاءات و المؤشرات أدوات فاعلة و مهمة في التخطيط الاقتصادي و الاجتماعي و اتخاذ القرارات و السياسات التنموية، في الوقت الذي تستخدم فيه هذه الإحصاءات و المؤشرات في تقييم الوضع الراهن لأي نشاط و قياس مدى التقدم و التطورفيه ، و عليه توضع الأهداف المستقبلية.

على الجانب الآخر، تشكل الإحصاءات و المؤشرات إحدى أهم الوسائل التي يستطيع بواسطتها واضعو الخطط و صانعو القرار قياس الامساواة بين الجنسين.
كما توفر تلك المؤشرات المعلومات التي ينطلق منها أخصائيو وأخصائيات إحصائيات الجندر للمطالبة بالسياسات التي تؤدي على الأرجح إلى مساواة أكيدة بين الجنسين.




كيفية قراءة الإحصاؤات من منظور جندري:
يمكن تقييم المنتجات الإحصائية المتاحة بالاستناد إلى معايير تتصل بجودتها ومنهجيتها وإتاحتها لمستخدمي الإحصاءات، وهناك عشرة معايير مختلفة للتقويم والتقييم، وهي:
• تحليل النوع الاجتماعي: هل تم استخدام تحليل النوع الاجتماعي في عملية إعداد الإحصاءات؟
• آليات جمع بيانات النوع الاجتماعي: هل تضمنت عملية جمع البيانات أدوات أو وسائل مناسبة للنوع الاجتماعي؟
• تجميع البيانات على أساس الجنس: هل تم تصنيف البيانات حسب الجنس أينما كان ذلك ممكنا؟
• طرق فحص تفاوتات النوع الاجتماعي: هل استخدمت طرق مختلفة لفحص التفاوتات في النوع الاجتماعي؟
• المقارنة الدولية: هل أعدت الإحصاءات طبقا للمعايير الدولية بما يوفر إمكانية المقارنة الدولية؟
• الموثوقية: هل تتصف الإحصاءات بالمصداقية والموثوقية، وهل تم مطابقتها مع مسوحات أخرى؟
• الإطار الزمني: هل توفر الإحصاءات سلاسل زمنية لسنوات مديدة؟
• سهولة الوصول: هل تم عرض الإحصاءات بطريقة مناسبة لجميع المستخدمين والمستخدمات؟
• قياس التأثير: هل تتضمن المنشورات مؤشرات تقيس التأثير، أم أنها مجرد إحصاءات وبيانات؟
• المشاركة النسائية: دور النساء في جمع الإحصاءات، والمشورة النسائية هل أشركت عناصر نسائية أثناء جمع وتحليل الإحصاءات؟ وما هي طبيعة هذه المشاركة؟

مع ملاحظة أنه من الضرورة بمكان تزويد مستخدمي الإحصاءات بالأدوات المعرفية التي تمكنهم من تقييم نوعية البيانات ،التي بين أيديهم، من خلال عرض وتوثيق المفاهيم والتعريفات والمصطلحات الفنية المستخدمة، وكل ما يتعلق بالمصادر والأساليب والطرق الإحصائية. وفي هذا الصدد كان لزاما على منتجي الإحصاءات تقديم عرض وشرح وافٍ حول ما تشير إليه البيانات.
لكن عادة ما تفتقر الكثير من المسوحات والنشرات الدورية إلى ثبت مرفق للمفاهيم والمصطلحات الفنية وطرق معالجة البيانات، وعادة ما يكتفي محررو تلك التقارير بمقدمة موجزة للتقرير تؤشر عددا من النقاط فيه، من قبيل: الجهة المنفذة للمسح والجهات الساندة؛ توقيتات المشروع؛ وحجم العينة.
وتنفرد الدراسات والمسوحات المنفذة بالتعاون مع بعض المنظمات والمؤسسات الدولية بوجود ملحق بالمؤشرات والمصطلحات الفنية المستخدمة، تمشيا مع المعايير التي تتبناها تلك الجهات

إن الترويج لإحصاءات النوع الاجتماعي ليس بالأمر اليسير، إذ يتطلب تحقيقه تكريس الجهود والعمل المنظم والمتواصل، لان زيادة الوعي بأهمية هذه الإحصاءات هو غاية أساسية من عملية الإحصاء. لذا فان نشاط الأجهزة الإحصائية تعد عوامل أساسية في الترويج لها
وعلى الرغم من أنّ السنوات القليلة الماضية قد شهدت زخما قويا في تطوير الإحصاءات عموما، وتلك المراعية للنوع الاجتماعي على نحو خاص. فإمعان النظر في فجوة الإحصاءات ،يكشف عن الجهد الحقيقي للجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني في ردم فجوة إحصاءات النوع الاجتماعي، التي يمكن تحديدها من خلال المؤشرات التي يعرضها الإطار المشترك للأهداف والقضايا والمؤشرات الخاصة بالأهداف الإنمائية للألفية الذي يتبنى مجموعة مؤشرات تعد مناسبة للتعبير عن مكانة المرأة في المجتمع الفلسطيني ، والتي يمكن حسابها من خلال البيانات المتوافرة أو التي يمكن أن تتوفر مستقبلا. وهذه المؤشرات تشتمل على سبعة مجالات هي: الدخل والفقر، المرأة وحقوق الملكية، تعليم المرأة وتدريبها، تعزيز المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة، صحة المرأة، المرأة والبيئة، وأخيرا، المرأة وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات.