هل للمرأة حاسَّة سادسة؟



مرثا فرنسيس
2012 / 1 / 21

هل للمرأة حاسة سادسة؟
بعد أن كان البعض يعتبرها مبالغة لطيفة أو مزاح خفيف إكتشف الباحثون إنها حقيقة وأن المرأة تتمتع بما يسمى بالحاسة السادسة، فالمرأة تتميز بقدرة متفردة للشعور والإفصاح عن بعض الحقائق رغم عدم وجود مصادر واضحة لهذه الإستنتاجات أو التنبؤات، وإنما يرجع ذلك لوجود صفات معينة في شخصيتها، وأن وجود الحاسة السادسة لديها ليست ضرباً من الخيال أو غرورا مبالغ فيه، ولكنها حقيقة مثبتة تعود لخصائص معينة تتمتع بها المرأة. وهناك صفتان تنفرد بهما المرأة أضافتا للمرأة هذه الحاسة الجديدة.
أولهما يكمن في الإهتمام بالتفاصيل بشكل دقيق جداً، فبينما يهتم الرجل بالخطوط العريضة والنقاط الرئيسية في أي موضوع، نجد المرأة تعتني بالتفاصيل وتهتم بصغائر الأشياء. والأمثلة كثيرة ومتداولة فمثلا إذا فكر زوجان في تغيير محل السكن فالرجل سيهتم بالمبلغ المطلوب للحصول على شقة أخرى ومتى يمكنهم الإنتقال اليها أما الزوجة فستهتم بقرب المكان أو بعده عن مدارس الأولاد وتهتم بحجرات الأطفال وهل مناخ حجراتهم صحي أم لا، وهل يمكن ترتيب الحجرات بحيث يكون لهم مكان للمذاكرة واللعب ؟ وتهتم بالمصاريف الشهرية لهذا المكان وليس فقط بالمبلغ الأساسي المدفوع، وتهتم بقرب المكان أو بعده من وسائل المواصلات لتيسير التحرك في الأماكن المختلفة الضرورية لأفراد العائلة وهكذا.
ويتمثل في قدرة المرأة على The low focus أما الصفة أو الخاصية الثانية فهي تعدد الوظائف أو ما يسمى علي أن تقوم بأكثر من عمل في نفس الوقت؛ فهي تُنجز أعمالها في مكتبها بينما تُجيب على الهاتف وتكون في تركيز عالي أو نجدها تساعد إبنها في أداء واجباته وهي تقوم بعمل آخر بيديها، او تتابع برنامج حواري في التلفزيون بينما تقوم بعمل منزلي آخر وهكذا.
المرأة هذا الكائن الرائع الذي مازالت أغلب المجتمعات العربية تختصره في جسد فقط- هذا الكائن المبدع يجب الإستفادة من رؤيته ومن الزوايا التي يهتم بها سواء في العمل أو في الحياة الزوجية ولا يعني تفوق المرأة في بعض الأمور المميزة أن الرجل أقل بل الحقيقة أن كل منهما يُكمَل الآخر ويجب اهتمام كل منهما بدور الآخر دون تهميش أو مبالغة .
إن تميز المرأة وتفردها بهذه الصفات منحها قدرة على رؤية الأشياء الخفية أو ما اتفق على تسميتها بالحاسة السادسة، وهذه الصفات لا يمتلكها الرجل، فالرجل يستطيع أن يهتم بأمر واحد فقط ويمكنه التركيز فيه، فمثلا عندما يشاهد مباراة لكرة القدم لا يقبل أو يتحمل أن تسأله زوجته في أمر ما حتى لو كان داخل أحداث المباراة، وإذا كان يجيب على هاتفه لا يمكن أن يتابع حواراً تلفزيونيا أو يقوم بأي عمل آخر بيديه.
رسالتي إلى كل إمرأة أن تعيد اكتشاف نفسها من جديد، فالثقة بالنفس تنبع بالدرجة الأولى من الداخل وليس فقط من الآخرين أو من العوامل المتغيرة، فلترفض كل امرأة أن تكون مهمشة في عملها أو في بيتها وأن تهتم بصقل مواهبها ومميزاتها التي تتميز بها، وأتمنى من كل قلبي أن ترفض كل امرأة أن تكون مجرد جسد أو رقم في حياة الرجل، ليس هذا من منطلق إنها الأفضل ولكن من منطلق إنها إنسان وإنه يمكن الإعتماد عليها في أمور هامة في مجال الأعمال كما في مجال الأسرة، وإذا كان دورها أساسيا في إنجاب الأطفال وتربيتهم فلها أيضا دوراً أساسياً في تنمية المجتمع بالمشاركة الفعالة ورفض الشعور بالقلة لتفضيل الذكور بشكل مستفز في المجالات المختلفة في المجتمع.المرأة تكمل الرجل الذي يجب عليه أن يهتم برأيها ولا يعتبرها ناقصة أو يستهين بتفكيرها وعقلها بل أن يقف في صفها لتنال حقوقها المسلوبة، فوجود المرأة بشخصيتها الدقيقة ومميزاتها التي تنفرد بها واستنتاجاتها المنطقية سيكون له أعظم الأثر في نجاح الأسرة والمجتمع.
محبتي للجميع