تجارة البغاء عبر الحدود



وليد يوسف عطو
2012 / 2 / 3

الموضوع ماخوذ باختصار شديد وبتصرف تحت نفس العنوان من ملف العدد لمجلة ( نرجس ) , رئيس تحريرها فخري كريم , تصدر عن مؤسسة المدى للاعلام والثقافة والفنون ذي العدد المرقم41شباط2012
الاتجار بالاشخاص
يعني الاتجار بالاشخاص تشغيل ونقل وتسفير وايواء او استقبال الاشخاص بطريق التهديد واستعمال القوة او صيغ اخرى من الخطف او التزوير او الخداع او اساءة استخدام السلطة او من خلال اعطا ء او اخذ دفعات او فوائد من اجل الحصول على قبول شخص له سلطة على اخر بهدف استغلاله . ويشمل الحد الادنى استغلال الاخرين في الدعارة او الاستغلال الجنسي او العمالة او الخدمات القسرية والعبودية والاشغال الشاقة او بتر الاعضاء .
اول من نبه الى خطورة هذه المواضيع في العراق هي الناشطة في مجال حقوق الانسان والدفاع عن قضايا المراة , السيدة ينار محمد , رئيسة منظمة حرية المراة في العراق وعضوة المكتب السياسي للحزب الشيوعي العمالي العراقي . وكان رد فعل الجهات الرسمية في البداية وممثلات الشعب في البرلمان من الاسلاميات هو انكارهن هذا الموضوع . ولكن الموضوع اصبح غير مسكوتا عنه عندما تم تناوله من قبل المنظمات الدولية للمراة وحقوق الانسان . وانا شاهدت في التلفزيزن عبر احدى الفضائيات العراقية عضوة برلمان اسلامية تنكر كل هذه المعلومات وتخرج من الاستوديو مستنكرة هذه التصريحات .
يتحدث احد الاشخاص عن مهنته التي كانت مغرية ماديا وتتمثل بنقل فتيات شابات بسيارته من بغداد الى منطقة قرب الحدود السورية , والسيارة تتسع لثمانية فتيات , ويقبض على ايصال كل فتاة مبلغ 100 دولار !!!! . وكان يقوم بواقع 10 سفرات في الشهر وكان العدد الذي يصطحبه يتراوح بين 6 – 8 فتيات وبالتالي قد يكون العدد الذي هربه من الفتيات يبلغ 200 فتاة . وعند ايصال هؤلاء الفتيات الى الحدود السورية
تاتي مجموعة من المتفق معهم يعملون في الحدود السورية يقومون بتنفيذ المهمة الاخيرة وهم من جهات رسمية سورية تعمل في شرطة الحدود السورية – العراقية .
قال المهرب ان حرمان الفتيات من الرعاية الابوية وقلة الاهتمام الذي تعاني منه اغلبهن هو المبرر الاقوى الذي دفعهن الى ترك منازلهن والهروب الى المنفى . لكن بعضهن على الرغم من صغر اعمارهن اتضح انهن محترفات بالوراثة لتلك المهنة . احدى الفتيات ابنة ال 26 عاما قالت انها دخلت المهنة عن طريق والدتها التي كانت تدير ملهى ليليا ( كباريه ) في بغداد ثم تعرضت لخسائر كبيرة فاضطرتها الظروف الصعبة للرحيل الى سورية والاقامة في منطقة السيدة زينب عام 2001 واكدت سماهر ان وضعهم قد تحسن في سورية وانهم لاينوون العودة . وتقول بان عملها يبدا في الثامنة مساء وينتهي في الخامسة فجرا . واكدت انهن لايعملن سوى بالرقص فقط ولاشيء اخر . وقالت انه ( لم يجبرها على المر الا اللي امر منه ) اي الفقر . وتضيف انني اعيل عائلتي التي تضم والدي واربعة شباب وشقيقة وكلهم اصغر مني سنا . ووصفت سماهر وضع العراقيات بانه كالغجر ( كاولية ) اي انهن يرقصن ولايقدمن المتعة الجسدية لاحد .
قالت رنا ذات الشعر الاسود الطويل : لااتصور ان اي شابة ترضى ان تعمل بهذه المهنة , ولكن ماذا نستطيع ان نعمل ؟. وقالت نحن نحضر من خلال عقد للعمل في صالات الفنادق خلال الليل وحتى جوازاتنا تكون محجوزة في الفندق . ونحن لانملك اي شهادات , فقد تركنا الدراسة في اول مرحلة الثانوية والراتب مع البقشيش يمثل لنا مبلغا ضخما , فاحيانا نحصل على اكثر من راتب دكتور في الجامعة في يوم واحد . نحن نستطيع ان نساعد اسرنا في العراق . واضافت رنا : الوضع الامني في العراق سيء ولا احد يستطيع العمل وانا والدي متوفي واعيش مع امي واخواني الصغار . وكل يوم في العراق تجري حوادث ماساوية للفتيات . فقبل فترة خطفت احدى العصابات فتاة عمرها 15 عاما من احدى دور الايتام وتم نقلها للعمل في احدى بيوت الدعارة في بغداد وبعد فترة نقلت الى سورية ثم الى اليونان . وخلال هذه الفترة ادمنت هذه الفتاة على المخدرات وبعد ان عملت لفترة في احدى بيوت الدعارة وبعد ان فقدت عذريتها واستغلفت بابشع صورة اعيدت الى بغداد لتامرها العصابة بارتداء حزام ناسف لتفجر نفسها في مكتب احد رجال الدين . لكنها استعادت وعيها قبل التفجير وسلمت نفسها للشرطة . وتضيف لقد وصل عدد الفتيات المخطوفات الى مايتجاوز ال 3000 فتاة لحد الان , وبالامكان ضرب هذا الرقم بخمسة لمعرفة العدد الحقيقي للفتيات العراقيات المخطوفات واللواتي سلبت اعراضهن او اللواتي تم بيعهن في سوق النخاسة او اللواتي هجرن العراق بعد ان تعرضن للاعتداء والاغتصاب ليس من العراقيين او العصابات فقط بل وحتى من الامريكان ايضا , الذين يقومون عادة بقتل الضحية , وتضيف نوف : لااريد الرجوع الى العراق وانما سادفع مبلغا من المال لشراء ( اقامة ) او حتى للزواج باسيوي للبقاء في الخليج . وتقول : لقد كان سعر الفتاة العذراء العراقية بعد الاحتلال يعادل عشرة الاف دولار لكنه وصل الان الى مئتي دولار وربما 100 دينار اردني او حتى 100 دولار اميركي اذا كانت العصابة قد نقلتها الى عمان
ختاما اقول اه يانساء بلدي ....