- جنطة - إبتهال كاصد



حكمة اقبال
2012 / 2 / 5

اعلن المالكي حكومتة الثانية بعد تسعة اشهر على الانتخابات البرلمانية ، وكانت ناقصة لتسمية كافة الوزارات فمنحت بعضها وكالة لبعض الوزراء من نفس الكتل السياسية حسب نظام المحاصصة ، وتم تكليف هوشيار زيباري بوزارة المرأة وكالة . ضمت التشكيلة الاولى سبع وزراء دولة منهم بشرى حسين صالح من حزب الفضيلة .
وفي تبريراته لعدم اكتمال الوزارة قال المالكي : ( لقد طلبت من جميع الكتل السياسية ترشيح نساء للوزارات ، ولكن لم ترشح سوى امرأة واحدة لذلك انا مضطر لتأجيل تسمية بعض الوزارات لترشيح نساء لها ) ، وقال ايضا ( لن أحضر البرلمان مالم تمنحني الكتل السياسية ترشيحات لهن ) ، ولكنه لم يقول لماذا لم ترشح دولة القانون اسماء نسائية للوزارات من بين 22 نائبة في القائمة ، أو من خارج القائمة النيابية من النساء الكثيرات اللواتي لديهن من الكفائة ، أفضل من بعض ممن استوزر .
ولأن من لايقول الحقيقة ينسى ماقاله ، فقد استكملت التشكيلة الحكومية في شباط 2011 ، وظهر اسم ابتهال كاصد كوزيرة دولة لشؤون المرأة ، وهي وحدها كانت الاضافة النسوية ، وكعادته لم يف المالكي بوعده ، ولم تعلن اسباب اختياره لها بالذات ، حيث لم يُعرف عنها نشاط سياسي او مدني ، ونشاطها الاكاديمي محدود ، كما تشير سيرتها الذاتية في موقع الوزارة على الانترنت .

ومثلما كان رد المنظمات النسوية شديدا لعدم منح المرأة مناصب وزارية ، كان هناك ردود افعال شديدة من هذه المنظمات نتيجة توصيات اللجنة العليا لنهوض المرأة حول تحديد نوعية الملابس التي يجب ان ترتديها الموظفات اثناء العمل ، اثر اعلان كتاب وزارة النفط الى الموظفات ، الامر الذي يتعارض مع فقرات الدستور في الحرية الشخصية . وفي معرض ردها على الموضوع ، اثناء مقابلة معها في صحيفة المدى منشورة في يوم 26 كانون الثاني الماضي اخترت الفقرات ادناه :

- قالت انها مع وجود مفوضية مستقلة للمرأة على ان تعمل مع الوزارة ، ويجب انتظار ان تصبح الوزارة ذات "جنطة " ، ( يبدو انها تستعمل جنطتها الخاصة ) ، لماذا الوزارة بدون "جنطة " أصلا ؟ ومتى ستصبح ذات "جنطة " ؟ هذا مالم تقله ابتهال كاصد .
- اشارت الى ان ماصدر عن اللجنة في 22/9/2011 هي مجرد توصيات للوزارات ، لكنها لم تشر الى كتاب الامانة العامة لمجلس الوزراء في 17/10/2011 ، الذي اختفى من الانترنت .
- نص التوصية يقول ( ضرورة الالتزام بالزي المناسب للعمل ) ، أليس هو هذا التدخل السافر بعينه ؟ ومن يقرر ماهو المناسب ؟
- تقول انها شاهدت في الاردن زي موحد للموظفات ، وهناك بعض الدول المتقدمة تفرض البدلات الغامقة للرجال ، لكنها لم تتجرأ بالقول اسم واحدة من هذه الدول .
- اشارت الى جمال زي مضيفات الطيران ودعت الى الحذو مثلهن ، وهي لاتعرف ان الزي الموحد جاء لتمييزهن عن الركاب عندما كان ركوب الطائرة مقصورا على الاغنياء فقط حينذاك ، وهن فئة قليلة العدد قياسا لموظفات وعاملات الدولة الاخريات .
- قالت ان التوصيات بالاجماع ، وان كتاب وزارة النفط صادر من عضوة اللجنة أسيل ابراهيم ، كأنها تريد القول لاتحاسبوني وحدي في المشكلة وقد نسيت انها رئيسة اللجنة .
- قالت انها ضد المساواة لأن المرأة ستخسر الكثير عند مساواتها بالرجل ، ومن جديد لم تخبرنا ماذا ستخسر المرأة ؟
- قد ذكرت في المقابلة ( سياق يعمل به في اغلب العالم المتقدم اداريا ) , ( بعض الدول المتقدمة ) ، اذا كانت الوزيرة تستفيد من تجارب الدول المتقدمة لماذا لاتسأل نفسها عن سبب المساواة التي هي من اسس بناء تلك الدول المتقدمة ؟ ربما لاتعلم ان في الدول المتقدمة لاتوجد وزارة لشؤون المرأة ، والسبب معروف . صديقة عزيزة نبّهت الى ان عدم موافقتها على المساواة هو حنث باليمين الدستوري عند استيزارها .
- من حقها ان تؤمن بقوامة الرجل ، ومن حقها ان تخبر زوجها عند الخروج من البيت ، لكنها لم تخبرنا ماذا ستفعل اذا رفض زوجها خروجها في يوم ما ، لأن والدته ستزورهم ، وعليها تحضير الكليجة ؟

في موقع الوزارة الالكتروني نقرأ نشاطات متنوعة ، يجمع بينها سؤال واحد ، وماعلاقة وزارة المرأة بالامر ؟
- وزيرة المرأة تزور عددا من مدارس الرصافة للاطلاع على الواقع التعليمي وسير عمل الامتحانات .
- وزيرة المرأة تدين القصف التركي الايراني على الحدود العراقية في اقليم كوردستان .
- وزيرة المرأة تطالب بالاسراع في انزال القصاص العادل بحق مرتكبي مجزرة موكب الزفاف في التاجي .
- وزارة المرأة تمثل العراق في حوار الشباب العربي بالجزائر .

في بيان أصدرته الوزيرة باركت للمرأة العراقية عدم شمول وزارتها بالترشيق الحكومي واعتبرته دليل على الارادة السياسية لمجلس النواب والحكومة في دعم المرأة وايمانهم بدورها الفعال ، ولم يشر البيان لماذا لاتتجسد هذه الارادة السياسية بان تكون للوزارة حقيبة مثل الوزارات الاخرى ، كأنها كانت تريد القول ( تم استجابة دعائي وبقيت وزيرة ) .
الترشيق الحكومي شمل الوزيرة الاولى بشرى حسين صالح ، التي لم يذكرها احد في يوم ما ، بأن خسرت الوزارة ومقعدها النيابي ، وضاعت عليها المشيتين .

بعد بضعة أيام سيمضى على جلوس ابتهال كاصد على كرسي الوزارة ، التي بدون "جنطة " عام كامل ، وبالضبط في يوم 14 شباط ، عيد الحب ، عليها الاجابة على الاسئلة التالية :
- لماذا اختارها المالكي هي بالذات دون غيرها من الناشطات السياسيات والمدنيات والاكاديميات لشغل هذا المنصب ؟
- هل تشعر نفسها مؤهلة للاستمرار في هذه الوظيفة ؟
- لماذا لايوجد غيرها من النساء في عضوية الحكومة ؟
- ماهي ، بالارقام ، النتائج الملموسة التي حصلت عليها المرأة خلال عام ؟
- كم عدد النساء اللواتي ساعدتهن الوزارة للانتقال من نسبة 23% تحت خط الفقر الى مستوى الفقر ، شوية فوق الخط ؟
- كم عدد النساء اللواتي حصلن على عمل بمساعدة مباشرة من الوزارة ؟
- كم عدد القوانين والقرارات ، بالارقام ، اصدرتها الحكومة لصالح تطوير وضع المرأة الاقتصادي والاجتماعي والمهني والثقافي والتعليمي والصحي ؟
- كم عدد منظمات المجتمع المدني المهتمة بالنساء حصلن على مساعدات مباشرة ، مادية وغيرها ، من الوزارة لتطوير عملها المباشر مع النساء ؟
- كم عدد النساء ، بالارقام ، استفدن من برامج مكافحة العنف ضدهن ؟
- ماهي خطط وزارتها للسنة القادمة ، بالارقام ايضا ؟

ستحضر الوزيرة استجواب امام البرلمان بطلب من خمسين نائبة على خلفية توصيات لجنتها وتصريحاتها ، وامامها دعوى قضائية اقامتها منظمات نسوية ضد توصياتها . هذا هو التعبير الصحيح من قبل ناشطات المجتمع المدني ، ومن يساندهن ، لمواصلة العمل من اجل ان تحقق المرأة العراقية حقوقها ومطالبها العادلة ، كباقي ابناء الشعب ، وللحركة النسوية العراقية تاريخ مجيد ، وستحتفل اقدم المنظمات النسوية ، رابطة المرأة العراقية ، بذكرى تأسيسها الستون في العاشر من آذار القادم ( قبل ان تولد الوزيرة بثلاثة عشر عاما ) ، وعسى ان تتذكر الوزيرة هذه الذكرى في كلمتها بمناسبة يوم المرأة العالمي في الثامن من آذار القادم ، وتستضيف المالكي ، كما فعلت في العام الماضي .

لدي صديقة عزيزة اسمها ابتهال ايضا وتحمل شهادة الدكتوراة ايضا ، ولكنها تختلف عن الوزيرة بانها مدافعة قوية عن حقوق المرأة والانسان والديمقراطية ، تحية لصديقتي ، وتحية للناشطات من اجل حقوقهن ، وتحية لكل نساء العراق ، ولأن المرأة والحب صنوان ، فألف تحية لعيد الحب ، لكل اشكال الحب ومنها حب الوطن .