ماليس من متغير... ليندا وكرة القدم



وليد يوسف عطو
2012 / 2 / 5

اهداء ....
الى الزميلة الرائعة ليندا كبرييل ...
مع اسمى مودتي واحترامي ....
منذ ان تفتحت اعيننا على الرياضة وعلى كرة القدم , لم تتبنى الحكومات العراقية المتعاقبة من ملكية وجمهورية ملعبا واحدا بمواصفات دولية اولمبية , برغم الثروات الطائلة للعراق والتي بددت بالحروب العبثية من داخلية وخارجية .
ان اول من بنى ملعبا بمواصفات دولية في بغداد هو كولبنكيان الارمني صاحب شركة النفط المعروفة التي تحمل اسمه وبدلا من ان يعطي للحكومة العراقية الضرائب المستحقة بحقه قام بتشييد ملعب الشعب الدولي بنفس المبلغ !!!!, مع ملاعب اضافية لكرة السلة والطائرة ووضع قطعة امام الملعب مكتوب عليها ( هدية شركة كولبنكيان الى الشعب العراقي الكريم ) وتم افتتاح الملعب عام 1966 من قبل الرئيس الاسبق عبدالرحمن محمد عارف الذي دار دورة حول ساحة الملعب الداخلية بسيارته المكشوفة , ثم انطلقت المباراة الودية بين منتخب العراق ومنتخب بنفيكا البرتغالي الذي كان يضم ابرز نجوم المنتخب البرتغالي في كرة القدم والمشارك في بطولة كاس العالم والتي اقيمت في لندن عام 1966 ومن ضمن المشاركين خط الهجوم في المنخب البرتغالي واشهرهم المهاجم يوزيبيو . وانتهت المباراة بنتيجة 2 – 1 لصالح بنفيكا طبعا الذي كان يلعب لعبا استعراضيا . وكانت المنتخب العراقي بكامل نجومه انذاك مثل حارس المرمى حامد فوزي وصخرة الدفاع العراقي صاحب خزعل وجناحي الهجوم قاسم محمود ( زوية ) وهشام عطا عجاج . وقد اضيف للملعب في عقود لاحقة ملعبا وقاعة مغلقة للسباحة . ولاانسى بطولة كاس العرب التي جرت في بغداد في الستينات على ملعب الكشافة وفاز فيها العراق على سورية 2 – 1 وحارس مرمى سورية الاسطوري فارس السلطجي . وكانت لمنتخبنا مباراة مع البحرين انتهت بفوز العراق 10 – 1 . وبعد الحروب العبثية لصدام حسين اصبح العراقيون مولعون بالسلاح وكلما فاز منتخبنا في مباراة ابتدا رمي الطلقات بمختلف انواعها وكذلك عند الاحتفال بالاعراس وعند الوفاة . وكل هذه المناسبات تخلف اعدادا من القتلى والجرحى . لذا بدات ابتعد عن الرياضة وعن كرة القدم واقتصرت على مشاهدة البطولات الدولية . كما اني كنت امارس في شبابي لعبة الشطرنج واجيد تدوينها بالعربي والانجليزي بالطريقة الوصفية والجبرية معا وكذلك قراءة كتب الشطرنج بالعربي والانجليزي .في وقتنا الحاضر وبرغم الظروف الصعبة والنتائج الكارثية للحروب الا اننا نجد المراة العراقية اصبحت تعمل في جميع مجالات العمل . وهناك الملايين من الايتام في العراق ومالاقل عن مليون امراة مطلقة ولهذا اضطرت اعداد غفيرة من الفتيات والنساء على ترك بيوتهن والتوجه الى العمل . ومن ثم العودة الى المنزل لاكمال الاعمال البيتية ومتابعة الاولاد والبنات في دروسهم والقيام بالواجبات الاجتماعية .وبت ارى في العمل نساء رائعات من عاملات اجور يومية الى موظفات ومهندسات وقد استطعن ايصال اولادهم وبناتهم للجامعات وبالتالي التخطيط لمستقبلهم . ولكن يبقى الرجل مثل سي السيد يصدر الاوامر للزوجة بعد عودتها من عناء العمل ويبقى هو جالسا على الاريكة مستريحا .
في هذه المقدمة الطويلة احببت ان اشير انه برغم صعود التيارت الاسلاموية الى السلطة ورغم عملية الهدم التي طالت البنى التحتية والبناء الثقافي , الا ان المستقبل يبشر بخير لهذه الطاقات الهائلة للنساء . ولفت نظري الكاتبات والمعلقات المتميزات في الحوار المتمدن ودورهن , ومنهن السيدة ليندا كبرييل والتي يبدو بسبب تنقلها بين عدة دول قد غرفت من عدة ثقافات ومن مجتمعات متنوعة ولهذا فان القلم ينساب بين ايديها كانسياب الماء الهاديء في مجرى النهر الذي يملاء المرتفعات والمنخفضات دون ان يشعر به احد . فيها الكثير من حكمة التاو المنسجمة مع الطبيعة ولها الكثير من الثقافة الليبرالية . علقت برسالة على مقالة لي بعنوان ( اليوم اعلنت عليكم الحب ) بتاريخ 16-1-2012 حول مباراة برشلونة وريال مدريد وكان تعليقها يجمع بين العامية المصرية والفصحى في تلقائية وبساطة وسرعة بديهة وعفوية وذكاء وروح النكتة المصرية واشعرني تعليقها بالراحة ولهذا طلبت منها او التمست منها كتابة مقال عن الرياضة وعن كرة القدم وبنفس اسلوب التعليق انف الذكر تقول ليندا :
(ايه والله انا برشلونية استاذ ) . وعلمت في تعليق لاحق لها انها تشرف على تدريب فرق رياضية للاطفال . انها نموذج متقدم للمراة في مجتمعاتنا . فالمراة لديها القابلية على الابداع في عدة مجالات في وقت واحد والذي يفتقده اغلب الرجال . ليس لديها اية تنائيات متعارضىة ( ياابيض .... يااسود ) فما اشاهده في المجتمع الذي اعيش فيه هو الاستبداد الفكري من الجميع ومن اعلى المستويات العلمية وهو مانحتاج الى الخروج منه لاعادة بناء مجتمعاتنا ببناء الانسان بالاستناد الى العلم والبحث العلمي بدلا عن التلقين وعلى الثقافة المتنوعةالتي تقبل الحوار والاختلاف .
انا سعيد جدا وانا في خريف العمر ان ارى نموذجا مثل ليندا كبرييل تحذو حذوها كثير من الفتيات لبناء مجتمعاتنا وثقافتنا على اسس جديدة .
في الختام اقول اني قد وضعت قلمي وافكاري للتحميس لصالح مقال ليندا القادم عن الرياضة وعن كرة القدم وعن برشلونة وعن كرة التنس ..
( اه .. على التنس وعلى نادال الاخد عقلي يااستاذ انه يلهيني عن مشكلات بلادنا ...).
على المودة نلتقيكم دائما مع الرياضة وكرة القدم وبرشلونة وكرة التنس ونادال !!!
دمتم على خير ...