المرأة الخطأ في المكان الصحيح!!!



أسماء صباح
2012 / 2 / 5

صحيح ان المثل استثنى المرأة حين قال "الرجل المناسب في المكان المناسب" عندما أراد اصحابه ان يصفوا صفة القيادي ومكان صنع القرار، فابعدوا المرأة عن المكان لانها غير مناسبة واختير الرجل لانه يملك الخبرة والمؤهلات وحسن القيادة برايهم.

فالكثير من النساء او بعض منهن اذا لم نرد ان نظلم "الكثير" يدخلن عالم السياسة ليكملن قائمة من القوائم، ويتحدثن باسم الحزب الذي اضافهن على اخر القائمة، ويصرحن من غير دراية وهذا ما يجعل المرأة العارفة والفاهمة للسياسة والحقوق مستفزة من نساء ليس لهن ناقة ولا بعير في السياسة ولكنهن يجاملن احزابا بعينها وينطقن عن دون وعي لمخاطر ما يقلن.

مثل ذلك مثل مرشحة على قائمة حزب الوفد المصري التي تدعو لوقف توظيف البنات من اجل القضاء على البطالة، ونسيت او تناست وأظن الاولى أصح، بأن هناك نساءً تعيل اسر وبأن اعدادها هائلة وليس كل معيل للاسرة هو رجل.

وقد نسيت أيضا ان مثل هذا الاقتراح سيكون مدمراً للمجتمع في مصر بالذات، حيث تشارك الفتاة في تأثيث بيتها وشراء حاجياته عند الزواج بل ان معظم الفتيات يجلبن كل ما يحتاجه البيت، فمن اين لهن بالمال لو جلسن قعيدات في المنزل؟ هذا غير التعليم، فمعظم البنات متعلمات ونسبتهن اكبر من نسبة الذكور في الجامعات، اذا لتدفع الدولة النقود على تعليم فتيات يكون مصيرهن المنزل ولا ينفعن بلادهن في شيء ارضاءً لقول المرشحة.

ويقول احداهم معلقاً على هذا التصريح "موافق وبهذا يعمل الذكور ويقدرون على فتح بيوت وبالتالي سيتزوجون" ولكن السؤال هل سيقبل هذا ان يتزوج فتاةً لا تشاركه في شراء حاجيات المنزل، سيجيب بـ"لا" وما مصلحته ان يجلب الشقة وكل اثاثها؟؟؟

ان المحزن والمستفز في مثل هذا التصريح، هو شعوري بان هذه المرأة الخطأ في المكان الصحيح، يعني اننا نسعى نحن المدافعين عن حقوق المرأة ان تصل الى مراكز صنع القرار، ولكن ليس هذه المرأة.

ان المرأة التي نريد هي امرأة ذكية وعارفة لما يصلح لبنات جنسها ومجتمعها، واعية وتفهم القانون وتدرك مدى اهمية القول، لا ان تصرح تصريحات دون الرجوع الى مصادر تعطيها معلومات، انه من المهم ان تصل المرأة المناسبة الى المكان المناسب، لا ان تكون ذيل لحزب او جماعة تنطق باسمهم وباسم المرأة في الشكل الخارجي.