أبحثوا عن فقرائكم يا قادة العراق فالوصول الى بروجكم االعاجية صعب عليهم



علي الشمري
2012 / 2 / 8

))((أبحثوا عن فقرائكم يا قادة العراق فالوصول الى بروجكم العاجية صعب عليهم))
في كل دول العلم المتمدن ,من هو في موقع المسوؤلية يتفقد أبناء بلده او مدينته وصولا الى منطقته التي اعطته الاصوات لتصل به الى ما هوعليه,
في عراقنا الجديد لم نسمع يوما أي مسوؤل تفقد أبناء بلده او مدينته ليطلع على احوالهم المعيشية والخدمية وييسر لهم الصعاب ويذلل لهم العقبات ,فقد اكتفوا بالعيش ما بين المنطقة الخضراء المحصنة وبين عواصم الدول التي يتنقلون اليها بأستمرار ؟لا يعرفون شيئا عن معاناة شعبهم والصعوبات التي تعتريهم في حياتهم اليومية.,في مجتمعنا العراق صور مختلفة خلفها الوضع المأساوي الذي نعيشه منذ تسع عجاف:
فهناك حالات من الانحطاط الاخلاقي نتيجة البؤس والحرمان والتشرد وهي الطاغية في المجتمع ,المتمثلة بالجريمة المنظمة والارهاب ,السقوط الاخلاقي ,.
وهناك صور مشرقة تزهو بالاباء والعفة والشرف تسطرها نساء عراقيات رغم أميتهن وجهلهن .أنقل اليكم احدى هذه الصور المضيئة لامرأة عراقية حاورتها عصر هذا اليوم عندما كنت جالسا في محل صديق لي .وكما يلي:
جائت امراة ومعها اثنان من اولادها تتراوح اعمارهم ما بين الثمان والعشر سنوات,تروم ان تشتري بعض الحاجيات البسيطة لاطفالها.المراة موشحة بالسواد وتطلب من صاحب المحل ان يقلل من سعر بضاعته كون أطفالها أيتام.
كلمةأيتام حفزتني ان أتوجه اليها ببعض الاسئلة للاطلاع عن حالتها .فسألتها أين والدهم ؟؟أخبرتني بأنها ووالدهم كانوا يشتغلون فلاحين في احدى مزارع المحمودية ,وقد تم خطف زوجها من قبل مجهولين ملثمين ومسلحين في فترة الصراع الدموي الطائفي بين عامي 2006_2007,,لم أنعثر على جثته كي نحصل على شهادة وفاة نستطيع من خلالها ان نحصل على تعويضات حكومية الخاصة بضحايا الارهاب.ترك العمل واخذت اطفالي الخمسة,2 ذكور و3 أناث وتوجهت الى اهل زوجي في منطقة مظلوم بالنجف.الذين يسكنون في صريفة ,فسكنت معهم ,والد زوجي ووالدته كبار السن ,فأنا أصبحت المعيل بهم وباطفالي ,حيث أعمل في حش الجت وبيعه لكي أعيش على وارده ,وانا أقوم بجمع الحطب لغرض الطهي عليه و تدفئة أطفالي من البرد,وأنا من يقوم بأطعام والدي زوجي وتنظيفهم .؟
عل تقرأين وتكتبين.كلا وحتى اطفالي غير متعلمين ,أحنه حايرين بعيشته ,وينه وين
الدراسه..المرأة تحمل معها كيسا بلاستيكيا ملئ ببعض الحاجات.سألتها ماذا يحوي هذا الكيس ,فأفرغت محتواياته وتبين انها ملابس أطفال وكبار مستعملة.من أين لك هذا ,أجابت هذه مساعدات احصل عليها كل فترة,.من أين تحصلين عليها؟أمراة عجوز تبيع الخضروات تتصدق بها علي,ومن أين لهذه العجوزكل هذه الملابس؟الناس يعرفونها ثقة ويودعون عندها ما لديهم من صدقات ,فتوزعها على أمثالي؟
هل تحصلين على مساعدات من منظمات خيرية أو دولية ؟لم أسمع مثل هكذا اسماء ولم يصلني أحد منهم؟
هناك جهات خيرية أهلية توزع مساعدات شهريا ,فلماذا لم تطرقي أبوابها؟طرق الابواب لا تستطيع أي واحدة ان تستخدمه ,فانا أخاف على شرفي عندما أطرق تلك الابواب ,وأنت تعرف ما أقول.,أ طرقت برأسهاوتابعت حديثها,أني أسمع كثيرا بان هناك نساء يراجعن هذه الجهات ويساومن على شرفهن مقابل الحصول على مساعدات.؟لهذا قررت ان أعيش على عملي بشرف وكرامه؟
لماذا لم تراجعي مسؤولين كبار في الدولة وتشرحي لهم حالتك ,عسى أن يقدموا لك مساعدة,
من يوصلني لكبار المسؤولين ومن يدلني على طريقهم,فحماياتهم وحواشيهم ترهبنا نحن الفقراء؟؟.
ألا تحصلين على راتب من شبكة الحماية الاجتماعية؟لم يروجوا لي معاملة لكوني لا املك شهادة وفاة لزوجي؟
أيعقل هناك الكثير من امثالك في بلد يسمونه بلد النفط والخيرات ,ولا خير يرتجى منه اليوم؟نحن لا نستخدم النفط ولم يصلنا فطبخنا للطعام وتدفئتنا على الحطب الذي أقوم بجمعه كل يوم؟
هل زار أحد المسوؤلين منطقتكم وأطلع على احوالكم ومعيشتكم؟ لم اشاهد او أسمع ذلك؟
الى متى تبقون على هذه الصورة البائسة وحكامكم وصلوا الى حد التخمة من الاموال ,لماذا لم يخصصوا لكم رواتب من نثرياتهم السنوية والبالغة أكثر من 14 مليار دولار؟لماذا لم يقللوا من أيفاداتهم وسفراتهم المكوكية,كي يوفرونها لكم؟
لو كل مسوؤل تبرع براتب احد حماياته الوهمية التي تشفط شهريا ,هل تبقين في عوز.
لم تمتلك تلك المرأة الجواب ,فكان انهمار دموع عينها هو الجواب الشافي ,فقلت لها عليكم انتم الفقراء ان تتأسوا بقول الجواهري ,نامي جياع الشعب نامي ,حرسك ألهة الطعام
,فأثقلتني بهمومها وأنصرفت ,فقلت في نفسي ,لماذا يبقى العراقيون كالجمال التي تحمل الذهب وتأكل العاقول.ألا توجد حلول ,...........
الحلول كثيرة وموجودة لكن الضمائر الحية قليلة ومفقودة,في بلد أصبحت خيراته نهبا وتقاسما لغير أهله والموت والدمار والخراب لفقرائه ومعوزيه؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟