خيبة أمل نسائية !!



أسماء صباح
2012 / 2 / 12

وتتلاحق الخيبات على المرأة العربية دون توقف، فبعد ان انقشع الظلام وبدت ملامح الفجر اتية لا محال، والحرية باتت قاب قوسين او ادنى، سحبت في ليلة وضحاها من امام المرأة التي كانت متعطشة لليوم الذي سياتي فيه وتعامل وكأنها متساوية في المواطنة مع شركائها في البلاد.

الا ان خيبة الامل دايما ملاصقة للمرأة فيما يتعلق الامر بقضاياها العادلة، وخصوصا مع تولي الرجال كافة المناصب التي تخولهم باتخاذ القرار السياسي والتشريع مما يؤدي الى نقصان نظرهم او غض الطرف عمدا عن حاجات وقضايا واهتمامات المرأة.

فبالرغم من التغيرات التي طرأت على الشرق الاوسط في العام الفائت واستمرت هذا العام وكان بامكان النساء ان تحصل فيها على فرص حقيقية في مجال الحقوق، الا ان نتائج الربيع العربي للان كانت مخيبة لامال النساء، فسمح للمرأة بان تعبر عن رايها السياسي وتنتفض وتثور ضد الظلم والقهر حيث شاركت النساء بمختلف طبقات المجتمع، وفي هذه المظاهرات تماهت واختفت الطبقة والجنس والنوع واللون وكان الهدف واحدا يتمثل بدحر الدكتاتورية وشعرت النساء بانهن قادرات على ان يلعب دورا رئيسا يعمل على تغيير وجه البلاد.

لكن الدراما التي تبعت الثورات ودحر الدكتاتور كانت غريبة على المراة حيث تامر الذكور عليها وارادوا منها ان تعود الى سابق عهدها ومنزلها وبانهم سيتكفلون بباقي الاشياء ومنها الاصلاح والدستور والحكومة ومجلس الشعب وغير ذلك، وكأن المرأة تريد من يقوم بدل منها في جني ثمار ثورة ارادات منها حريتها!!!

لهذا فان على المرأة العربية ان تصر بان يكون لها قوانين مكتوبة ورسمية قوانين مدنية يكفلها الدستور، من خلال عملية البناء الديمقراطي، فلا يمكن ان نقول بان الديمقراطية اولا في المجتمعات ثم تاتي الحقوق المدنية، انهما يسيران في خط متواز، ويكلل هذا باشراك المرأة في عملية الاصلاح من اولها الى اخرها حتى لا تبقى المرأة مواطنة من الدرجة الثانية او يطولها اي نوع من انواع التهميش وتنسى قضاياها.