نموذج من مساندة المرأة العربية لوطنها



عبدالله صقر
2012 / 2 / 18

أمرأة أحبت وطنها العربى الكبير , فأحبها الجميع بكل طوائفة , غنت فغنى معها قلوب المحبين وغير المحبين , والذين لا يعون الى معانى الكلمات أيضا غنوا مع هذا الصوت الذى تعلمنا منه معانى السمو الروحى , هى حركت فينا الوجدان , فإنفعلنا بكل أحاسيسنا معها ,سهرت من أجلنا فى جفلاتها , فسهرنا معها وشدت لنا أجمل معانى الحب , وسمعنا أهاتها فولدت فينا أرق وأسمى الآحاسيس الرقيقة .

كنا ننتظر حفلاتها كل أول شههر على شوق كى نستشعر بأن هناك من يغنى فى زمن كله حزن وأنكسار, وكادت تغيب عنا البسمات والضحكات , أخلصت الست أم كلثوم فى غنائها بعد نكسة 1967 , حيث كانت قلوبنا يملآها الآسى والحزن , لآننا كنا حزانى بسبب هزيمة كسرت خاطرنا , هذه الهزيمة بسبب هجمة أغلب دول الغرب علينا ومساندنها لآسرائيل , بسبب قيادات لا تستطيع قييم وتقدير الموقف , غنت لنا أم كلثوم كى تنسينا همومنا ومأسينا وحزننا , بصراحة شديدة هى أستطاعت أن نتسينا مرارة الهزيمة نوعا ما , تلك السيدة لم يقف عملها على الغناء فقط , لكنها تفاعلت مع قضايا الآمة , فعملت سفيرة للغناء فى جميع العواصم العربية من أجل هدف نبيل , ألا وهو دعم المعركة , ومساندة بلدها فى المجهود الحربى .

لم نعرف الراديو ( المذياع ) إلا بعد أن عرفنا هذا الصوت الشجى , وأطربنا واحسسنا بأننا نعيش معها أجمل لحظات حياتنا , إنها حقا أيام جميلة لا تنسى من تاريخ حياتنا , , كانت أيام سلسلة سهلة فى كل شيئ حتى فى الغناء , وللأسف الشديد نحن نسمع هذه الآيام ضجيج وعويل وصراخ مصاحب للموسيقى وطبل وهرج , يكاد أن يسد مسامعنا , ففقدنا حاسة التذوق للأغانى , وأيضا كل الآصوات أو أغلبها متشابه مع بعض , فعجزنا أن نفرق بين هذه الآصوات , الغناء هو حالة من السمو الروحى والآخذ بذوق المستمع وترقى به , لكننا عندما نستمع لصوت من الآصوات هذه الآيام , نشعر بالكابة وسرعان ما نحول القناة على الفور .

هذه السيدة خالدة الذكر لم ننسى مواقفها مع وطنها , وهى التى حاولت أن تساند هذا الوطن وقت محنته , ولذا كان من الآجدر على رجال الآعمال والميسورين وأصحاب المليارات والملايين الذين كبروا وأرتفعوا وأصبحوا أغنياء من وراء وطن فقير , يمكنهم الآن أن يمدوا أيديهم بالمساعدة والمساندة لوطنهم فى محنته , حتى يتعافى أقتصادنا الشبه منهار بسبب عصابة اللصوص الذين يقبعون الآن فى السجون , يمكن لكل إنسان شريف أن يقف مع الوطن حتى نأخذ بيده حتى لا ينهار , لآننا الآن فى مفترق الطرق , إما أن نكون أو لا نكون , ونحن لا نريد ألا يضحك علينا الآعداء .

نحن نريد لأقتصادنا أن يتعافى على أيادى الشرفاء من أبناء الوطن الميسورين , , ومن الطبيعى جدا أن يكون بعد الثورات هزات وعثرات تقابل أى وطن وبالذات على مستوى الآقتصاد والآستثمارات والسياحة والبورصة , وهذا بالتأكيد ينعكس على النمو الآقتصادى القومى للوطن , إذن ماذا نفعل مع هذه العثرات ؟
قلنا أنه للخروج من هذه الآزمة , فلابد وأن يتطلب منا الكثير فى العمل الجاد والمثمر بهدف زيادة الآنتاج , كما يتطلب منا التكاتف والتلاحم وأيضا الصبر حتى نستيطع أن نعبر هذه المرحلة بشئ من العقل والتعقل والبصيرة .

كما بودى أن يعلم كل من يقوموا بالأعتصامات والآحتجاجات والتظاهرات أن يعلموا الثورة لا تدوم مدى العمر , وإذا دامت فمعنى هذا تعطيل عجلة الآنتاج , وما من لثورة إلا ولها قواعد وأسس تسير عليها حتى تقق أهدافها المرجوة ولا سيما أن قامت وليس لها رئيس يخطط لها ! , فيجب ألا نتقاعس عن مساندة الوطن والخروج به من كبوته , حتى نعبر لبر الآمان .