توصيات اللجنة العليا للنهوض بالمرأة ... مخالفة للدستور والواقع



رفعت نافع الكناني
2012 / 2 / 19

نقول ، لمن تربع على كراسي الغنيمة بواسطة اصواتنا نحن العراقيون في حدث اسمة يوم الانتخابات . كان الامل يعمر القلوب والحلم يداعب الخيال عن مستقبل كريم وحياة رغيدة وتطلع لغد يؤمن لنا ولاولادنا مستقبلا مشرقا أساسة العمل المنتج المبدع الخلاق لبناء الوطن والعمل الجاد لنهوضة من كبوتة بعيدا عن الفساد والاستغلال والتسلط وتقييد الحريات الشخصية وعمليات فرض الوصاية ووضع القيود على الشعب ، في ظل متغيرات كبيرة وعاصفة حدثت في البلد من جراء اسقاط الدكتاتورية وحكم الحزب الواحد . توقعنا ان يشمر العراقيون عن سواعدهم لبناء الانسان والوطن ، بعد ان تعرضوا لعقود من التهميش والاقصاء والفردية . لكن الذي حصل انفرط عقد المواطنة ، وطغت نزعاتهم الفردية فوق مهمات الوطن وواجباتة . وعشنا واقعا معقدا ، سهل لاعداء العراق الذين يحيطون بة احاطة السوار بالمعصم من كل الجهات ، لمحاولة كسر شوكتنا وعرقلة توجهاتنا للمستقبل ، فترى في كل يوم توظف لنا مجموعة من مشاريع الفرقة وانواع جديدة من المشاكل والمعوقات ، لوقف اية خطوة نحو بناء دولة عصرية واعدة ، واحداث ازمات متتالية لتمزيق وحدة العراقيين وانهاء مشروع توحدهم . .

في خضم هذا الواقع القلق والخطير ، تنبرى اصوات لتخلق لنا وللدولة مشاكل وازمات وتدخلات في شؤون الخلق والعباد نحن في غنى عنها وخاصة في هذة المرحلة ، من هذة الاصوات ما صرحت بة وزيرة ( حقوق ) المرأة من أوامر وتوصيات تخص ما يجب ان تلبسة وتلتزم بة المرأة الموظفة اثناء الدوام الرسمي ، وكأن الموظفة العراقية قاصرة عقل وناقصة ثقافة وجاهلة بالحشمة والتحشم !! هذة التوصيات والفرمانات تريد ان تقول او توحي ان العراقية متبرجة وتمشي وسط الدائرة بملابس فاضحة وبطريقة خليعة وكاشفة لمعظم مفاتن جسمها ... في تبرير ساذج لنظرية تريد ان يؤسس لها ومضمونها ، ان المرأة جاهلة ودونية وعورة وليست انسانة كاملة لها الاهلية الحقيقية للتصرف الواعي ، للضغط عليها لتصبح فاقدة للثقة بنفسها وبقدراتها الذاتية وقتل كل ابداع وتطلع في داخلها ، لتصبح متهمة دوما ومحاطة بشتى التهم والاقاويل الباطلة . وترافق مع هذة التصريحات ندوات وبرامج في بعض الفضائيات العراقية اطل علينا بعض الاشخاص ينتقد المرأة ويعيب عليها حتى حجابها كونة بالوان زاهية وجميلة ويشِكل عليها من ارتداءها ملابس غير فضفاضة ، وينتقد طالبات الجامعة بطريقة تهجمية وتعسفية مخجلة غير مبررة اطلاقا . من يتحمل تبعات ما يحدث ضد المرأة ؟

لقد اعتبرت هذة التصريحات ضد حرية المرأة وكرامتها وما رافقها من توصيات وجهت للوزارت بخصوص الملبس والشكل والهيئة ... اهانة مقصودة للمرأة العاملة وتحقير لشخصيتها وتخفيز الغير نحو اضطهادها ، واعطاء المبرر الرسمي لممارسة شتى انواع العنف والضغط النفسي والتعصب ضدها وانتقاصا من انسانيتها ، هل تريد وزارة المرأة رصد ومراقبة وتشريع قوانين تكبت انفاس المرأة ومعاقبتها على ما تلبس وما تفكر؟ وهل هذة هي واجبات الوزارة التي شكُلت من اجلها !! هل هناك مسوغ لسعادة الوزيرة من التحدث لوسائل الاعلام عن ما تفكربة وتعتقد من قضايا فقهية ودينية وشرعية تخصها شخصيا وما يدور في بيتها ، والذي اعتبر تدخلا وفرض ارائها والتبشير لها في دائرة تابعة للدولة ... هذا الافصاح والعداء لأدمية المراة جهارا ، لااعتقد انة حدث مصادفة او زلة لسان ، بل ان هناك من وجه وخطط وربما ضغط على الوزيرة على البوح بة ، متخطيا حرمة الدستور العراقي الذي صوت علية الشعب بعد ان نزف دما غزيرا في سبيل اقرارة والدفاع عنة ، والذي يعتبر الضمانة الحقيقية لصون حرية الافراد والدفاع عن حقوقهم الشخصية التي كفلتها كافة الشرائع والاديان .

هل ان مفهوم احترام الحريات الشخصية وحقوق الانسان وما يعبر عنة في الدستور، من ان العراق بلد متنوع الاعراق والثقافات والاديان ؟ شعار كاذب يتشدق بة الساسة والمسؤولين لجعلة بدون مضمون او محتوى . العراق منذ بدء الخليقة بلد التنوع والاخاء والازياء التي تعبر عن شخصية مكونات شعبة ، ولايمكن من حشرة في قالب واحد مطلقا . ونؤشر لما قالة المفكر الاسلامي المجاهد السيد سعيد العذاري من خلال مداخلة على مقالة في موقع مؤسسة النور للثقافة والاعلام في تشرين الاول 2010 والتي كان مضمونها ان طفلة بعمر الورود ارادت ان تلقي قصيدة من الشعر في مناسبة افتتاح نصب للشهداء في محافظة ميسان منعت من قبل احد منظمي المهرجان لعدم ارتداء الطفلة الحجاب على رأسها !!! بالرغم من اصطحاب السيد وزير الدولة لشؤون الاهوارحسن الساري لهذة الشاعرة الصغيرة للمنصة بنفسة . لقد علق العلامة المجاهد العذاري ( ان المسؤولين حصروا الدين بالحجاب والسبحة واللحية والمحبس ... العراق سيغرق اذا بقيت الظواهر حاكمة دون الجواهر ) .

المرأة العراقية وخاصة الموظفة في الدولة والعاملة في القطاع الخاص ، تحملت من المشاق والعذاب والعمل المضني والتعب والجوع والارهاق والمآسي والخوف ما لم تتحملة أمرأة في هذا العالم . اكتوت بمصائب الحروب المجنونة وفقدت الولد والزوج والاخ والاب والحبيب ، المرأة تحملت عندما رفع المجاهدون السلاح ضد النظام الصدامي ، سواء كان زوجها او اخوها او ابيها او عمها او خالها او الاقارب لحد الدرجة العاشرة ... ماذا كانت تعيش من ظروف ورعب وملاحقة ؟ وماذا كانت تسطر من ملاحم ؟ وماذا كانت تتعرض لة ؟ وكيف كانت تعيل ابنائها وبناتها في ذلك الظرف الصعب ؟ وكيف اكمل ابناؤها المدارس والكليات ؟ انها المرأة العراقية القديسة التي يجب ان تكون اعلى درجة من كثير من الرجال وليس متساوية معهم ... انها حفظت العهد والوعد وصانت شرفها وكرامتها وكرامة كل العراقيين بتلك الظروف التعيسة ، واليوم يأتي من يقول ان المرأة لايمكن مساواتها مع الرجل . الحجاب لايمثل مقياسا للشرف والعفة ابدا ، وانما قناعة ، تمثل رغبة او التزام ديني يحترمة الجميع ، والانسان حر بما يختاربعامل ذاتي وليس بالاجبار . والعمل الشريف والاخلاق القويمة والتربية الصحيحة ميزان الانسان وهويتة الحقيقية . وعلى وزارة الدولة لشؤون المرأة ان تعلمنا ماهي اختصاصاتها ... لان للمرأة حقوق كبيرة تنظر بترقب لانصافها ، وتحيط بها مشاكل اكبر تريد حلا لها .