العرب والطيب المذكر



كامي بزيع
2012 / 2 / 24

تفيد المراجع ان العرب، انما احبوا الطيب المذكر، وكرهوا منه المؤنث. اما المؤنث فهو طيب النساء مثل الخلوق والزعفران، اما ذكورته فهو مما لا لون له مثل المسك والعود والبخور والعنبر.
ان طيب الرجل في الذهنية العربية قائم على "ماظهر ريحه وخفي لونه" اما العطر النسائي فيقوم على "ما ظهر لونه وخفي ريحه".
من هنا حدة المناقشات التي تثار مابين مؤيد ومعارض حول تطيب المرأة، البعض يصر ان تتطيب المرأة "شرعيا" يكون لزوجها، ومنهم من يشير الى انها يمكن ان تضع العطر وتخرج، ولكن بشرط ان لا يكون للعطر رائحة ولكن ان يكون له لون، وانا هنا اسأل كيف يمكن للعطر ان لا يكون له عبير او شذى، وهل يكون اسمه عطر اذا لم يكن كذلك؟؟؟
ينفي العرب على المرأة ان تتعطر، ولكن الرجل نعم، عليه ان يخرج مطيبا معطرا شذيا، اذن هو يتعطر للاخرين، والمرأة عليها ان تتعطر فقط لزوجها لادخال السرور الى قلبه! ولكن من يتعطر لها؟؟ نعم ان عطر اطفالها هو اطيب عطر على الاطلاق، ولكن هل يلغي رائحة العرق التي تفوح منها عند القيام باعمالها؟؟
ولكن ماذا لو وضعت المرأة عطرا وخرجت لزيارة اهلها، اصدقائها، او الى عملها او حتى لتشرب فنجان قهوة في احدى المقاهي العامة؟ الجواب يأتي على لسان الذهنية العربية الذكورية "انها زانية" . كيف يمكن لامرأة ان تتهم بمجرد ان تضع العطر، بمجرد انها تطيبت، او ربما فركت يديها بزهرة ياسمين: انها زانية!!!
ان المرأة وردة تفوح عطرا وعبيرا وطيبا وشذى وكل المفردات الاخرى المتعلقة بالروائح الجميلة، واذا كان الفكر الذكوري يستطيع حرمانها من التطيب الاسطناعي فهو بالتأكيد لن يقدر ان يمحي طيبها واريجها الذي تبثه اينما وجدت.