تحية لأم الشهيد فى عيدها



نيفين عاطف مشرقى
2012 / 3 / 5

تحية لأم الشهيد فى عيدها

يرمز الاحتفال بعيد الأم إلى معانى جميلة ، فمن خلاله يمكن توصيل رسالة تحمل معانى التقدير والحب والعرفان بالجميل إلى الأمهات لفضلهن وصبرهن الذى لا ينفذ حتى فى أحلك الظروف ، وفى هذا اليوم يجتمع شمل أفراد الأسرة حاملين الهدايا لست الحبايب وقلوبهم تنبض وتجيش بحب فياض يغمر كل ما يحيط به بمشاعر من الدفء الأسرى الأصيل.
ويأتى الاحتفال بعيد الأم لهذا العام مختلفاً عما سبقه من احتفالات فى الأعوام السابقة ، فهو العيد الذى يأتى بعد مرور عام على ثورة 25 يناير، مما يعنى المزيد من لوعة وألم الفراق على فلذات أكبداهم ، وتلك الثورة أسقطت نظام فاسد حاول أن يجاهد ويظل باقياً ومتغطرساً ، دون النظر إلى ما سوف يؤول إليه بقائه و تمسكه بمنصبه عن رغبة مستميتة فى حب السلطة وفرض نفسه بالقوة على الشعب الذى أبى أن يبقى خاضعاً أو خانعاً ، معلناً ثورة الغضب الذى أطاحت به وأسقطته ليعلن شباب الثورة انتصارهم فى تحقيق ما كانوا يهدفون إليه ، ولكن للأسف لم يتحقق هذا النصر إلا بعد إراقة دماء ثوار مسالمين أبرياء لم يقترفوا ذنب ، فقد خرجوا ليعبروا عن مطالبهم المشروعة فكان جزاءهم الموت دهساً أو رمياً بطلقات الرصاص ، وهؤلاء الشباب وعلى اختلاف أديانهم غادروا منازلهم لهدف واحد يجمعهم عزموا على تحقيقه مهما كان الثمن ، تاركين أمهات و زوجات بقين ينتظرن عودتهم بالدعاء لهم بالعودة سالمين من كل شر وسوء ، و فى هذه المناسبة أحب أن أوجه كلمة شكر وتحية لكل أم تركت ابنها يتركها ويرحل إلى مصير مجهول من أجل نصرة ورفعة الوطن ، كما أحب أن أقول لهن أهنئن بنخب الانتصار الذى تحقق بسفك دماء أبناءكم كثمناً غالياً للحرية، فقد سطر التاريخ أسماء أبناءكم بأحرف من نور بين طيات صفحاته ، ليكون بذلك شاهداً أميناً لأجيال قادمة على ما فعلوه هؤلاء الأبطال من أجل وطنهم ليحذوا حذوا هم ولتستمر مسيرة الكفاح ، كما أنه لابد من يوم يأتى فيه القصاص العادل الذى سوف يريحكم ويريح أرواح أبناءكم ، وكل عام وكل أمهات مصر وأمهات الشهداء بخير وينعمن بسلام الله فى قلوبهم.

نيفين عاطف مشرقى