تحية لنساء العراق والعالم بمناسبة يوم المرأة العالمي



محمد عبد الجواد الجوادي
2012 / 3 / 6

تحيــــــــــــــة لنســــــــاء العراق والعالم بمناسبة يوم المرأة العالمي
يوم 8 آذار يوم ليس كبقية الأيام ، المجتمع الإنساني يستذكر وهو واقف وقفة العاجز تغييب نصف سكان الكرة الأرضية وهم النساء والنصف الآخر من الرجال يستذكرونه من باب الشفقة ومن باب الرأفة بالمرأة باعتبارها ناقصة عقل ودين باعتبار أن الرجال لايمكن أن يستغنوا عن النساء لأن المرأة هي الوسيلة والأداة لكي يتكاثر الجنس البشري ولكي تكون إناء لرغبات الرجال وهي المتعة الكبرى للرجال . كم كنت أتمنى أن تقتصر كتابتي على تقديم التهنئة للمرأة باعتبارها الإنسان العظيم التي ساهمت في صنع الحضارة والمدنية ، ساهمت في تحمل العبء الأكبر من المعاناة في تقدم الإنسانية ، إلا أن ونحن في الألفية الثالثة وفي القرن الواحد والعشرين المرأة لازالت مسحوقة ومدمرة وتستهلك من قبل الرجل الذكر الذي يمتاز بوجود ماهو غير موجود عند المرأة من الأعضاء أي يتفوق عليها جنسياً ولاسيما وأن المرأة تبعيتها للرجل منذ أن خلقت من ضلع ويقال أنه أعوج من أضلاع الرجل بأستثناء الدول الأسكندنافية حتى في أوروبا العجوز وأميريكا وبقية أنحاء العالم تعاني المرأة من نرجسية وحب التملك لدى الرجال والبعض منهم ولدوا ساديين أي نشأ في بيئة تقوم على انتقاص المرأة والطعن بإمكاناتها الذهنية والجسدية ولاسيما أنهم يمتلكون الدين الذي يعتبر المرأة عورة ومنذ ولادتها عورة وحتى صوتها عورة والقوانين المستمدة من الديانات المرأة نصف الرجل في الميراث وشهادتها نصف شهادة الرجل أي يجب أن تكون معها امرأة في نفس الوقت وفي نفس المجلس وأن تشهدا بكلام واحد ، وأن للرجل سلطان مطلق على المرأة فمن حقه أن يقوم بتأديبها بالضرب ( الضرب الخفيف الذي لايلحق بها إعاقة ) .
كلمة الضرب هي انتهاك لحقوق وإنسانية المرأة ومن العقوبات التي يتمتع بها الرجل حق قتل المرأة غسلاً للعار و`ذلك دفاعاً عن شرفه وفضيلته وفي أسوء الأحوال بالنسبة للرجل ( أن تحكم المحكمة عليه بعقوبة مخففة أو مع إيقاف التنفيذ.) أما المرأة إذا قتلت بعلها ( الرجل) فتعتبر جريمتها من جرائم الدرجة الأولى وتنال عليها الإعدام لكون أن الرجل عندما يتمتع مع امرأة أخرى لايلحق بزوجته العار رغم أنه يمتلك فسحة كبيرة في مجال تمتع نفسه بتعدد الزوجات وملك اليمين والتسري وعلماؤنا الأفاضل شرعوا زواج الفريندز وزواج المسيار وزواج الدراسة إضافة إلى زواج المتعة . أما ختان المرأة فهو للحفاظ عليها من أن يراودها أبليس لكبح جماح شهوتها . وعملية الختان من المعروف طبياً وعلمياً أنها تلحق ضرر بدني ونفسي من لحظة فجيعتها أي ختانها وإلى موتها . أما غشاء البكارة فهو الطامة والفجيعة الكبرى بالنسبة للفتاة ولأهلها فعلى ضوء الدماء التي تسيل عند إقتحام الرجل لهذا الجدار عفواً !! ( غشاء البكارة ) يتقرر مكانة ومستقبل وحياة المرأة لابل حياة عائلتها . ويذكر الدكتور المرحوم وصفي محمد علي أخصائي الطب الجنائي العدلي أن نسبة الغشاء المطاطي لدى العراقيات 11.9 في كتابه الطب العدلي أي أن هذه النسبة لا يتمزق فيها الغشاء ولا يخرج فيها الدم وبالتالي نتائج مايحصل تتوقف على ثقافة وإستيعاب الرجل وأن العفة لاتتحدد في مساحة لاتزيد عن سنتيمتر مربع . والبغيض في موضوعنا هذا أن العديد من النساء يمتلكون من العقل الذكوري ربما أكثر من الرجال فتراهن يمعن في الحجاب ويمعن في التشدد إتجاه المرأة وبالأمس القريب ظهرت عضوة في البرلمان المصري وهي في هذا المركز المهم الذي تمثل فيه شعب مصر لتصرخ !!! أن المرأة ناقصة عقل ودين ! ولايمكن الركون إليها في أي قرار من القرارات التي تتعلق بحياة الشعب !! ومن حق الشعب المصري أن يسأل كيف سمحت لنفسها بالوصول إلى السلطة التشريعية أي أن تكون مشرعة !! وفي نفس الوقت ناقصة عقل ودين !! ( بئس التشريع !!) . إن وضع المرأة بإستثناء بعض الدول قد تراجع بشكل كارثي ، لايمكن في العراق مقارنة وضع المرأة في الأربعينات والخمسينات والستينات والسبعينات والثمانينات بوضعها بتاريخ اليوم . والعراق بالأمس كان منارة العالم ومهد الحضارات وفي العصور الغابرة كان للمرأة الدور الكبير وشاركت في الحكم واليوم نرى المرأة في العراق مصادرة مرتهنة مهمشة ( وقد آلمني كثيراً أن أحد المواقع في الأنترنيت نشرت صور لتدريب النساء في عدد من الدول المتدربات ملابسهن رائعة ونظيفة ووجهن عليها علامات الأرتياح والغاية من التدريب للأنضمام إلى قوة حفظ النظام والتفتيش( وهناك تعليق على المتدربات العراقيات وهن يرتدين العباءات وبأيدهن بنادق كلاشنكوف يمه ! خالة ! أش أسوي ويا هذي العباية !!!) إن النظام الأمبريالي نظام العولمة لايريد للدول وخاصة دولة تمتلك تاريخ وحضارة وعلمت العالم الحرف والكتابة والفلك وكتبت القوانين أن تعطى أي مجال أي بصيص نور للنهوض . المرأة عندما تتعلم وتأخذ دورها في الحياة في صنع وخلق الإنسان يكون خطرها كبير على المصالح الأمبريالية فيحاولون أن يقبرون المرأة وهي في الحياة لكي لاتنشيء إنسان لاتقل قدراته وملكاته عن المتفوقين في العالم ، وفي أميريكا وأوربا وأصقاع الدنيا الآلاف من العراقيين أطباء ومهندسين وأساتذة في أعلى الجامعات مكانة في العالم .
إن المرأة كل الحقوق التي تطالب بها هي حق بديهي ولد معها ، والمرأة ليست جزءاً من الرجل ، بل هي نصف المجتمع الإنساني الذي يتكون من النساء والرجال وبالتالي يجب أن تكون متساوية بشكل متوازن مع الرجل . نرى في العراق الذي يملك من الثروات التي تكاد تكون بحجم ماتمتلكه أميريكا القارة ، المرأة العراقية فيه تعاني البؤس والشقاء والفقر منذ النظام السابق . الأرامل عددهم اليوم نفس عددهم في الماضي ، والأطفال الأيتام نفس عدد الأيتام في الماضي . المرأة العراقية تتعرض لجرائم الأغتصاب والخطف وتباع وتشترى من قبل سماسرة وتجار الرقيق الأبيض إلى دول الجوار، ويعملن في الملاهي الليلية في سوريا وتركيا وفي دول الخليج ومصر والعديد منهن قاصرات !! وهذا ماتتكلم عنه صحف العالم أجمع ومواقع الإنترنيت والفضائيات . والعراق أبتلى بأحزاب جاءت مع الأحتلال وأتخذت لنفسها من الدين واجهة سياسية . المرأة الفقيرة الكادحة تبحث في براميل ومكبات النفايات لعل أصحاب المعالي والباشاوات والسيادات والبكوات قد تركوا الفضلات !! علماً أن نساء وأطفال سكان المنطقة الخضراء الأكثرية منهم مقيمين خارج العراق خوفاً على حياتهم ويصر خدام الشعب إلا القلة القليلة منهم على شراء السيارات المصفحة وباب الجحيم مفتوح لهذا الشعب المبتلى .....!!!!!!!!؟؟؟؟؟

عليه لايمكن رفع الغبن عن المرأة إلا من خلال :
1- إقامة دولة علمانية تستوعب الجميع وفق المعايير الوطنية ، دولة لادينية .
2- العمل على تغيير التشريعات ( القوانين) التي هي عبارة عن مزيج من مخلفات الماضي التي لم تعد صالحة ، والتعديلات زادتها غموض .
3- تغيير المناهج الدراسية تغييراً جذرياً والاستعانة بخبراء وأساتذة من الجامعة العربية والأمم المتحدة والمعاهد التي تهتم بهذه الأمور .
4- حال المرأة لن يتغير مالم يتغير وضعها الأقتصادي والأجتماعي وتتغير ذهنية الرجل من خلال التكثيف والتركيز على المفاهيم السليمة والصحيحة في مختلف مراحل الدراسة والبرامج الفضائية والإذاعية السليمة .
5- محاسبة الدخيلين على جسم العراق من الجهلة والأميين اللذين لايهمهم سوى سرقة هذا الشعب المسكين الذي أبتلى بهم وكل واحد منهم يمثل أجندة لدولة خارجية ، علماً أن جميع دول العالم تعتبر التخابر مع جهة أجنبية خيانة وطنية، فحين أن هؤلاء الدخلاء يستمدون قوتهم من مرجعياتهم التي هي الدول الأجنبية سواء أكانت عربية أو غير عربية .
عاشــــــــــــــــــــت المــــــــــــــرأة !
عاشــــــــــــــــــــت المــــــــــــــــرأة العــــــــراقية !
عاش النضال من أجل بناء نظام تتحقق فيه المساواة والعدالة الاجتماعية من أجل وطن حر وشعب سعيد .