عيد المرأة البحرانية،مزيد من الشهيدات المنسيات



عزيز الحافظ
2012 / 3 / 7

8 آذار من كل عام يعيش العالم المتحضّر.. وعالمنا العربي القابض على جمر الإنتظار بإحقية المرأة في حياة تليق بها تحلّق طائراتها نظريا في الكتب والإعلام المقروء والمسموع دون ان تنال حقا واحدا يُشار له بالبنان. قلتها سابقا.. تختلف دول الخليج إجتماعيا عن كل الدول العربية.. ليس فقط بسبب البيئة المحافظة والتقاليد المتوارثة التي لم تمنع التجربة الديمقراطية في بعض الدول الخليجية منها من النهوض بمنظمات مجتمع مدني او جمعيات لاحكومية بمشاركة المرأة نصف المجتمع في النشاط السياسي – البرلماني لانه لااحزاب في كل الدول الخليجية التي تعيش منّعمة بثرواتها وأنظمتها المتوارثة جيلا بعد جيل لتبقى المرأة هناك تتوارث الربوض في رفوف النسيان مع نفس مسار بقاء التوارث السلطوي المعروف. لذا من الصعب ان تبحث عن ثورة ما في هذه المجتمعات او احزاب منظمّة إجتماعيا تقود حركات سياسية عدا مابزغ في البحرين فقد شهدت هذه الدولة التي تمملكت!(أصبحت مملكة ) بقدرة قادر! إنتفاضة شعبية غريبة على المجتمعات الخليجية سقط فيها ضحايا او شهداء بالعرف الثوري لتقبّل الصدور رصاص القوات الحكومية وغازاته السامةبما لايدع الشك مطلقا بأن هناك حاجة حقيقية للبحث عن أسس هذه التحركات التي دعت المملكة للاستعانة بقوات من درع الجزيرة وقامت بممارسات غير ديمقراطية معروفة للمتابع طالت الأطباء والرياضيين والموظفين وحتى سواقي التكسيات!الاغرب؟ بعد سقوط ضحايا من النساء والاطفال، أستمرار زخم المواجهات العنفية والقرارات القضائية العجيبة من احكام بالإعدام للسجن المؤبد للسجن سنوات بحق المعارضين وبتهم شتى دون التأكد من وقائع حقيقة المحاكم والدفاع العادل.ولايهمني إلا النساء اليوم مع تقديري وإعتزازي الإنساني بكل ضحية سقط مواجها بصدره العاري وعقله الناهض رصاص الجهل والغازات المسيلّة للدموع.. والأعجب الأغرب ان العالم كله قرية صغيرة يتابع كل شاردة وواردة عجائبية من موت ويتني هيوستن ومن سقوط بطات في منهول المجاري لحادثة تهاوي منطاد لإنتحار عاشق لفوز بوتين وحالات بسيطة الاعصار الخبري ولكن عند الشأن البحريني لاتجد إلا لماما من الأخبار الحكومية فقط التي تبعث البهجة في نفوس متابعيها!فإذا كان للشهداء عطر في كل ثورة شعبية فللنساء رحيق خاص في ذاك العطر...ولهن مقام رحب في سطور المجد الذي يرسمنّه بصبرهن ودمائهن وثباتهن وإستشهادهن.. وترسم بريشة بارعة حزن كل النساء البحرانيات الدكتورة فاطمة حاجي بالقول[[علامتان للثورة البحرينية، النساء والورد، وفي النساء من الورد ما يجعلهن طوق وردٍ، حين كسر الجند وردنا، لم نجد أكثر تأكيدا لسلميتنا من النساء، فصرن ورد الثورة بامتياز. ليس أجمل من نساء بلادي ورداً، ليس أجمل من أيديهن يمررنها على وجوه الشهداء، ليس أجمل من ألسنتهن تهتف بالحرية، ليس أوقع من مشيهن، يفتحن ميادين الاحتجاج. ليس كمثلهن وهن يحملن أعلام الوطن. (النساء ورد كل أرض) وهل كانت أرض الدوار ستمثل شيئاً، لو لم تكن نساؤنا عقد لؤلؤته؟ النساء ورد كل ثورة، بأكفُّهن المرفوعة للسماء، بقلوبهن المجبورة بالبكاء، بوجوههن الممتقعة بالذهول، بفتيانهن المنذورين للجنان، بقلق قلوبهن على الأبناء، وهنّ يترقبن لحظات الاعتقال!]]وبعد هذه الصياغات اللؤلوية والدرر السامدة والمحلّقة مجانا في مجد التسطير التاريخي نجد قبل بزوغ شمس الثامن من آذار إحتفالا لعائلة بحرانية بشهادة غريبة الأطوار.. فقد استشهدت السيدة "سكينه علي احمد مرهون"( 78 عاماً) من قرية "أبو صيبع" بعدما استنشقت الغازات الخانقة والسامة التي تلقيها قوات الأمن على البيوت والمنازل والأحياء السكنية المكتظة بالسكان في مختلف مناطق البحرين.
وقال أهاليها أنها استشهدت بعدما استنشقت الغازات السامة في 6 فبراير الماضي أثناء القمع الوحشي الذي قامت به قوات الأمن للمنطقة، وعلى إثر ذلك أخذت للمستشفى وخضعت للعناية لمدة 7 أيام، وبعد السماح لها بمغادرة المستشفى ساءت حالتها مرة أخرى وأخذت للعناية المركزة بالمستشفى وبقيت هناك حتى لحظة وفاتها! 78 عاما إمرأة خليجية لها ربما اولاد واحفاد لم تدخل في قلوبهم الاالحب والود لمملكتهم يجدون شهيدتهم ربما تدخل موسوعة غينيس لانها اكبر شهيدة واول شهيدة خليجية تسقط ليس برصاص العدو الصهيوني بل بسلاح خليجي في بلد محافظ لاول مرة ربما منذ كذا سنة. نساء مملكة البحرين سيؤسسن لثورة داخل ذات كل إمرأة في ديار العرب بهذا الثبات الأسطوري على مبادئهن في المساواة وحياة حرّة كريمة وعدم تقّبل الهزيمة فقد صارت قوافل الشهيدات البحرانيات عرباتا لقطار المجد ينتقي منهن نجوما وأقمارا بل وشموسا في فلك مجرة الخلود.مليار تحية للبحرانية في عيدها الذي يمّر وهي تتجرع تعسفا لاتستحقه مطلقا ونرفع القبعة لصبرها وطول آناتها وتعسا للإعلام المسيّس المتناسي نضالهن الساطع الشروق.
عزيز الحافظ