متى تحتفل المرأة العراقية في ظل اجواء ديمقراطيه



علي الشمري
2012 / 3 / 7

((متى تحتفل المرأة العراقية في ظل أجواء ديمقراطيه))
بعد مرور تسع عجاف من التغيير في العراق والمرأة العراقية تتطلع الى نيل حقوقها ومساواتها الكاملة في كافة ميادين الحياة ,كانت هناك ضحايا النظام المقبور من الأرامل والأيتام يتطلعن إلى فجرا أكثر إشراقا وتفاءلا بتعويض ما فاتهن في مسيرة حياتهن ,وأن ينصفن في العهد الجديد ,لاان تضاف إليهن مجاميع أخرى من المطلقات والأرامل والأيتام خلفتها حروب وصراعات الكراسي بين الكتل والعمليات الإجرامية الإرهابية المستمرة منذ تسع سنوات.
المرأة كانت تحلم بان يبحث عنها قرينها في المجتمع لا أن هي تبحث عنه .فالإرهاب حصد النسبة الأعلى من الشباب ليبقي الشابات بنسبة مرتفعة وقد يصلن الى سن العنوسة ولم يجدن قرينهن.فمخلفات كل عملية أرهابية أرامل وأيتام يفقدن معيلهن في الحياة,لان الأغلبية من نساء العراق لم يستقلن ماديا ولم تصلهن رواتب الحماية الاجتماعية المخصصة إليهن بقدر ما تصل إلى جيوب كبار موظفي الدولة الفاسدين,
المرأة تحلم في العهد الجديد الذي أنتظرته طويلا وضحت الكثير من اجله بأولادها وزوجها وأبيها وأخيها ,وسعادتها ,بان تتساوى في الحقوق والواجبات ,أن تتساوى في الحريات العامة والخاصة لاان يفرض عليها الحجاب والنقاب,أن تتحرر من قيودها التي كبلتها لسنوات طوال لا ان تحجر ثانية في بيتها,كانت تحلم بالاختلاط مع أخيها الرجل في مجالات الحياة المختلفة من اجل المساهمة معا في بناء مجد العراق وعزته ,لا ان يصار الى فصلها عن آخيها الرجل .كان تحلم ان تتخلص من قيود العشيرة والنهوة والعنف الاسري التي رافقها طيلة حياتها ,لاان تعاد نفس القيود بطابع قدسي أخر ,أين مساواتها وهي تمنع من السفر بعدم وجد مجرم معها؟أين عزتها وإنسانيتها في ظل تزايد انتعاش تجارة الجنس وظهور طبقة طفيلية ذكورية تمتهن كرامتها,.هل وفرت لها الديمقراطية الجديدة الحماية والأمان وهي تتعرض باستمرار الى عمليات الخطف والاغتصاب الجسدي والفكري.
هل وفرت ديمقراطية العهد الجديد لهن السكن اللائق والمعيشة ا لكريمة والأكثرية منهن يعشن في صرائف وأكواخ وسوء تغذية وأمراض؟
هل كافحت ديمقراطية العهد الجديد استفحال ظاهرة الدعارة,من خلال توفير عمل شريف يناسب مكانتها كإنسانة لها وجود وحقوق؟
أي معاناة رفعت عنهن ولا يزال الكثير منهن يعانين من الأمية والجهل والتشرد والضياع؟
إلى متى تبقى تحت سطوة المجتمع الذكورية مهمتها الأساسية الاهتمام بالزوج ليلا وتربية الأطفال وأعداد الطعام ومستلزمات البيت الأخرى كي توفر الراحة .
متى يتخلص المجتمع من النظر إليها كسلعة تباع وتشترى بحسب حاجة الرجل إليها؟
أين حريتهن الموعودة في العهد الجديد ,وهناك من يفرض عليهن الملبس وشكله ومواصفاته؟
لماذا النظر الى جسد المرأة جنسيا فقط دون النظر إلى ما تحمله من فكر وعقل ؟
إلى متى تظل المرأة تباع في سوق المساومات السياسية وسلما للوصول الى غايات معينة ولم تشرك في صناعة واتخاذ القرار
ماذا قدم العهد الجديد للأرامل والمطلقات والأيتام من شريحة النساء؟.

ماذا نتوقع للمرأة العراقية عندما تصرح مجموعة من النساء البرلمانيات بأنهن مهشمات ويطالبن بمساواتهن في احتلال المناصب السيادية ومشاركتهن في مؤتمر المصالحة المزمع عقده.؟فكيف حال بقية الشرائح النسوية في المجتمع ؟
الشباب العراقي لكلا الجنسين يعيش حاليا بين مطرقة التثقيف الخاطئ وسندان التطرف والتعصب الأعمى.الكثير منهم يعاني من الأمراض العقلية والنفسية ,بسبب مجاميع متشددة تخطط لاستقطابهم مستغلين معاناتهم من مشاكل الحياة المختلفة,مستخدمين جمل رنانة وشعارات براقة مثل الجهاد والفداء والشرف والدفاع عن المقدسات ’,ومحاربة الكفر والشرك ,وهذا شهيد الأمة وذاك مثواه الجنة وما فيها من مغريات خيالية.وهناك من يتأثر بالمواقع الالكترونية الإرهابية التي تروج لما يسمى بالإعمال الجهادية وتسعى جاهدة لتغرر بالشباب وتغذيهم بالأفكار الهدامة التي تعيق تطور المجتمع.
من المسوؤل عن تشويه سمعة الإنسان العراقي ووصمه بالإرهاب؟
أليس من المفترض أن يكون لدينا جهدا على الصعيد الثقافي والفكري وعبر وسائل الإعلام المختلفة ,كي نحمي شبابنا من التطرف والانحراف ونخلصهم من سطوة الفكر الإرهابي؟
أليس بإمكان قادة العراق انتشال الشباب من حالات اليأس والفراغ والانحراف,من خلال سحبهم إلى ساحات العمل الخلاق والتي يمكن من خلالها بناء مجتمع مزدهر متطور ومستقر حاضرا ومستقبلا.
تمنياتنا للمرأة في عامها القادم أن لا نسمع في العراق ,بأن هناك أرملة باعت اثنتين من بناتها مكرهة من أجل الحصول على لقمة العيش,كما حدث مع ليلى ريسان في محافظة ميسان ,
وان يخلوا العراق من قتل النساء بحجة جرائم الشرف والتي عادت لتطغي على المشهد الاجتماعي في الكثير من مدن العراق .
وتمنياتنا لها بالمزيد من المكاسب والخطوات نحو أستقلاليتها ونيل كافة حقوقها الاجتماعية بما فيها مساواتها مع أقرانها الرجال في كافة مفاصل الحياة.
وان على دعاة الديمقراطية في العراق أن يفهموا بان الديمقراطية ليست نصفية ولا ذكورية ولا يمكن بنائها في ظل تعطيل نصف طاقات المجتمع وشل نصف تفكيره والحجر عليه .............